وعد بلفور المشؤوم.. 106 سنوات من الظلم الفلسطيني المستمر
مرت 106 سنوات على وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطى بريطانيا حقًا مزعومًا لليهود في إقامة وطن قومي في فلسطين. تحمل هذه الذكرى الكثير من الألم والمعاناة للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من التهجير والاقتلاع وسلب الأرض، وفي ظل استمرار جرائم القتل والتعذيب والحصار، يظل الشعب الفلسطيني يواجه مخططات الضم والاستيطان التي لم تتوقف في كافة الأراضي المحتلة.
الوعد البلفوري وتأثيره
في 2 نوفمبر عام 1917، أُطلق وعد بلفور في رسالة موجهة للورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، رئيس الطائفة اليهودية في إنجلترا، وجاء في الرسالة أن الحكومة البريطانية تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل جهودًا كبيرة لتحقيق هذه الغاية. ومع صدور الوعد، بدأ اليهود يهاجرون إلى فلسطين بشكل متزايد.
ومع ذلك، كان عدد اليهود في فلسطين لا يتجاوز 5% من إجمالي السكان، وقد تم إرسال الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين. وهكذا، يمكن وصف الوعد بلفور بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، حيث تم إعطاء حق لشعب لم يكن يمتلك أرضًا بحقه.
تداعيات وعد بلفور
تمثل وعد بلفور الخطوة الأولى نحو إقامة كيان يهودي في فلسطين، تحقيقًا لرغبات الصهيونية العالمية على حساب الشعب الفلسطيني الذي يمتلك جذورًا عميقة في هذه الأرض. وجاء الوعد بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية.
ونتيجة لهذه المفاوضات، تمكن الصهاينة من إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهدافهم والحفاظ على مصالحها في المنطقة. وفي مؤتمر سان ريمو عام 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء على تكمواصلة المقال:
تكليف بريطانيا بإدارة فلسطين، وذلك من خلال وضعها تحت الانتداب البريطاني، وعلى الرغم من أن الوعد البلفوري لم يحدد بشكل واضح حدود الوطن القومي اليهودي، إلا أنه وضع الأسس للمشكلات والصراعات التي تعاني منها المنطقة حتى يومنا هذا.
تبنت بريطانيا سياسة الممارسة المزدوجة في فلسطين، حيث سعت لتلبية مطالب الصهاينة وفي الوقت نفسه الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية. وتصاعدت التوترات بين اليهود والعرب في فلسطين، وزادت حالات العنف والاضطرابات.
في عام 1947، اقترحت الأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود والأخرى للعرب، مع وجود منطقة محتضنة دوليًا تشمل القدس. ورغم رفض الفلسطينيين لهذه الخطة، تمت الموافقة عليها وتنفيذها، مما أدى إلى حدوث حروب وصراعات مستمرة في السنوات التالية.
التداعيات على الشعب الفلسطيني
للكانت نتائج وعد بلفور كارثية على الشعب الفلسطيني، فقد أدى الوعد إلى تشريد وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيهم واستيلاء المستوطنين اليهود على أراضيهم وممتلكاتهم. وما زال الشعب الفلسطيني يعاني حتى اليوم من الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الحقوقية المستمرة.
عانى الفلسطينيون من العنف والقمع والحصار والتجويع والتشريد. واستمرت عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتفاقمت الانتهاكات ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الهجمات العسكرية والاعتقالات التعسفية والعنف اليومي.
رغم الجهود الدولية والإقليمية المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للصراع، لم تتحقق العدالة الحقيقية للشعب الفلسطيني وما زال هناك حاجة ملحة لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل دائم يضمن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة وإعادة اللاجئين وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين".