دراسات أم تبليط.. هرم منكاورع يثير الجدل بين الأثريين
أثار مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع ، جدل وتساؤلات عديدة بين الأثريين والمرممين ، لتطال نيران السوشيال ميديا موجة من الاعتراضات ليواجهها موجة أخرى من علماء الأثار بالرد العلمي .
ونسرد في السطور القادمة قصة مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع .
وصف بسام الشماع المحاضر الدولى والمؤرخ ، وضع الكساء الجرانيتي الأصلي بدون إضافة أحجار جديدة لتكملة وإعادة الـ16 مدماك للحفاظ على الحجر الجيري المبني منه هرم منكاورع ، بـ انقاذ الحجارة الجرانيتية الأصلية الملقاة في سفح الأهرامات والتي تعرضها للتدمير والإهمال.
وأشار الشماع في مكالمة هاتفية مع "صدى البلد"، إلى تعاون تعاون قمم وخبراء الأثار والترميم ممزوجة بـ التكنولوجيا اليابانية لاستعادة تاريخنا المصري ، في دراسة هرم منكاورع ، لافتا أن المشروع يساهم في في اكتشاف أجزاء من الهرم دفنت تحت التراب ، متوقعا أن يكون هناك اكتشاف آثار جديدة.
وحول توقع حدوث ضرر على هرم منكاورع ،من تغطيتة بالحجارة الجرانيتية ، أكد لا يشكل أي ضرر عليه ، لافتا أن هذا المشروع المصري الضخم يشبه "لعبة البازل"، حيث سيتعين مطابقة كل حجر من أحجار الهرم مع البلوكات الجرانيتية المتساقطة، وهذا يجعل من هذا المشروع أكبر "لعبة بازل" في التاريخ، وهو مشروع ضخم وفني معقد وليس بالعمل السهل، ويعد دليل على عبقرية الأيدى المصرية.
استكمل حديثة قائلا : أن هرم منكاورع يتميز بأنه الوحيد الذي تم تغليفه بالجرانيت "جزئيا"، حيث كان المصري القديم يضع أثناء البناء طبقة من الجرانيت مع كل طبقة من الحجر الجيري، وهذا يعني أن تكلفة البناء ربما تفوق الأهرامات الأخرى، لأن الجرانيت كان يتم جلبه من أماكن بعيدة فهو يعد الأغلى في الأهرامات الثلاثة.
أضاف المؤرخ والمحاضر الدولي، إلى أن هذا المشروع يثبت أنه تم كساء هرم خفرع بالحجارة الجيرية الخارجية من أعلى لأسفل، على عكس هرم منكاورع الذي تم تغليفه من أسفل لأعلى وهذا يثبت تطور المهندس المصري القديم وحرية الإبداع العلمي في مصر القديمة، مشددا علينا العمل جميعا على إرجاع الهرم لسيرته الأولى، كما كان مما يعيد الهرم لشكلة وأدائه القديم.
أوضح أن المشروع لن يكلف مصر مليما واحدا لأن الأداء والمصروفات المالية كلها يأتي من الجانب الياباني تطوعا، وليست سلفة أو قرض.
وفى ذات السياق نفى الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصرية، ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي حول "تبليط الهرم"، قائلا إنه تم تشكيل لجنة عليا برئاسته وسيكون هناك اجتماع للجنة لفحص الأمر، مؤكدا أنه لا يوجد ما يسمى "تبليط الهرم"، ومن أصدر هذه التصريحات سيدة "بتخرف" لا تفقه أي شيء.