تجاهل محنة غزة خطأ أخلاقي كبير
هل ينجح بايدن والمجتمع الدولي في حثّ إسرائيل على الالتزام بقوانين الحرب بينما تعلن أنها تتعامل مع "حيوانات بشرية"؟ ماذا يريد مجلس تحرير واشنطن بوست أن يقول؟
في أثناء كتابتنا لهذا المقال يتم قصف مستشفى في غزة يلجأ إليه الفلسطينيون. ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات بالمسؤولية عن هذه الجريمة الإنسانية. وحتى هذه اللحظة فرّ نصف سكان غزة من منازلهم، ومن المقدّر أن ترتفع الخسائر في الأرواح إذا شنّت إسرائيل غزوا بريا كما هو متوقع. لكن ما مدى شرعية هذا الرد العسكري على هجوم حماس؟
تشكّل هذه العملية العسكرية تحديا احترافيا غير مسبوق لإسرائيل لسببين: أولهما انطلاق الصواريخ من منطقة مدنية مكتظة بالسكان واحتجاز حوالي 199 رهينة في غزة. وثانيهما التصريحات الإسرائيلية التي تنذر بتجاوز الخطوط الحمراء. فوزير الدفاع الإسرائيلي أعلن "إننا نتعامل مع حيوانات بشرية، ونتصرف وفقا لذلك". فكيف يمكن التوفيق بين تصريح كهذا والالتزام بقوانين الحرب؟
تتحمل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية التسليم بمحنة غزة طوال فترة الصراع. مما عرقل إمكانية إيجاد حلول دبلوماسية مستدامة بين اللاعبين في المنطقة. والآن لا يجد سكان غزة ملاذا آمنا؛ فهم لايريدون تكرار النكبة الأولى التي سببتها إسرائيل حين طردت 700 ألف فلسطيني من ديارهم. كما أنهم لا يرغبون بالعيش في ظل النظام المصري، ولا يريد الأخير منحهم الملجأ من حيث المبدأ.
وفي النهاية يجب أن تصب كل الجهود الدولية لحماية حياة الفلسطينيين. وما إعلان الاتحاد الأوروبي فتح ممر جوي إلى غزة لنقل المساعدات، وطلب الأمريكيين من إسرائيل إنشاء مناطق آمنة إلا البداية لطريق طويل يجب أن يؤدي لحماية المدنيين الأبرياء.