وزيرة البيئة في زيارة تفقدية لمصنع «زيرو كاربون” لتدوير المُخلفات بالإسماعيلية
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اجتماعا مع اللواء شريف فهمي محافظ الإسماعيلية، وذلك بمقر ديوان المحافظة لمتابعة وتقييم أوضاع منظومة إدارة المُخلفات الصلبة وتطوراتها ومتابعة سير العمل، وذلك بحضور الأستاذ ياسر عبد الله مساعد الوزيرة لشئون المُخلفات والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المُخلفات، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن هذا الإجتماع يأتي في إطار الدور التخطيطي والتنظيمي والرقابي لوزارة البيئة في المنظومة الجديدة لإدارة المُخلفات، ومساهمتها في تنفيذ البنية التحتية للمنظومة كأحد آليات تهيئة المناخ الداعم لمُواجهة تحدي إدارة المُخلفات بما يحقق عائدًا بيئيًا وإجتماعيًا وإقتصاديًا ويحقق التنمية المُستدامة، ويساهم في خفض الإنبعاثات الناتجة عن المُخلفات، مُشيرة إلى أن محافظة الإسماعيلية كانت من أول المحافظات التي تم تنفيذ المنظومة الجديدة بها ضمن سعي الحكومة لتنفيذ نماذج تجريبية لمنظومة إدارة المُخلفات الصلبة بعدد من المحافظات والتي تم الإنتهاء من بنيتها التحتية كمرحلة أولى، لتعطي بارقة أمل للمواطن بإمكانية القضاء على مشكلة المُخلفات.
وخلال اللقاء تناول الجانبان بحث أوضاع منظومة المُخلفات الصلبة البلدية بالمحافظة، وأيضًا مُبادرات المحافظة في إعادة تدوير بواقي القماش، حيث أشارت وزيرة البيئة إلى إمكانية التنسيق مع بنك الكساء المصري في هذا الصدد حيث يهدف عملهم إلى توفير منتج صديق للبيئة ويحقق الاستدامة البيئية، مُؤكدة على أهمية رفع وعى المواطنين بأهمية إعادة تدوير المنتجات، والذي تعمل عليه وزارة البيئة من خلال تنظيم ورش عمل وندوات توعوية لكافة فئات المجتمع بمختلف محافظات الجمهورية، كما تطرق الإجتماع إلى التأكيد على أهمية التشجير وأهمية رفع الوعي البيئي لدى المواطنين بالحفاظ على الأشجار داخل المحافظة، لما لها من أهمية في امتصاص المُلوثات وحجز الأدخنة والغبار بما ينعكس ايجابيا على صحة المواطنين بالإضافة إلى عوائد بيئية تتمثل في خفض إنبعاثات غاز الإحتباس الحراري، حيث تقوم وزارة البيئة بحملات تشجير في مختلف محافظات الجمهورية بالتعاون مؤسسات المجتمع المدني.
وعقب الإجتماع قامت الدكتورة ياسمين فؤاد، واللواء شريف فهمي، بجولة تفقدية لمصنع تدوير المُخلفات لشركة "زيرو كاربون" الشركة المتخصصة في تقديم حلول إدارة المُخلفات، بمحافظة الإسماعيلية، وذلك بحضور المهندس كريم السبع الرئيس التنفيذي للشركة، ولفيف من الشخصيات والجهات المعنية بملف إدارة المُخلفات بالسوق المصرية، كما إطلعت وزيرة البيئة خلال الزيارة على تفاصيل مُبادرة "تمكين المرأة" والتي تهدف إلى إعادة تدوير المُخلفات من الأقمشة وصناعة منتجات ذات قيمة عالية، و التي أطلقتها شركة زيرو كاربون للعاملين لديها من النساء، وتشمل المُبادرة توفير أحدث البرامج التعليمية والتأهيلية للنماذج النسائية بهدف رفع قدراتهم التشغيلية في إعادة تدوير المُخلفات من الأقمشة وصناعة منتجات ذات قيمة عالية منها، ليتم عرض المنتجات النهائية أمام الجمهور المُستهلكين، لتوفير عائد مادي لهذه الكوادر النسائية من عوائد المشروع، و ينقسم المشروع إلى 3 مراحل رئيسية، حيث تتضمن المرحلة الأولى رفع قدرات وتأهيل نحو 12 سيدة بالمصنع وفق أحدث البرامج التدريبية العالمية بمجال حرفة النول اليدوي، وتشمل المرحلة الثانية والمقرر إطلاقها خلال الفترة المُقبلة زيادة أعداد النماذج النسائية وتكرار التجربة بمحافظة بورسعيد، وذلك تمهيدًا للوصول إلى المرحلة الثالثة والتي ستتضمن التوسع بالمشروع بكافة محافظات الجمهورية.
وتقدمت وزيرة البيئة، بالشكر للسيد محافظ الإسماعيلية على حفاوة الإستقبال وإلى السادة المشاركين، مُعربةً عن إعتزازها بفكرة إعادة إستخدام بواقي القماش ضمن منظومة المُخلفات الصلبة، مُؤكدةً على ضرورة العمل على ربط هذه المبادرة ببنك الكساء المصري، مُشيرةً إلى مبادرة "from waste to good taste " التي تم إعلانها خلال مؤتمر الـ COP27 والتي تحث على ضرورة إعادة تدوير وإستخدام بواقي القماش، لافتةً إلى ضرورة العمل على التأمين الإجتماعي والتأمين الصحي للسيدات، من خلال التعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي.
كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن إتاحة الفرص الإقتصادية للمرأة هي أنسب الطرق لتمكينها في مجال البيئة ومُواجهة آثار تغير المناخ، وذلك بتعزيز دورها في تقليل الإنبعاثات وتدوير المُخلفات والخروج بمنتجات بيئية ذات عائد إقتصادي، وتناولت وزيرة البيئة خلال اللقاء الحديث عن أهمية الأسمدة العضوية وضرورة نشر ثقافة الإهتمام بكل ما هو أورجانيك، لافتةً إلى مؤتمر الإستثمار البيئي والمناخي، الذي قدم إستراتيجية للإقتصاد الحيوي، لزراعة نباتات ذات عائد إستثماري عالي مثل زراعة الجوجوبا، ولفتت الوزيرة إلى إمكانية الإنضمام للمشروع الذي سيتم طرحه قريبًا خلال مؤتمر الإستثمار بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي، حيث تم بالفعل إعداد دراسة الجدوى الإقتصادية له، وإستمتعت الوزيرة إلى التحديات التي تواجه المشروع فيما يخص الإستفادة من الوقود البديل في توليد الطاقة بمصنع الأسمنت، ومدى تناسب السعر مع العملية الإنتاجية، وأيضًا التحديات التي تواجه إنتاج المخصبات العضوية من المُتبقيات الزراعية.
كما ثمنت وزيرة البيئة، أنشطة الشركة نظرًا لمُساهمتها الإيجابية في عمليات تدوير المُخلفات البلدية وإنتاج الوقود البديل، وتقليل الإنبعاثات داخل محافظة الإسماعيلية، مُشيرة إلى حرص الوزارة على مُواصلة الجهود المبذولة بالتعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتفعيل المنظومة الجديدة لإدارة المُخلفات البلدية الصلبة، وذلك في ضوء الأهمية التي توليها الدولة لتحسين الأوضاع البيئية والحد من مُعدلات التلوث، وأيضًا الإنعكاسات الإيجابية لذلك على خطة التنمية المُستدامة ورؤية مصر 2030، لافتة إلى أهمية تلك المشروعات والتي تهدف إلى إقامة صناعة وطنية لإدارة المُخلفات، وتوفير فرص عمل جديدة ودعم القطاع الخاص وإشراكه في منظومة إدارة المُخلفات للتوسع بمشروعات إدارة المُخلفات، من أجل تحقيق أعلى عائد بيئي وإقتصادي مُستدام، بما يُساهم في تنفيذ الإدارة المُتكاملة للمُخلفات البلدية الصلبة.
من جانبه، رحب اللواء أركان حرب شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، بوزيرة البيئة على أرض محافظة الإسماعيلية، مُوجهًا الشكر لها على دعمها الدائم لمحافظة الإسماعيلية في مجال التخلص الآمن للمُخلفات الصلبة و الحفاظ علي البيئة، مُؤكدًا على حرص محافظة الإسماعيلية لدعم منظومة المُعالجة و التخلص الآمن للمُخلفات الصلبة، و إستخدامها بالشكل الأمثل للحفاظ على البيئة و تحقيق عائد إقتصادي، مُضيفًا أنه لابد أن يكون هناك مسئولية مجتمعية من الجميع للحفاظ على البيئة و تقليل الإنبعاثات، بجانب دور الدولة متمثلة في وزارة البيئة و الأجهزة التنفيذية بالمحافظات.
ومن جانبه أستعرض المهندس كريم السبع، رحلة شركة زيرو كاربون في تدوير المُخلفات حيث تم تأسيسها عام 2015، وتمتلك مصنعين رئيسيين بمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، بقدرات إستيعابية لإعادة تدوير وصلت إلى 1.9 مليون طن من المُخلفات الصلبة البلدية، بواقع 928 ألف طن بالإسماعيلية ونحو 1.05 مليون طن ببورسعيد، حيث تعمل الشركة على مُعالجة كلاً من المُخلفات البلدية الصلبة وإنتاج وقود بديل للصناعات الثقيلة و سماد عضوي للعديد من المزارع وتدوير المُخلفات الصناعية غير الخطرة، وإنتاج إكسسوارات وأزياء من بواقي القماش، وأيضًا تدوير المُخلفات الزراعية بإنتاج وقود حيوي، بجانب البدء في إعادة تدوير مُخلفات الهدم و البناء، لإنتاج السن الأخضر الذي يستخدم في عمليات رصف الطرق والبناء، كما تقوم الشركة بزراعة نباتات الجوتروفا والذي يتم استخراج وقود البيوديزل منها ويستخدم في الطيران وتمثل إنبعاثاته زيرو كربون، مُوضحًا أن تلك الجهود تسهم في تقليل البصمة الكربونية، وتدعم جهود الدولة نحو تحقيق الإستدامة وخفض الإنبعاثات الكربونية، بجانب العمل على مُواصلة التوسع والنمو وخلق المزيد من فرص العمل الجديدة وتمكين المرأة.
وأضاف السبع، أن الشركة إستطاعت خلال الأعوام الماضية أن تكون في مقدمة الشركات المميزة في مشروعات إنتاج الوقود البديل المُستخدم في صناعة الأسمنت كبديل للفحم، كما تعمل على تطوير منتجها من السماد العضوي ليستخدم كبديل للأسمدة الكيماوية في الزراعة، كما ساهمت مشروعات الشركة في تقليل التلوث الهوائي من الإنبعاثات الكربونية في كلا المحافظتين بما يُعادل 110 ألف طن كربون سنويًا، بما دعم حقوق نحو 3 ملايين مواطن في العيش في بيئة صحية منخفضة الكربون، وكذلك تحسين الظروف البيئة لأكثر من 10 آلاف مواطن ومزارع في المناطق المحيطة بمصانع الشركة في الإسماعيلية، وتجنب إلقاء المُخلفات في المصارف المائية كبحيرة المنزلة ببورسعيد.
وأكدت وزيرة البيئة، على أهمية تشجع المجتمعات المحلية على الإستثمار في الوقود الحيوي ودعم المشروعات البيئية الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي.
وفي ختام زيارتها قامت وزيرة البيئة والمحافظ بتفقد أماكن تجمع المُخلفات لإنتاج الـ RDF، وكذلك المساحات المنزرعة بنات الجاتروفا في محافظة الإسماعيلية، وشاركت بغرس أحد أشجار الجاتروفا.