هل قرار مجلس الأمن بهدن إنسانية في قطاع غزة كافٍ؟
علق مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، على قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة، وأعرب عن استيائه من تأخر صدور هذا القرار وعدم تبني الحل السياسي المناسب لإنهاء الأزمة في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، أشار منصور إلى أن هذا القرار كان يفترض صدوره منذ فترة طويلة.
قد يبدو هذا الرأي مفهومًا بما أن العنف والقتل في قطاع غزة قد وصل إلى مستويات مروعة. وبالفعل، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أكد منصور أن القرار لم يدن قتل 11 ألف فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي، هؤلاء الضحايا الأبرياء لا يستحقون أن يُفقدوا أرواحهم وهم يسعون لحياة أفضل ومستقبل آمن.
واضعًا جدول القتل والعنف جانبًا، يشكك منصور في جدوى القرار في ظل رفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام به، إنه سؤال مهم يجب أن نتساءله جميعًا، ما الذي ستفعله الأمم المتحدة ومجلس الأمن عندما ترفض إسرائيل تطبيق القرار الذي أصدره؟
قرار مجلس الأمن يدعو إلى إطلاق سراح الرهائن والالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، هذه المطالب البسيطة والإنسانية يجب ألا تُساء فهمها أو تجاهلها. فلسطين لديها الحق في العيش بحرية وأمن، وتتطلب هذه الحقوق الأساسية الالتزام الجدي والفعال للمجتمع الدولي.
لكن هل يكفي القرار؟ هل سيؤدي إلى تحسن الوضع الإنساني في غزة؟ هناك حاجة إلى المزيد من الخطوات العملية والتدابير الملموسة لضمان تطبيق هذا القرار. يجب أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لضمان الكفاية والفعالية في تنفيذ الهدنة الإنسانية وتطبيق الأمان والحماية للمدنيين الأبرياء.
من الواضح أن قرار مجلس الأمن هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا يمكن أن يكون هذا القرار النهائي، يجب أن تستمر الجهود لإيجاد حل سياسي دائم وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على دفع الأطراف المعنية لبحث حلول سياسية قابلة للتنفيذ لضمان استقرار المنطقة وتحقيق السلام والعدالة.
بينما يراهن العالم على قرارات مجلس الأمن ورغبته في تحقيق السلام، فإنه يجب ألا ننسى أن الحل الدائم لا يمكن تحقيقه من خلال القرارات وحدها. يحتاج الأمر إلى التفاوض والتعاون والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، والالتزام بأعلى معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي.
علينا أن لا نكون مجرد شهود، بل علينا أن نتحرك ونعمل من أجل وقف العنف وتحقيق السلام في الشرق الأوسط علينا أن ندعم المساعي السياسية الجادة لإنهاء الصراع وبناء مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي على حد سواء. إنها مسؤوليتنا جميعًا كأعضاء في المجتمع الدولي.