جريدة الديار
الأربعاء 8 مايو 2024 12:21 مـ 29 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل نوم الغفوة يحتاج للوضوء؟

أجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة الفتوى الشفوية، عن سؤال ورد إليه وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة الإفتاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمون السؤال: “هل أعيد الوضوء فى حالة إذا كنت نمت لمدة قصيرة؟”.

ليجيب قائلا: "إن الغفوة التى أغمض الإنسان فيها عينه وهو جالس على مقعدته متمكنا من الأرض ولم يتحرك من مكانه ولكنه لم يغب عن من حوله وإن سمع همهمة لا يستطيع الاستيعاب فيها فلا يعيد الوضوء إنما يقوم للصلاة ولا شيء عليه.

وأشار إلى أن الصحابة كانوا ينتظرون العشاء مع النبى صلى الله عليه وسلم وكان يسمع لهم غطيط صوت ولكن لم يكونوا يتحرك من مكانه كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء، فينامون حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون.

وفى حديث انس بن مالك والذى اخرجه مسلم قال "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضأون"، والمقصود بتخفق رؤوسهم أي: تميل من النعاس والنوم وهم في حالة الانتظار، فإذا أقيمت الصلاة، قاموا لها دون أن يتوضأوا وضوءا جديدا بسبب النوم على تلك الحالة؛ وذلك لتمكنهم في الجلوس ووعيهم بما حولهم؛ ولأنهم لم يناموا نوما عميقا ينقض الوضوء.

متى يكون النوم غير ناقض للوضوء

سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة بسرد آراء المذاهب الأربعة، وذلك على النحو التالى: النوم ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول: نوم المضطجع، وهذا ناقض للوضوء يسيره وكثيره عند الأئمة الأربعة، وهو الراجح والثانى: نوم القاعد، فهذا لا ينقض الوضوء إذا كان يسيرا، وبه قال الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد وهو الراجح، خلافا للإمام الشافعى فلا ينقض عنده وضوء القاعد - وإن كثر ما دام مفضيا بمحل الحدث إلى الأرض الثالث: ما عدا هاتين الحالتين، وهو نوم القائم والساجد والراكع، فهذا ناقض للوضوء عند الإمام الشافعى ورواية عن الإمام أحمد.

وقال الإمام أبو حنيفة: لا ينقض نوم من كان على هيئة من هيئات المصلى، كالقائم والراكع والساجد والقاعد، سواء كان فى صلاة أم لا.

هل يجب الوضوء بعد الغفوة

وهل النوم ينقض الوضوء، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن النوم لا ينقض إذا كان الإنسان يسيرا وكان الإنسان جالسا على هيئة المتمكن أي إذا خرج من شيء شعر به.

وأضاف «عبد السميع» في إجابته عن سؤال: «هل النوم ينقض الوضوء؟»، أن النوم لا ينقض الوضوء في الحالة السابق، منوها بأن النوم أثناء خطبة الجمعة ينافي مقصود الخطبة، منبها على أن الشرع جعل الخطبة من أجل الاستماع والإنصات إليها جيدا للاستفادة من الهدي النبوي والحديث والقرآن الكريم.

وأكد أنه يستحب للمتوضئ ألا يجلس على هيئة تقربه من النوم، فمن نام على جلسة المتمكن أي إذا خرج من شيء شعر به فوضوؤه صحيح، وبالتالي يصلي دون وضوء آخر، لافتا إلى أن النوم أثناء خطبة الجمعة لا يبطل الصلاة ولكن ينقص من ثوابها.

واختلف العلماء في هل النوم ينقض الوضوء أم لا على أقوال، القول الأول: أن النوم ناقض مطلقا يسيره وكثيره، وعلى أي صفة كان، وهو قول إسحاق والمزني والحسن البصري وابن المنذر، لحديث صفوان بن عسال رضي الله عنه المتقدم، فإنه ذكر النوم من نواقض الوضوء، ولم يقيده بحال معينة.

القول الثاني: أن النوم ليس بناقض مطلقا لحديث أنس بن مالك: أن الصحابة رضي الله عنهم «كانوا ينتظرون العشاء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون» رواه مسلم (376) وفي رواية البزار: «يضعون جنوبهم». وهو قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وسعيد بن المسيب.

القول الثالث: إن نام ممكنا مقعدته من الأرض لم ينتقض، وإن لم يكن ممكنا انتقض على أي هيئة كان، وهو المذهب عند الحنفية والشافعية.

القول الرابع: أن النوم ناقض للوضوء إلا النوم اليسير من القاعد والقائم، وهو المذهب عند الحنابلة، ووجه استثناء النوم اليسير من القاعد والقائم أن مخرج الحدث يكون مضموما في هذه الحال فيغلب على الظن أنه لم يحدث، القول الخامس: ينقض كثير النوم بكل حال دون قليله، وهو قول مالك ورواية عن أحمد، والفرق بين النوم الكثير والقليل: أن الكثير هو المستغرق الذي لا يشعر فيه الإنسان بالحدث لو أحدث، والقليل هو الذي يشعر فيه الإنسان بالحدث لو أحدث، كخروج الريح، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء» رواه أحمد (4/97)، ومعنى «الوكاء» هو الخيط الذي تشد به القربة، «السه» أي: الدبر، والمعنى: اليقظة وكاء الدبر، أي حافظة ما فيه من الخروج، لأنه ما دام مستيقظا أحس بما يخرج منه، فإذا نام انحل الوكاء.