تعديلات قانونية تحمي الأسرة..
عواقب القانون رقم 6 لسنة 2020 في مكافحة الهروب من سداد النفقة
تشهد مصر تحولًا قانونيًا مهمًا في حماية حقوق الأسرة وتعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تعديلات جوهرية على قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937. يأتي ذلك من خلال القانون رقم 6 لسنة 2020 الذي يستهدف الزوج المتهرب من سداد النفقة، حيث تم تعديل العقوبات لتصبح أكثر صرامة وتأثيرًا على المتسبب في الإهمال المالي.
عاقب القانون رقم 6 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، الزوج المتهرب من سداد النفقة بعقوبات تصل إلى الحبس وغرامة 5 آلاف جنيه، وذلك بدلاً من 500 جنيه سابقًا. يعد هذا التعديل خطوة هامة في حماية حقوق المستفيدين من النفقة، وتحفيز الأزواج على الالتزام بواجباتهم المالية تجاه أسرهم.
تتضمن المادة (293) من القانون الجديد عقوبة الحبس لمدة تصل إلى سنة وغرامة تصل إلى 5 آلاف جنيه، أو إحدى العقوبتين، للزوج الذي تقضي بحكم قضائي واجبه النفقة ويتهرب من الدفع مع وجود قدرة على السداد لمدة ثلاثة أشهر، بعد تنبيهه بالدفع. هذا يعزز الردع القانوني للزوج المتهرب ويعكس أهمية الالتزام بواجبات النفقة.
ومن الجوانب الإيجابية الأخرى للقانون الجديد، أنه ينص على أن لا يمكن رفع الدعوى ضد الزوج المتهرب إلا بناءً على شكوى أو طلب من المستفيد من النفقة، وهذا يحمي حقوق الأطراف ويضمن أن الدعوى لا تثار إلا في حالة وجود شكاوى حقيقية ومشروعة. كما ينص القانون على أنه إذا تم رفع دعوى ثانية بعد صدور حكم بالإدانة، فإن العقوبة تكون الحبس لمدة لا تزيد عن سنة، مما يؤكد حرص القانون على ضمان تحقيق العدالة ومنع التهرب المستمر.
ويعتبر القانون الجديد أيضًا مؤشرًا على تعزيز حقوق المستفيدين من النفقة، حيث يترتب على الحكم الصادر بالإدانة تعليق استفادة المحكوم عليه من الخدمات المطلوبة لممارسة نشاطه المهني، والتي تقدمها الجهات الحكومية والهيئات العامة ووحدات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، والجهات التي تؤدي خدمات مرافق عامة، حتى يقوم بسداد المبالغ المستحقة لصالح المستفيد من النفقة وبنك ناصر الاجتماعي.
ويتيح القانون أيضًا فرصة للتصالح بين المجني عليه والزوج المتهرب، حيث يمنح المجني عليه أو وكيله الخاص ولورثته أو وكيلهم الخاص وكذلك بنك ناصر الاجتماعي، الحق في طلب التصالح من النيابة العامة أو المحكمة المختصة، بشرط إثبات التصالح بينهم وبين المتهم. وفي حالة التصالح، ينتهي الدعوى الجنائية ويتم وقف تنفيذ العقوبة، حتى لو كانت العقوبة قد بدأت بالفعل.
وتجدر الإشارة إلى أنه يتوجب على المحكوم عليه أن يؤدي المبالغ المترتبة عليه أو يقدم كفيلًا مقبولًا لصاحب الشأن ليتم تعليق تنفيذ العقوبة. وتحدد القوانين والإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا التعليق وإنهائه من قبل وزير العدل بالتعاون مع الجهات المختصة.
باختصار، يعد تعديل القانون رقم 6 لسنة 2020 لبعض أحكام قانون العقوبات بخصوص النفقة خطوة مهمة في حماية حقوق المستفيدين من النفقة وتشديد العقوبات على الأزواج المتهربين. كما يوفر القانون فرصة للتصالح بين الأطراف المعنية، مما يعزز التفاهم ويحقق العدالة في تسوية المنازعات العائلية، هذا ويجب على الأزواج الالتزام بواجباتهم المالية تجاه أسرهم وتجنب التهرب من سداد النفقة، حيث يترتب على المخالفين عواقب قانونية جادة تهدف لضمان حياة كريمة للأسرة وتحقيق المصلحة العامة.