من النكسة لحرب غزة.. الفلسطينيون عقود تحت الإبادة والتهجير والعدوان السافر
في الخامس من يونيو من كل عام تتجدد آلام النكسة، وذكريات الهزيمة، فهى ذكرى نكسة يونيو 1967، الهزيمة الأكبر التي نالت الجيوش العربية فيما يعرف باسم حرب يونيو أو النكسة أو حرب الأيام الستة، والتي احتلت إسرائيل على إثرها أراضي فلسطينية جديدة قدرت بنحو ثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.
تأتي الذكرى 57 للنكسة هذا العام وتتضاعف معاناة الفلسطينيون، وتنفطر معهم قلوب العرب، وسط مساعي إسرائيلية لإلحاق نكسة جديدة ونكبة أكثر مأساوية بما تشنه من عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في حرب غاشمة دخلت يومها 243 راح ضحيتها وفقا لأخر احصائية لوزارة الصحة الفلسطينية 36 ألفاً و586 ضحية، و83 ألفاً و74 إصابة.
حرب عدوانية في ذكرى النكسة
وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها بمناسبة ذكرى نكسة يونيو 1967، إن هذه الذكرى تأتي في ظل حرب عدوانية تدميرية تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) منذ ثمانية أشهر مضت ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة يتعرض خلالها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع لجميع صنوف الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية من قتل جماعي وتجويع وتعطيش وتدمير لجميع مقوّمات الحياة على مرأى ومسمع العالم بأسره.
وتوافق النكسة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، والجولان العربي السوري، وما تلاه من احتلال لأجزاء من جنوب لبنان، والذي يستمر لما يزيد عن الخمسة عقود منذ عام 1967 في عدوانٍ سافر وانتهاكٍ صارخ لميثاق الأمم المُتحدة ولمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وقالت الجامعة العربية، إنه في ذكرى النكسة تستمر تداعيات تلك الحرب العدوانية الإسرائيلية بتكريس إسرائيل احتلالها العسكري الاستيطاني الاستعماري والإحلالي، مُتنكّرةً لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتُمعِن في تصعيد اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني باستهداف وجوده على أرضه وحقوقه ومقدّساته ومواصلة عمليات التهجير القسري المنهجي وابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وعزل المُدُن والقُرى وتنفيذ جرائم قتل يومية ومُتعمّدة.
وشدد بيان جامعة الدول العربية الصادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن إسرائيل ما زالت تستمر في الضفة الغربية المُحتلّة بما فيها القدس الشرقية سياسة الاستيطان والقتل والإعتقال وهدم البيوت وتدنيس المُقدّسات المسيحية والإسلامية، واستمرار استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والجولان العربي السوري المُحتلّ، واستمرار العدوان والسياسة الإسرائيلية المُمنهجة في فرض الأمر الواقع القسري ورفض الانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مُقدمتها قراريّ مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967 و338 لسنة 1973 بضرورة إنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلّة منذ 1967، وإمعانها في عرقلة جميع جهود تحقيق السلام القائم على رؤية حلّ الدولتين وإنهاء الإحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق مُقررات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية.
وطالبت جامعة الدول العربية، بضرورة الوقف الفوري والدائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان نفاذ المُساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات أهالي القطاع، والبدء فوراً ودون تأخير في جهود إعادة إعمار القطاع المُهدّم وفتح أُفُق تحقيق السلام العادل والدائم والشامل القائم على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلّة منذ 1967، وتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران يونيو لسنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد البيان على أنه في هذه الذكرى ومع إستمرار آلة الحرب والتدمير الإسرائيلية، تؤكد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على تضامنِها ودعمِها للشعب الفلسطيني في مسيرة كفاحه دفاعاً عن أرضه ووطنه ومُقدّساته بدعمٍ من أمّته وأحرار العالم، وتؤكد استمرار التزام الأمّة دولاً وشعوباً بقضيتها المركزية، القضية الفلسطينية، ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المُستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.