وزيرة البيئة تبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز التعاون في الطاقة
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مع السفير كيم يونج هيون سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، لبحث تعزيز التعاون الثنائي الحالي المُستقبلي بين البلدين في مجال البيئة والمناخ، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار وزيرة البيئة للاتفاقيات مُتعددة الأطراف وعددًا من قيادات الوزارة، حيث أشادت وزيرة البيئة بالتعاون مع الجانب الكوري خاصة في مجال إدارة المُخلفات الصلبة وبناء القدرات على نظم المعلومات الجغرافية للإدارة البيئية.
كما ثمنت وزيرة البيئة، خلال اللقاء تجربة التعاون مع الجانب الكوري في إنشاء مصانع تدوير للمُخلفات الصلبة، وتطلعها لاستكمال التعاون في المرحلة القادمة في نقل وتوطين تكنولوجيا تدوير المُخلفات، في إطار حرص مصر على دعم الشركات لتطوير آليات إدارة المُخلفات الصلبة في مصر، مُشيرة إلى دعم الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا) لوزارة البيئة في تنفيذ برنامج تدريبي لبناء القدرات العاملين في نظام المعلومات الجغرافية للتخطيط والإدارة البيئية، تمشيًا مع حرص مصر على الإسراع في عملية التحول الرقمي وتطوير أنظمة العمل.
وأشادت الدكتورة ياسمين فؤاد أيضًا بدعم كوريا الجنوبية لمشروع قناة السويس الخضراء سواء بالخبراء والتكنولوجيا وتعزيز مسار التحول الأخضر في ظل الأهمية الإستراتيجية لقناة السويس في العالم كله.
وفيما يخص التعاون الإقليمي، أشادت وزيرة البيئة بإهتمام الجانب الكوري بالبناء على مُخرجات القمة الإفريقية لدعم القارة، مُوضحة أن مصر حريصة دائمًا على دعم المطالب الإفريقية وتعزيز قدرة القارة، خاصة وأن مصر كانت رئيس مجلس وزراء البيئة الأفارقة تزامنًا مع ميلاد إتفاق باريس، الذي كان خطوة فارقة في علاقة مصر بأشقائها الأفارقة، حيث تولت مصر مُهمة توحيد الصوت الإفريقي ورفع مطالب القارة، والتي تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن مصر تُقَدِر مُساهمة كوريا الجنوبية في صندوق المناخ الأخضر بمبلغ ٣٠٠ مليون دولار، حيث يُعد التكيف والمواجهة أولوية للقارة الإفريقية، لتعزيز قدرة سكانها على التكيف والمرونة مع آثار تغير المناخ، ويعتبر صندوق المناخ الأخضر أحد أهم الآليات التي تدعم تمويل جهود التكيف، في ظل عدم قدرة الدول الإفريقية على الوصول إلى الموارد المطلوبة للتكيف، مما يجعل مصر تعتز بإعلان إستضافة القاهرة للمركز الإفريقي للمرونة والتكيف خلال مؤتمر المناخ الأخير COP28، وذلك بالتعاون مع منظمة النيباد التابعة للإتحاد الإفريقي، لدعم الدول الإفريقية لتكون أكثر قدرة على الوصول لتمويل التكيف ومركز المعلومات لتبادل الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا، مُوضحة أن التعاون المُستقبلي بين مصر وكوريا الجنوبية في دعم المركز سيعزز التعاون بين البلدين على المستويين الثنائي والإقليمية.
كما ناقشت وزيرة البيئة، مع السفير الكوري التعاون الثنائي في مجال إشراك القطاع الخاص في الإستثمار البيئي والمناخي، مرحبة بالتعاون مع الشركات الكورية من خلال إقتناص الفرص الإستثمارية الواعدة والتي تم إعداد قائمة بها وعرضها على أول منصة الكترونية للإستثمار البيئي والمناخي في مصر، وأيضًا دعم التعاون المشترك بين شركات القطاع الخاص المصري والكوري.
وتحدثت وزيرة البيئة، عن إمكانية التعاون المستقبلي في مجالين ذات أولوية وهما، الإدارة المُتكاملة للمُخلفات خاصة بعد إصدار أول قانون لإدارة المُخلفات بكافة أنواعها في مصر، يركز على الإقتصاد الدوار وإشراك القطاع الخاص، وأيضًا في تنفيذ خطة المُساهمات الوطنية المُحددة لمصر والتي وضعت هدفًا طموحًا بالوصول إلى ٤٢٪ طاقة جديدة ومُتجددة ضمن مزيج الطاقة بحلول ٢٠٣٠
ومن جانبه، أعرب السفير كيم يونج هيون، سفير كوريا الجنوبية، عن تطلعه لتعاون مستقبلي ثري مع الجانب المصري في مجال البيئة ودعم التحول الأخضر في مصر، سواء على المستوى المحلى بإستمرار التعاون في مجال تدوير المُخلفات الصلبة، والذي شهد خلال السنوات الأخيرة تقدما مهما بالتعاون بين الشركات الكورية والجانب المصري في تنفيذ ٣ مصانع تدوير المُخلفات الصلبة في ٣ محافظات مصرية (المنيا، الغربية، سوهاج) ، والعمل على تنفيذ مشروع لتحويل المُخلفات لطاقة في محافظة القاهرة، وأيضًا التعاون في بناء القدرات ونقل التكنولوجيا، ودعم التحول الأخضر، خاصة في قناة السويس التي تُعد موقعا مهما على المستوى الدولي.
وأوضح سفير كوريا الجنوبية، أن مصر شريك إستراتيجي لبلاده، لدعم التنمية والتحول الأخضر، في ظل دورها الإقليمي وخاصة على المستوى الإفريقي، وما حققته من ريادة حقيقية خلال إستضافة مؤتمر المناخ COP27، حيث تولي بلاده إهتمامًا خاصًا بالقارة الإفريقية، مما دفعها لتنظيم حدث مُرتقب يضم رؤساء الحكومات والدول الإفريقية حول سُبل دعم مُخرجات القمة الإفريقية بما يدعم القارة.
وأكد السفير كوريا، على تطلع بلاده لفتح مزيد من فرص التعاون والمشروعات مع الجانب المصري، وتعزيز استثمارات الشركات الكورية في مصر التي تُعد منصة لعدد متنوع من الأسواق الواعدة في المنطقة، وبلد واعد لتنفيذ مسارات التنمية والتحول الأخضر.