جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 11:33 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إرث ثقيل تركة إخوان تونس.. تحديات وآفاق المسار الإصلاحي

منذ وصولهم إلى السلطة في عام 2011 وحتى إزاحتهم من الحكم في يوليو 2021، تركت جماعة الإخوان المسلمين في تونس إرثًا ثقيلًا يعاني منه الشعب التونسي. هذا الإرث الذي تميز بالفساد والتفريط في مقدرات البلاد، أجبر الرئيس التونسي قيس سعيد على الشروع في مسار إصلاحي شامل لترميم ما تم تدميره.

الفساد والتلاعب:

منذ وضع النظام القانوني بعد وصول الإخوان إلى السلطة في عام 2011، انتشر الفساد والتلاعب في مختلف مفاصل الحكم،تم تفريط في الممتلكات العامة والأملاك المصادرة بأسعار زهيدة لصالح اللوبيات والمتورطين في النظام السابق، هذا التلاعب المتعمد أدى إلى استمرار الإخفاق في إغلاق ملف الأملاك المصادرة، مما سمح للفاسدين بالاستفادة منها والاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة.

محاسبة المتورطين:

وعد الرئيس التونسي قيس سعيد بضرورة محاسبة المتورطين في التلاعب بالأملاك المصادرة والفساد، أكد أنه لن يسمح بأن يبقى ملف الأملاك المصادرة مفتوحًا لفترة طويلة، وأنه يجب إغلاق هذا الملف واستعادة هذه الأملاك للدولة التونسية،وأشار إلى ضرورة محاسبة كل من تسبب في التفريط في هذه الأملاك واستغلالها لصالحه الشخصي.

المسار الإصلاحي:

بعد إزاحة الإخوان عن الحكم، تولى الرئيس قيس سعيد قيادة المسار الإصلاحي في تونس. أكد على ضرورة وضع تشريعات جديدة تحقق العدل والإنصاف، وتضمن محاسبة المتورطين في الفساد. يتطلب هذا المسار الإصلاحي تعزيز دور القضاء وضمان استقلاليته، وتعزيز نظام العدالة للقضاء على الفساد واستعادة المال العام المنهوب.

تحديات وآفاق:

يواجه المسار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس سعيد تحديات عديدة. من بين هذه التحديات، تعتبر المقاومة من قبل القوى المتأثرة بالنظام السابق واللوبيات الفاسدة والمتورطين في الفساد أحد أبرز التحديات، قد يواجه الرئيس سعيد مقاومة شديدة من هؤلاء الأفراد والجماعات التي استفادت من النظام السابق.

مع ذلك، توجد آفاق إيجابية للمسار الإصلاحي في تونس. يمثل تحقيق العدالة ومكافحة الفساد أولوية قصوى للحكومة الحالية، من خلال تعزيز الشفافية وتطبيق قوانين العدالة بصرامة، يمكن لتونس أن تستعيد ثقتها وتحقق التقدم في مجالات الاقتصاد والتنمية.

إرث الإخوان التونسيين الثقيل الذي تركوه منذ وصولهم إلى السلطة في عام 2011 يمثل تحديًا كبيرًا لتونس، ومع ذلك، بقيادة الرئيس قيس سعيد والتزامه بالإصلاح والعدالة، يمكن للبلاد أن تتجاوز هذه التحديات وتبني مستقبل أفضل. يتطلب ذلك تعاونًا شاملاً من جميع الأطراف ودعمًا دوليًا لتعزيز الديمقراطية وتطوير المؤسسات في تونس.