جريدة الديار
الإثنين 25 نوفمبر 2024 09:10 مـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيش الاحتلال يعلن نيته للهجوم على لبنان

بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تدور اشتباكات بين جماعة "حزب الله" اللبنانية وإسرائيل منذ عدة أشهر، في أعنف تبادل للقصف بين الجانبين منذ عام 2006.

هذه الاشتباكات، التي يمكن وصفها بـ"الحرب بالتقسيط"، أسفرت عن نزوح عشرات الآلاف من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، بحسب بيانات رسمية.

وتستمر التوترات في التصاعد، وسط مطالبات حكومية لرؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل بـ “الاستعداد لقتال أكثر صعوبة قد يؤدي إلى حرب واسعة".

وفي الوقت الذي تحاول واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ عدة أشهر، محذرة تل أبيب من شن "حرب محدودة" في لبنان، ومنبهة إلى أن مثل هذه الخطوة قد تدفع إيران إلى التدخل بشكل مباشر، مما يهدد بصراع إقليمي واسع النطاق، أعطى الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر للتخطيط لشن هجوم لبنان مع تصاعد التوترات عبر الحدود.

إسرائيل تخطط للهجوم على لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء 18 يونيو 2024، أنه وافق على "الخطط العملياتية" لهجوم على لبنان مع تصاعد حدة الخطاب بين إسرائيل وحزب الله، مما يزيد من احتمالية نشوب حرب.

وذكر الجيش في بيان: "كجزء من تقييم الوضع، تمت الموافقة على الخطط العملياتية لشن هجوم على لبنان والمصادقة عليها، وتم اتخاذ القرارات بشأن استمرار رفع جاهزية القوات في الميدان".

ونشر حزب الله مقطع فيديو مدته تسع دقائق و31 ثانية يظهر لقطات تم جمعها من طائرات مراقبة تابعة له لمواقع في إسرائيل، بما في ذلك الموانئ البحرية والجوية في مدينة حيفا، التي تقع على بعد 27 كيلومترًا من الحدود اللبنانية.

أرسل الحزب طائرات استطلاع وهجومية بدون طيار إلى إسرائيل خلال الأشهر الثمانية الماضية، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار بالتوازي مع حرب غزة.

وفي واشنطن، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الولايات المتحدة لا ترغب في حرب إقليمية أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية قبل أيام أن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تستعد لهجوم واسع النطاق على لبنان، وتنتظر الضوء الأخضر من المستوى السياسي.

أضافت القناة أن "إسرائيل تحاول إحلال النظام على الحدود وليس الحرب، غير أن النجاح في ذلك يعتمد على موقف حزب الله".

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نحو أسبوع: "إن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يهاجم حزب الله الأراضي في شمال البلاد"، مؤكدا استعداد تل أبيب لـ"استعادة الأمن" على الحدود مع لبنان.

وتزايدت التقارير حول تصعيد محتمل مع لبنان بعد تقديم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة لإنهاء الصراع في قطاع غزة. وقال نتنياهو إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد له أن إدارة بايدن "تعمل على إلغاء القيود المفروضة على شحنات الأسلحة إلى إسرائيل".

فيما أعلن حزب الله عن قصفه مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هيلل الإسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا. وأفادت وسائل إعلام عبرية برصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان تجاه كريات شمونة ومحيطها في إصبع الجليل.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قائد القيادة الشمالية صدق على خطة عملياتية للهجوم على لبنان، مشيرًا إلى أن الخطة تتضمن آليات لتسريع جاهزية القوات في الميدان. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يتفاخر بتصوير مواني حيفا التي تديرها شركات دولية ضخمة من الصين والهند، ملمحًا إلى قرار إسرائيلي وشيك "سيغير قواعد اللعبة" وسيعرض لبنان لضربات قاسية.

وأشار كاتس إلى أن تل أبيب تقترب من لحظة اتخاذ قرار بتغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. وتابع: "إسرائيل ستدفع الثمن لكن مع وجود دولة قوية وبكامل قوة الجيش سنعيد الأمن لسكان الشمال. وفي حرب شاملة سيتم تدمير حزب الله وسيتعرض لبنان لضربة قاصمة".

وبعد 48 ساعة من توقف هجمات حزب الله المستمرة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في حدث فريد من نوعه منذ 8 أكتوبر الماضي، نشرت الجماعة اللبنانية مقطع فيديو يظهر لقطات صورتها طائرة مراقبة تابعة لها لمواقع في إسرائيل، بما في ذلك الموانئ البحرية والمطارات في مدينة حيفا.

ومن جانبه، قال الخبير المتخصص في الشأن الدفاعي الإسرائيلي، أومير دوستري، إنّ اندلاع مواجهة واسعة بين تل أبيب و "حزب الله" ضرورة حتمية لمواجهة تداعيات التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن المحاولات الخارجية سواء من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية لمنع التصعيد مع "حزب الله" لن تفلح في منع اندلاع الحرب.

مشيرًا إلى أنه "من الصعب تصديق أن حزب الله سوف يسحب قواته إلى ما وراء الليطاني بمبادرة منه ومن دون أي إكراه".

ورأى أن جماعة "حزب الله" تحقق إنجازات استراتيجية ضد إسرائيل، مثل ضرب القواعد والبنى التحتية العسكرية، وضرب الجنود وإجلاء المدنيين الإسرائيليين من أجزاء كاملة من شمال البلاد، كل هذا مع الحفاظ على توازن الردع التهديدي ضد إسرائيل.

وقال دوستري: "من غير المرجح أن تتمكن الأطراف الدولية من إجبار حزب الله) على الانسحاب إلى شمال لبنان، إما باتفاق جديد أو بعد عودة (حزب الله) الحتمية إلى المنطقة بعد وقت قصير من انسحابه المزعوم إلى الشمال".

وتابع قائلًا: "لذا فإن إسرائيل لن تتمكن أيضاً من القبول بقرار جديد في مجلس الأمن الدولي، وبالتأكيد ليس على أساس القرار السابق 1701 ، الذي لن يوفر الأمن للبلاد، كما ثبت في العقود الأخيرة".

وأضاف: "أمن دولة إسرائيل لا يمكن أن يرتكز على قوى أجنبية، وبالتأكيد ليس على قوات حفظ السلام التي ليس لديها أي سلطة تقريبا ولا قدرة على مواجهة تهديد حزب الله)، وستؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الجماعة".

ورأى المتحدث ذاته أن تل أبيب ليس أمامها خيار سوى الشروع في حرب واسعة النطاق وشاملة لهزيمة "حزب الله" من أجل توفير الأمن لمواطنيها، وتغيير الصورة الاستراتيجية، والحد من التهديدات ضد الدولة. لافتًا إلى أنّ إسرائيل يجب أن تستفيد من الوضع الأمني الحالي والشرعية الممنوحة لها من حلفائها في الغرب لضرب "حزب الله".

وحول تداعيات هذه الحرب، قال دوستري، إنّ الحرب الشاملة مع "حزب الله" يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.مضيفًا : "لدى حزب الله تحت تصرفه أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، وآلاف الصواريخ بعيدة المدى، ومئات الصواريخ الدقيقة، وترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والتي قد تتمكن من ضرب أهداف حيوية في إسرائيل".

ورأى أن قيام إسرائيل بضربة استباقية وهو ما سيحدث على الأرجح قد يؤدي إلى تقليل القدرات العسكرية لهم وسيؤدي أيضًا إلى تدمير البنى التحتية لمناطق في لبنان وتدمير أحياء بأكملها، لافتًا إلى أن "إسرائيل ستستخدم قوة تدميرية أكبر من تلك التي استخدمتها في غزة".