جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 02:18 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مفتاح العودة للبيوت الفلسطينية في 48 بمتحف الأمم بمؤتمر المناخ COP28

أثناء التنقل بين أروقة أجنحة الدول المشاركة في «كوب 28» بـ «المنطقة الزرقاء»، لفت أنظار الجميع ضيوف الحدث العالمي لتمثال الحضارة الفرعونية المصرية القديمة لـ «حرّاس المعبد» باللون الأسود، لما يتسم به من مظهر فريد يميّز تلك الحضارة، الذي أصبح كغيره من تلك التماثيل معبّراً عن سلطة كل واحد من الحكام المُتعاقبين في عصر الدولة الوسطى المصرية وفقاً لما هو مُدوّن أسفل التمثال "إذا كانت تُنحت أزواج من تلك التماثيل غالباً لتحيط بمداخل المعابد من الجانبين، بحيث يكون كل منها حارسًا للمعبد ويقدّم صورة مهيبة، لكن ودودة عن الفرعون لشعبه".

ذلك التمثال يأخذ زوّار مؤتمر المناخ إلي بوابة الجناح «قصص الأمم» الذي يقف أمامه التمثال، في رحلة عابرة للزمان والمكان، تتنقل بين الماضي البعيد والحاضر والمستقبل، وتجوب قارات العالم المختلفة، وقصص بلدان من الشرق والغرب و للاطلاع على حكايات المشاركين الدوليين الذين شاركوا في معرض «إكسبو2000 دبي»، بداية من «مفتاح العودة» الفلسطيني، مروراً بباب عتيق من المغرب، وصولاً إلى تذكارات من حول العالم لكل منها حكاية، من القصص التاريخية إلى المُستقبلية، إذ يزخر الجناح بالتحف والتذكارات التي تبرعت بها الدول، إهداءً منها لأجيال مُقبلة من الزوّار لتشكل الجناح الذي إفتاح في شهر فبراير الماضي، حيث يروي جناح “قصص الأمم”، في رمزية وارتباط دائم بين تجارب الأمم وتكاتفها وتعاونها في مختلف المجالات والتحديات، ويضم الجناح قطعًا متنوعة من المنحوتات والمصنوعات اليدوية والآلات الموسيقية والتذكارات والمنسوجات والمجسمات واللوحات، والتحف الفنية، والأزياء، وغيرها من القطع التي تروي قصص الأمم والإنجازات المختلفة التي تم عرضها بأجنحة الدول خلال «إكسبو 2020دبي »، حيث تم عرض القطع المختلفة لأكثر من 200 دولة ومنظمة بطريقة مُبتكرة في معرض دائم في جناح «قصص الأمم» بمدينة إكسبو في ثلاثة أجنحة مختلفة هي: الفرص الذي يضم قطعًا فنية بموضوعات تبرز تعاطف البشر مع بعضهم، وكيف اجتمع الناس في إكسبو للعمل معاً نحو مستقبل أفضل حافل بالفرص للجميع، تحت عنوان «لحظتنا في الزمن».

بينما يقدم الجناح في منطقة التنقل موضوع «عالمنا الرائع»، الذي يبرز سعي البشرية الدؤوب للتميز، ويسلط الضوء على البراعة والطموح ودورهما في تغيير الطريقة التي نعيش بها، ونتواصل مع بعضنا بعضاً، ونتبادل المعرفة والأفكار، أما الجناح الذي يقع في منطقة الاستدامة، فهو يظهر موضوع «خيالنا اللانهائي»، الذي يأخذ الزوار في جولة تسلط الضوء على علاقة الإنسان بالطبيعة.

وبهذه العبارات يستقبلك جناح المعرض الدائم ”قصص الأمم” "، هذه قصتنا عندما اجتمعنا، عندما رأينا وفهمنا حقاً بعضنا، هي قصة عن كيف أحيا العالم المفاهيم العالمية التي يمثلها كل من الفرص والتنقل والاستدامة، لكن الأهم هو أنها قصتنا نحن البشر بوصفنا مشاركين من شتى الأمم أي قصة هويتنا ونمط عيشنا في عالمنا الرائع وبيتنا المشترك وقصة عن الخطط التي نرسمها لجعله مكاناً أفضل”.

ومن فلسطين تأتي أهم مقتنيات المتحف، فيتصدّر «مفتاح العودة» المشهد الذي يرمز - بحسب اللافتة المدوّنة - إلى أحد المفاتيح الأصلية من منازل الفلسطينيين التي فُقدت إبان النكبة ٤٨ ،، عندما هجر أكثر من نصف سكان فلسطين التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني ليُحرموا بعد ذلك من حق العودة، وبعد أكثر من سبعة عقود لا تزال الكثير من العائلات الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح المنازل التي أجبرت علي تركها عند قيام دولة إسرائيل، ويبقي المفتاح تذكيرًا قويًا بالخسائر المادية والعاطفية التي تكبدها الفلسطينيون نتيجة الظلم الذي تعرضوا له، ويعطيهم جرعة صغيرة من الأمل بعودتهم، ويشكل حقهم في المطالبة باسترجاع أرضيهم ومنازلهم المفقودة.

وتسهم منظمة التعاون الإسلامي في الأجنحة بمقتنيات تحمل رسائل توعية حول أهمية التعددية الثقافية والفكرية عبر عمود ملفت يجسد القيم الجوهرية للإسلام ويعزز محتواه المُتعدد اللغات مانحاً الزوار فرصة للوقوف على أهمية الانفتاح وتبني عقلية التحري والبحث والفهم، فيما سردت "شجرة الحياة" في جناح مولدوفا قصص البلد في مجالات عدة والاستكشاف والتذوق والاستثمار والحرف.

وتم عرض بعض القطع الأخرى التي تناقش قضايا مهمة كقضية المناخ، حيث عرضت فيجي نموذجًا عن زورق «دروا» التقليدي، الذي يرمز إلى المرونة والوحدة التي تجلت في فترة رئاسة فيجي لمؤتمر الأطراف -مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2017، «كوب 23»، تمثيلاً للصلة التي تربط الثقافة والتقاليد الفيجية بالمفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ.

وتحت عنوان “شاهد المزيد عن عالمنا الرائع” تستقبلك دعوات بالحفاظ على الثروات الطبيعية لأجيال المستقبل، وسانت لوسيا مصدر إلهام لك وكوكب الأرض صديقي، وغواتيمالا محرك أمريكا الوسطى، ومعاً نرى الصورة الأوسع عنوان الدول المشاركة في جناح الفرص.

وتبرز لافتة “عالمنا الرائع” على جناح التنقل مسلطة الضوء على سعي البشرية للتميز والبراعة والطموح ودورها في تغيير الطريقة التي نعيش بها، والتواصل مع بعضنا بعضاً، وتبادل المعرفة والأفكار.

وبعنوان “خيالنا اللانهائي” تسلط منطقة الاستدامة في معرض “قصص الأمم” الضوء على علاقة الإنسان بالطبيعة.

ويحكي كل تذكار عن الدولة التي يمثلها، فاستوحى جناح المملكة المتحدة من المشروع الأخير للمؤلف والعالم الإنجليزي الشهير في الفيزياء النظرية والكونيات، ستيفن هوكينغ، ويدعو الزوّار إلى التفكير في الرسالة التي تسعى البشرية إلى إيصالها للتعبير عن نفسها بوصفها شعبًا واحدًا، في حال ما واجهنا يوماً ما حضارات مُتقدمة أخرى في الفضاء، أما لوكسمبورج، فتمحورت القصة المرورية في جناحها حول استجابة لتحديات معاصرة هائلة على مستوى المجتمع، والتزام بالريادة في مجالي الاستدامة والابتكار، فيما عرضت سويسرا «مرآة الواقع»، محفزة الزوّار على النظر إلى أعلى لرؤية انعكاسهم في المرآة، التي رُكّبت لمحاكاة التأثير الناتج عن الواجهة الضخمة المكسوّة بالمرايا للجناح، والتي شكّلت نقطة مثالية لاقت استحسان الجميع لالتقاط الصور الذاتية في «إكسبو 2020».

ويعرض الجناح مقعدان على شكل أعشاش طيور من السلفادور من تصميم الحرفية والفنانة السلفادورية " لولا مينا " واللذان يرمزان إلى الذات والصلة التي تربط بين الطبيعة والإنسانية.

ومن استونيا تستعرض كرات الضوء التي تتدلى من السقف، حيث تحاكي المصابيح البالغ عددها 400 مصباح وعلقت في مستويات مختلفة سحب البيانات في البنية التحتية التقنية "اكس وورد التي تشكل طريقًا سريعًا رقميًا يربط جميع قواعد البيانات في الدولة.

بينما اتخذت منصّة قبرص من تمثال «أفروديت» رمزاً لها، إذ تحكي الأساطير أن «أفروديت» رمز الجمال والحب، خرجت من مياه قبرص عند ولادتها، وتشكّلت من زبد البحر.

وظهرت منصّة الكاميرون بـ «أبهى حُلة»، إذ عرضت ثوب «أتوغو»، الذي يمثل زياً تقليدياً في المنطقة الشمالية الغربية للكاميرون، ففي الماضي كان أفراد العائلة المالكة - أي زعماء الفون والوجهاء وزوجاتهم وأطفالهم - أكثر من يرتدي تلك الأزياء في مناسبات رسمية، مثل تتويج حاكم جديد وحفلات الزفاف.

وبعربة مزخرفة بألوان زاهية، جذبت منصّة «ميانمار» الأنظار، فتلك العربات تستخدم ومعها القوارب على نطاق واسع في مجتمع ذلك البلد الآسيوي حتى يومنا هذا.

فيما توسطت مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية منصّة الهند، وهي مركبة إطلاق فضائية أحادية الاستخدام مصممة لإطلاق حمولات تراوح بين 2000 و2500 كيلوجرام، إلى مدار النقل المتزامن مع الأرض، وهي نسخة مطابقة للأصلية التي عُرضت في «إكسبو 2020 دبي».

وتحت شعار «قمر اصطناعي صُنع في فيتنام»، احتفت منصّة فيتنام بصناعة قمر يشكل النموذج المعروض نسخة عنه، وأرسلته إلى الفضاء، واحتُفل بهذا الإنجاز في «إكسبو 2020».

وزيّنت بوابة خشبية عتيقة منصّة المملكة المغربية، وتشبه الأبواب المتميزة التي تزيّن شوارع المغرب العامرة بالألوان ومدنه العتيقة المزدحمة.

وعرضت أوكرانيا درّاجتها الكهربائية المحلية «لوكوموتيف-إي»، التي تتسم بخصائص مثل نظام تفعيل ذكي عبر الإنترنت، ومحرك قوي، ومخزون كبير للطاقة يحتوي حتى 510 كيلومترات في شحنة واحدة.

أما أوغندا فهي المكان المناسب في الزمان المناسب، إذ تتحلى بأكثر من 1000 نوع من الطيور، أي ما يعادل نحو 11% من جميع أنواع الطيور على الأرض.

وتعرض نسخة مطابقة للأبجدية الأوغاريتية التي تعد أقدم أبجديات العالم وأبصرت النور في مدينة أوغاريت السورية القديمة ونقشت على لوح طيني وهي الرموز التي تطورت لاحقًا إلى كلمات مكتوبة، وإستعرضت دولة الفاتيكان التي تبني علاقات وثيقة مع جميع الأديان "مخطوطات يزيد عمر بعضها عن ألف عام ولم تعرض في السابق خارج أرشيف الفاتيكان منها لوحات فنية ووثائق ترمز إلى لقاءين تاريخيين، الأول بين القديس فرنسيس الاسيزي وسلطان مصر الملك الكامل منذ 800 عام تقريبا، والثاني بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي جرى في أبوظبي ووقع كلاهما على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك وهي رسالة مؤثرة للعالم أجمع،

وعرضت منصّة «غيانا»، وهي إحدى دول الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، مجموعة لحيوانات مختلفة، تمثل انعكاساً للغابات المطيرة التي تغطي ثلاثة أرباع أراضيها، لذا إستعرض جناح هذه الدولة التنوّع الرائع لنباتاتها وللحيوانات التي تتخذ من هذه الأرض موطناً لها، منها: آكل النمل الكبير، وببغاء مكاو ذو الألوان الزاهية، وثعبان أناكوندا العملاق، وغيرها.

وتستعرض المقتنيات عملاً فنياً مبهرًا ورمزًا بارزًا لتمكين المرأة من العمل، والذي نسجته أكثر من 200 امرأة من المكسيك من بلدة في ولاية خاليسكو المعروفة محطمي أرقاما قياسية في غزل النسيج.