جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 11:05 مـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

العاصفة تهب على عملات الأسواق الناشئة.. الدولار يتصدر المشهد بينما تكافح آسيا

يشهد عالمنا اضطرابات نقدية، حيث تتعرض عملات الأسواق الناشئة لضغوط هائلة مقابل الدولار الأمريكي القوي ،من تايوان إلى الهند وماليزيا، تُسجل العملات الرئيسية انخفاضات حادة، مما يثير قلق المستثمرين ويُشكل تحديات اقتصادية جسيمة،في هذا المقال، سنبحر في تحليل العوامل الكامنة وراء هذا التراجع، ونُسلط الضوء على كيفية تأثر العملات الآسيوية بشكل خاص، ونُناقش الإجراءات التي تتخذها البنوك المركزية لمكافحة هذه العاصفة.

الدولار الأمريكي: ملاذ آمن في عالم مضطرب

يُهيمن الدولار الأمريكي على المشهد، حيث يُقدم ملاذاً آمناً للمستثمرين في خضمّ حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية:

الاقتصاد الأمريكي القوي: بينما تُظهر اقتصادات العديد من الدول نمواً معتدلاً، تتفوق الولايات المتحدة من خلال بياناتها الاقتصادية القوية، بدءًا من التوظيف إلى مبيعات التجزئة وصولاً إلى التضخم.
توقعات أسعار الفائدة: دفعت البيانات الأمريكية القوية المتداولين إلى مراجعة توقعاتهم لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتشير التوقعات إلى أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول، مما يُقلص من جاذبية الاستثمار في الأسواق الناشئة.
العائدات المُغرية: تُقدم الولايات المتحدة عائدات جذابة على الأموال المُستثمرة بالدولار، ممّا يُشجع المستثمرين على سحب استثماراتهم من الأسواق الناشئة .

معاناة عملات الأسواق الناشئة

يُشكل الدولار القوي وارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ضغوطًا هائلة على عملات الأسواق الناشئة. وتُعاني العملات الآسيوية بشكل خاص من هذه التراجعات لأسباب رئيسية:

فجوة أسعار الفائدة: تُعاني العديد من الدول الآسيوية من فجوة متزايدة في أسعار الفائدة مقارنة بالولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، انخفضت الفجوة بين مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي ومؤشر ماليزيا القياسي إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مما يُشجع المستثمرين على تحويل أموالهم إلى الدولار.
السياسات النقدية المتباينة: بينما تُشَدد الولايات المتحدة سياستها النقدية، تُخفف بعض البنوك المركزية في آسيا، مثل البنك المركزي الصيني، من سياستها لدعم النمو الاقتصادي.
الروابط الاقتصادية مع الصين: تُعاني العملات الآسيوية، وخاصة عملات كوريا الجنوبية وتايوان، من ضعف اليوان الصيني، وذلك لارتباطها الاقتصادي الوثيق بالصين.

ردود فعل البنوك المركزية

تُدرك البنوك المركزية في آسيا خطورة الوضع، وتتخذ خطوات لمكافحة تراجع عملاتها:

الدفاع عن العملات: تُستخدم أدوات مثل سعر الصرف اليومي واحتياطيات النقد الأجنبي للتدخل في السوق ودعم العملات.

تشجيع الاستثمار المحلي: تُشجع البنوك المركزية الشركات على إعادة استثمار أرباحها بالعملة المحلية بدلاً من تحويلها إلى الدولار.

الأسواق الناشئة

يُواجه عالم الأسواق الناشئة تحديات صعبة مع استمرار هيمنة الدولار الأمريكي.

وتُبذل الجهود من قبل البنوك المركزية لمكافحة تراجع العملات، لكنّ فعالية هذه الإجراءات على المدى الطويل ستظل مرهونة بتطورات الاقتصاد العالمي وسياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي.