من الكبائر.. احذر أمرًا يفعله بعض الأزواج يمنعهم من دخول الجنة
حذر الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، بعض الأزواج من أمر يمنعهم من دخول الجنة، وذلك ردًا على سؤال متصلة حول: "واحدة صاحبتي كلفتني أسالكم، إن زوجها بيحب واحدة متزوجة.. وزوجها اعترف لها بكده.. وهي تسيء له بالسباب؟".
أمر يفعله بعض الأزواج يمنعهم من دخول الجنة
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الأربعاء: "ما يفعله حرام ومن الكبائر، لأنه يفسد العلاقة بينها وبين زوجها، ومن يفعل ذلك؛ قال سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال لن يدخل الجنة ".
وتابع: "ده مبتلى وبيقول لمراته؟، بأي عقل؟، من يفعل هذه الكبيرة ويقول لزوجته، إلا لو هو بعيد عن الله، فهو ارتكب أكثر من ذنب، كسر قلب زوجته، اعتدى على حقوق زوج آخر، وتعدي على خصوصيات زوجة، ويجب عليه أن يتوب من هذا الفعل، وعليه أن يقطع صلته بهذه السيدة".
معنى الخيانة المنسوبة لزوجة سيدنا نوج وزوجة سيدنا لوط
تقول دار الإفتاء إن الخيانة هنا معناها الخيانة في الدين؛ فقد كانتا كافرتين كما ذكر بعض المفسرين، أو كانتا عاصيتين كما ذكر البعض الآخر؛ لأن امرأة نوح كانت تقول للناس: «إنه مجنون»، وامرأة لوط كانت تخبر الناس بأضيافه، وقيل: كانتا منافقتين، وقيل: خيانتهما النميمةُ.
وليست الخيانة بالمعنى المتعارف عليه وهو ارتكاب جريمة الزنا؛ فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «مَا بَغَتِ امرَأةُ نَبِيٍّ قَط» أورده الطبري في "تفسيره"، وهذا إجماعٌ من المفسرين.
وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ﴾ [النور: 26]؛ لأن الخُبث معناه: الرديء والدُّون من القول، ويكون المعنى: الكلمات الخبيثات من القول للرجال الخبيثين، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول. وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية على ما ذكره القرطبي في تفسير الآية.
تعارض حديث: «نحن معاشر الأنبياء نزوَّج ولا نتزوَّج» مع نصوص الشرع
وبينت الإفتاء أن الحديث الذي ذُكر في هذا السؤال وهو: «نحن معاشر الأنبياء نزوَّج ولا نتزوَّج» ظاهر التعارض مع فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقولِه؛ فقد تزوَّج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بكثيرٍ من أمهات المؤمنين، ودعا الشباب إلى الزواج في قوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج» رواه البخاري، وقال: «تزوجوا الودود الولود» رواه النسائي، إلى غير ذلك من الأحاديث الداعية إلى الزواج، بل إن الإسلام جعل الزواج الطريق الصحيح إلى تكوين الأسرة، فقد جاء قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21].