جريدة الديار
السبت 29 يونيو 2024 01:23 مـ 23 ذو الحجة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لا أستطيع الخشوع في الصلاة.. علي جمعة: نجاتك بهذا العمل

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإنسان إذا لم يخشع في صلاته لا يشعر بحلاوة هذه الصلاة، فتصبح عادة بدلا من أن تكون عبادة.

وأضاف " جمعة " في وصف الحال بجملة لا أستطيع الخشوع في الصلاة ، أنه يسهل ترك العبادة عندما نغفل، عندما تشتد علينا الأمور، عندما ننشغل في مرض الولد، وذهاب الأولاد إلي المدارس، ودخول المواسم .. إلخ فالمشكلة هي تحويل العبادة إلي عادة.

وتابع: نريد أن نشعر بلذة العبادة، ولن نشعر بلذة الصلاة إلا بكثرة الذكر خارج الصلاة ، لابد أن نذكر الله كثيرا خارج الصلاة {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} .

وأشار إلى أنه علي ذلك علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ختم الصلاة، 33 سبحان الله، 33 الحمد لله، 33 الله أكبر، ونختم بـ" لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله"،

فأكثروا من ذكر الله كثيرا خارج الصلاة لكي تصلوا إلي الخشوع في الصلاة ، وحتى تصلوا إلي لذة الصلاة، فإذا دخلت هذه اللذة القلب لا يمكن أن نترك أو نغفل عن الصلاة بعد ذلك .

الخشوع في الصلاة

وأفاد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، بأن الشرع لم يطلب الخشوع في الصلاة بنسبة 100 %، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)، والخطأ لا يكون بارتكاب معصية وقد يكون بعدم الخشوع في الصلاة.

ونبه إلى أن الوحيد الذي يخشع في الصلاة بنسبة 100% هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الدنيا لا تغريه والشيطان لا يأتيه والنفس لا تتسلط عليه، مشددًا على أنه لا يوجد إنسان قادر على الخشوع في الصلاة بنسبة 100%، وإنما علينا أن نجتهد لنصل لذلك.

ولفت إلى أننا لدينا بدائل، لو لم نخشع في الصلاة بشكل كامل علينا أن نعوض ذلك في شيء أخر، والله سبحانه وتعالى: " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ".

ماذا أفعل إذا لم أستطع الخشوع في الصلاة

وبين الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن حديث النفس ولو طال في الصلاة لا يبطلها، وإن عروض الفكر للمصلي في أثنائها لا يؤثر في صحتها ولكنه يكره.

ونوه «عويضة» في إجابته عن سؤال : ( ماذا أفعل إذا لم أستطع الخشوع في الصلاة

؟)، أن الاستغفار عقب الصلاة يجزئ عن عدم خشوعنا أثناء أداء الفريضة، مؤكدًا أنه يجب علينا عدم إعادة الصلاة التي لم نخشع فيها، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى عن إعادة الصلاة في يوم مرتين». أخرجه النسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

دعاء الخشوع في الصلاة

وقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الخشوعُ في الصلاةِ هو السكون فيها، وعلى المصلِّي أن يُظهر التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، وذلك بحضورِ القلبِ وانكسارهِ بين يدي اللهِ تعالى، وكمالُ الخشوعِ يتحقّقُ بتصفيةِ القلبِ من الرياءِ للخلقِ في الصلاةِ.

وواصل « ممدوح» في إجابته عن سؤال:« ما دعاء الخشوع في الصلاة والدعاء للمريض؟»،عليك بأربعة أمور بدايةَ: أولا: استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ -عزَّوجلَّ- عند ركوعك وسجودك، ثانيًا: أن يمتلئَ قلبك بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، ثالثًا: أن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، رابعًا: الإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ .

وتابع: إن الخشوع في الصلاةِ يَكثرُ ثوابها أو يقلّ حسبما يعقل المصلّي في صلاتهِ، ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلةِ عن الخشوعِ والخضوعِ لله عز وجل لا فائدة فيها، مختتمًا: بذكر الدعاء التالي، لمن أراد خشوعًا فى صلاته وهو: " اللهم ارزقني خشوعًا في الصلاة، اللهم اشفِ مرضاناَ ومرضي المسلمين".