جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 02:29 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”العلماء الصينيون يحققون ابتكاراً مذهلاً لعلاج الأطفال الصم”

تعد مشكلة الصمم في الأطفال من أكبر التحديات الطبية التي تواجه المجتمع في العصر الحديث، ففي العالم، لا يمكن للآلاف من الأطفال السماع أو التواصل بشكل صحيح مع البشرية بسبب مشاكل جينية تؤثر على السمع ومع ذلك يأتي الأمل الجديد في شكل ابتكار علاج جيني استثنائي قام به علماء صينيون ناجحون.

ذكرت مجلة "ساينس" أن الباحثين في جامعة فودان الصينية نجحوا في تزويد آذان الأطفال الصم بزراعة فيروسية لا تضر بصحتهم، حملت شفرة وراثية جديدة، وبفضل هذا التوجه العلاجي الجديد، استطاع أربعة من كل خمسة أطفال صم المشاركة في التجربة استعادة قدرتهم على السماع.

وفقًا لـ "mit technology review"، وُلِدَ الأطفال التي شملتهم هذه الدراسة وهم يعانون من صمم وراثي يصيب خلية الشعر في الأذن الداخلية ويتسبب في فشل الأذن في نقل الأصوات إلى الدماغ يُعرف هذا الجين المعيب بـ "أوتوفيرلين" وهو نادر للغاية حيث يتسبب فقط في حوالي 1-3٪ من حالات الصمم الوراثي، وتشير الدراسات إلى أن هناك حوالي 20 ألف فرد في أوروبا والولايات المتحدة فقط يعانون من ضعف السمع بسبب هذا الجين النادر.

تعد نتائج هذه الدراسة الأخيرة نقطة تحول هامة في مجال البحث العلمي حول علاج اضطرابات السمع. حيث توفر هذه الاكتشافات الجديدة أملاً جديداً للأطفال الصم وأسرهم، حيث يمكن للأطباء توجيه جهودهم نحو تطوير العلاج المُقبل لهذه الحالة المألوفة على نطاق العالم.

يجب الإشارة إلى أن هذه التجارب التي أجروها الباحثون في جامعة فودان لا تزال في مرحلة التجربة والبحث الأولية، ولكن النتائج الواعدة التي حققوها تعطي أملاً للمستقبل، يُعد التقدم الذي تم تحقيقه في تكنولوجيا علم الأحياء الجزيئية مؤشرًا على أننا قد اقتربنا من العصر الجديد في الطب الجيني، حيث يمكن لهذا العلاج المستقبلي أن يساعد على تحسين حياة الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل السمع الوراثية.

كما يعد ابتكار العلماء الصينيين في مجال العلاج الجيني لحالة الصمم للأطفال من أبرز الانجازات الطبية في العصر الحديث، وتمنح هذه الدراسة الأمل وفرصة جديدة للعديد من الأسر الذين يعانون من صمم الأبناء، فقد يساهم هذا العلاج المستقبلي في تحسين نوعية حياتهم وتمكينهم من التواصل بشكل صحيح مع المحيط الخارجي.