البابا تواضروس الثاني يلقي عظته الأسبوعية
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع، أمس الأربعاء، من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمنطقة دير الملاك البحري، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من الأصحاح الثاني في إنجيل معلمنا لوقا والأعداد (٤٠ – ٥٢)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: "الذين في الحداثة أدّبهم"، وأوضح أن معنى كلمة "أدبهم" ليس الضرب وإنما التعليم والتربية، وأن "الذين في الحداثة" هم قطاع المراهقين.
وشرح قداسة البابا: لماذا الاهتمام بالأحداث، وذلك لأن:
١- هم بذور مهمة جدًّا في الكنيسة: هذا السن يمتاز بأنه في بداية الطريق والمعرفة، مثال موسى النبي الذي تسلّم الإيمان والمعرفة الأولى من أمه، فأنقذ الشعب فيما بعد، لأنه حصل على التربية بالنعمة منذ طفولته.
٢- لديهم قدرة وطاقة: عندما يتم اكتشاف الموهبة والقدرة فيهم يحصلون على نعمة خاصة، مثال إرميا النبي "فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ، لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ ... اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ»" (إر ١: ٧ - ١٠).
٣- هم قامة الدخول إلى السموات: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأشار قداسته إلى شخصيات كتابية تربوا بالنعمة، وهم:
- حنة أم صموئيل النبي، التي ربت ابنها بالنعمة، "وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ أَمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ. وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً" (١ صم ٢: ١٨، ١٩).
- يوحنا المعمدان (ابن زكريا الكاهن)، الذي نشأ ذا مهابة في مجتمعه، وحمل مسؤولية كبيرة.
- تيموثاوس تلميذ بولس الرسول، الذي استطاع أن يكون قدوة بسبب تربية أمه وجدته وبولس الرسول، "لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ" (١ تي ٤: ١٢).
- خادمة نعمان السرياني، التي ساعدت سيدها ليجد مكان شفائه من البرص، "«يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ»" (٢ مل ٥: ٣).
- داود النبي، الذي قدّم خدمات عديدة منذ صغره، "أَنَا صَغِيرًا كُنْتُ فِي إِخْوَتِي، وَحَدَثًا فِي بَيْتِ أَبِي، كُنْتُ رَاعِيًا غَنَمَ أَبِي... إِخْوَتِي حِسَانٌ وَهُمْ أَكْبَرُ مِنِّي وَالرَّبُّ لَمْ يُسَرَّ بِهِمْ" (مز ١: ١ - ٥).
ووضع قداسة البابا الصفات المُثلى لتربية "الذين في الحداثة"، كالتالي:
١- أدبهم بمحبتك: لأن إشباعهم بالمحبة في التربية يصنع إنسانًا لديه مبادئ إنسانية، ووظيفة الوالدين أن يعلموا أبنائهم الوصية والنعمة من خلال الكتاب المقدس وحياة الكنيسة، "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ" (مز ٩٤: ١٢).
٢- تلمذهم بقدوتك: لأن تعليمهم بالقدوة هو أحسن مُعلّم لهم.
٣- اِفهمهم بالصبر: لأن بالصبر وحضن الأسرة يستطيعون أن يواجهوا كل شيء في المجتمع، ولا يوجد شيء يغريهم.
٤- نضع لهم فكر الملكوت: لأن بالحديث الدائم عن السماء والقديسين أمثال القديس أبانوب النهيسي والقديس أثناسيوس الرسولي يكبرون في تطور روحي.
٥- تربيتهم بروح الفرح: لأن هذا السن يريد الفرح دائمًا، وأهم وسائل التربية بالفرح للذين في الحداثة، هي:
- الحب والحضن سند وحفظ للأبناء، فيشعرون بالأمان.
- الحوار معهم واستشارتهم يجعلهم يفكرون بأفكارهم الخاصة وزمانهم.
- التشجيع له تأثير بالغ في شخصياتهم، ويأتي بنتائج جيدة.