استمرار المظاهرات ببروكسل ضد الإبادة الجماعية في غزة
شهدت العاصمة بروكسل مظاهرة سلمية ضد حرب الإحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، حيث تجمهر المتظاهرون في حراسة الشرطة البلجيكية أمام محطة القطار الرئيسية للعاصمة بروكسل ليلة أمس الأربعاء، وليلة أول أمس أيضا و أفترش بعضهم الأرض تعبيرا عن جثث الضحايا الفلسطنيين، ورددوا هتافات مؤيدة لفلسطين وغزةً.
وكانت الشرطة في بلجيكا قد ذكرت أن نحو 21 ألف شخص شاركوا في مسيرة سلمية مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العاصمة بروكسل، في أول الأسبوع يوم السبت الماضي، وردد كثير منهم شعارات مثل «فلسطين حرة»، وطالبوا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال أحد المتظاهرين وهو يحمل لافتة كتب عليها «أوقفوا إطلاق النار الآن!»، إن «ما يحدث الآن في غزة يفوق التدمير«.
ورفع متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية» و«حقوق الإنسان للفلسطينيين»، وطالب بعضهم باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب ما اعتبروه جرائم حرب.
وقال متظاهر آخر: «من المهم أن يُسمع صوتنا، ولا يمكننا قبول تعرض الناس للقصف والقتل».
وكانت بلجيكا قد أعلنت على لسان وزيرتها للتعاون الإقليمي كارولين جينيز عن قرارها دعم محكمة الجنايات الدولية للتحقيق بجرائم حرب في غزة، متهمة الإحتلال الإسرائيلي بجرائم ضد النساء والأطفال، وقالت جينيز إن بلجيكا تدرس الإعتراف بالدولة الفلسطينية، وإن العديد من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وحتى الدول الكبيرة، بما في ذلك إسبانيا، تشاطر بلجيكا التفكير نفسه، قدم البرلمان الإتحادي البلجيكي مسودة قانون لحظر التجارة مع المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، أن على الإتحاد الأوروبي أن يدرس منع الإسرائيليين المتطرفين الذين يدعون إلى العنف ضد الفلسطينيين من زيارة أوروبا.
وقال دي كرو، أمام البرلمان البلجيكي: «يجب على بلادنا ضمان منع أولئك الذين يرتكبون جرائم خطيرة، على سبيل المثال أولئك الذين يرتكبون أعمال عنف في الضفة الغربية، من دخول بلادنا ودول الإتحاد الأوروبي».
وأشار إلى إمكانية فرض عقوبات على أفراد، بما في ذلك وزير يدعو إلى إستخدام الأسلحة النووية ضد شعب لا يستطيع فعل أي شيء، ويعيش اليوم في ظروف مروعة.
وأعلنت اسبانيا نيتها الإعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
وأسبانيا ثاني دولة غربية بعد كولومبيا تعترف بدولة فلسطين، حيث سبق للرئيس الكولومبي وان كشف بدء بلاده تحركات لتقديم مقترح باعتراف أممي كعضو كامل في الأمم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء سانشيز أن حكومته تعمل على الاعتراف بقيام دولة فلسطين المستقلة.
ومنذ الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، كان هناك دعم قوي وتعاطف مع إسرائيل من جانب الحكومات الغربية والعديد من المواطنين.
لكن الرد العسكري الإسرائيلي أثار أيضاً الغضب وخرجت إحتجاجات في العديد من المدن في أنحاء العالم؛ للمطالبة بوقف إطلاق النار وفي لندن، خرج أكثر من 100 ألف متظاهر مؤيد للفلسطينيين إلى الشوارع، اليوم السبت.
وفي باريس، سار عدة آلاف من المتظاهرين، ومنهم بعض المشرعين اليساريين، حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، إنها رصدت تغيرا في الرأي العام الغربي، خاصة الولايات المتحدة، حيال إسرائيل والفلسطينيين بعد إندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأضافت أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية "الإنتقامية" ضد غزة المستمرة منذ 6 أسابيع، دفعا نحو مزيد من الإستقطاب في وجهات النظر، خاصة مع سيطرة المشاهد المروعة من الحرب على الأخبار وشبكات التواصل حول العالم.
واعتبرت أنه "على الرغم من أن الرأي العام كان بعيدا عن التوقع أو الوضوح، إلا أنه كانت هناك تحولات مهمة من الولايات المتحدة إلى أوروبا إمتدت أصداؤها عبر السياسة الوطنية".
وتقول الصحيفة، إنه قبل 7 أكتوبر فإن هناك اتجاها ملحوظا في الولايات المتحدة يحمل تداعيات سياسية كبيرة، ويتمثل الأمر في أن الديمقراطيين بدأوا بالتوجه نحو التعاطف مع الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أن المواطنين الأميركيين بشكل عام متعاطفون مع إسرائيل، أظهر استطلاع للرأي في مارس الماضي أجرته مؤسسة "غالوب" ان تأييد الفلسطينيين بين الديمقراطيين فاق تأييد إسرائيل للمرة الأولى.
فهناك تأييد كبير للفلسطينيين أكثر وضوحا بين الشباب الأميركي بنسبة تفوق نسبة تأييد إسرائيل.
وقال 28 في المئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 29 عاما، إنهم يؤيدون الفلسطينيين، أما نسبة مؤيدي إسرائيل من هذه الفئة العمرية فلم تتجاوز 20 في المئة.
وذكر 31 أنهم يتعاطفون بشكل متساو مع الطرفين، ولم يتأكد 22 منهم من موقفهم.
ويرتفع تأييد إسرائيل بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، إذ يؤيد المسنون الأميركيون إسرائيل بعشرة أضعاف أولئك الذين يؤيدون الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن أحد التطورات المحتملة في السياسة الأميركية هو تغير وجهات نظر الأميركيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، وإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين عن النزوح عن منازلهم، مما أحدث أزمة إنسانية رهيبة.
ووجد إستطلاع للرأي أجرته وكالة "إبسوس" في منتصف نوفمبر الجاري أن الأميركيين يرون أن بلادهم يجب أن تتصرف في هذه الحرب كوسيط، وليس كداعم لإسرائيل.
وبينما أيدت غالبية المشاركين في الإستطلاع رد إسرائيل على هجوم حماس، إلا أن اثنين من بين كل ثلاثة شاركوا في الإستطلاع قالوا إنه يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات مع حماس لإعادة المحتجزين.
وكانت قد تحركت مسيرات عارمة في أمريكا خلال الحرب علي غزة وسط غضب متزايد في الولايات المتحدة بسبب دعمها الثابت للإحتلال الإسرائيلي الذي قتل أكثر من١٣ ألف فلسطيني وشرد أكثر من مليون خلال أكثر من ستة أسابيع من الحرب الأحادية الجانب.
و تجمع المتظاهرون المؤيدون لفلسطين بالقرب من محطة الإتحاد في العاصمة الأمريكية واشنطن العاصمة، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة المحاصرة وأن تتوقف الولايات المتحدة عن إرسال الأموال والجيش لإسرائيل الصهيونية كيان الإحتلال الغاصب للأراضي، و كذلك كما تظاهر آلاف الأشخاص، في وسط مدينة نيويورك وداخل محطة القطار الرئيسية لنيويورك للمطالبة بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي والتنديد بدعم الولايات المتحدة للدولة العبرية، وقد شهدت أغلب مدن وعواصم أوروبا و العالم مظاهرات سلمية ضد الإبادة الجماعية في غزة وقصف المدنيين و قتل الأطفال و المرضي و المسعفين و الأطباء و الصحافيين وموظفي الأمم المتحدة و إقتحام وقصف المستشفيات وقتل الأسري.