وزير الخارجية الكولومبي يطلب من سفير إسرائيل ”مغادرة” البلاد
طلب وزير الخارجية الكولومبي ألفارو ليفا الإثنين من السفير الإسرائيلي في بوجوتا "الاعتذار والمغادرة"، بعد ردّ الدبلوماسية الإسرائيلية على تصريحات للرئيس جوستافو بيترو تناول فيها الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
ووصف ليفا على حسابه على منصة "إكس" تصريحات السفير جالي داجان ردًا على بيترو بأنها "وقاحة مجنونة".
وكان الرئيس الكولومبي شبه الهجمات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي منشور على منصة "إكس" ردًا على إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت "حصارا كاملا" على غزة في المعركة ضد من وصفهم بـ"الحيوانات"، قال بيترو "هذا ما قاله النازيون عن اليهود".
وشدد على أن "الشعوب الديموقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية".
والأحد أفاد الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية ليور هايات بأنه تم استدعاء سفيرة كولومبيا لدى إسرائيل مارجريتا مانياريز على خلفية تصريحات بيترو "العدائية والمعادية للسامية".
وأضاف أن هذه التصريحات أثارت "الدهشة"، واتهم بيترو بـ"التعبير عن دعمه للفظاعات التي يرتكبها إرهابيو حماس وتغذية معاداة السامية والتأثير على ممثلي دولة إسرائيل وتهديد سلامة الجالية اليهودية في كولومبيا".
وأعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة الأحد الماضي، بعد يوم من اختراق مقاتلي حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأدى القصف المتواصل منذ السابع تشرين الأول/أكتوبر إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
الأحد، أعلنت إسرائيل التي تعد من أكبر مزودي الجيش الكولومبي بالأسلحة، "وقف الصادرات المرتبطة بالأمن" للدولة الواقعة في أميركا اللاتينية مع تصاعد الأزمة الدبلوماسية.
وردًا على البيان الذي صدر عن هايات، قال بيترو إن كولومبيا لا تدعم "الإبادة".
وأضاف "إذا اضطررنا إلى تعليق العلاقات الخارجية مع إسرائيل، فإننا سنعلقها".
وتستخدم القوات الكولومبية المسلحة، المنخرطة منذ عقود في صراع مع ميليشيات يسارية وقوات شبه عسكرية يمينية وعصابات مخدرات، أسلحة وطائرات إسرائيلية الصنع.
ويتمتع البلد بتاريخ من العلاقات الدبلوماسية والعسكرية الوثيقة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وانخرط بيترو أيضًا في حرب كلامية عبر الانترنت مباشرة مع السفير داجان الذي كان قد دعا الرئيس الكولومبي إلى التنديد بـ"الهجوم الإرهابي ضد المدنيين الأبرياء".
ردا على ذلك، قال بيترو "الإرهاب يتمثل في قتل الأطفال الأبرياء، أكان ذلك في كولومبيا أو فلسطين".
إثر ذلك، دعا داجان بيترو إلى زيارة النصب التذكاري للمحرقة في القدس ومعسكر أوشفيتز-بيركيناو، فرد الرئيس الكولومبي بالقول إنه يرى "تقليدًا لذلك يحدث في غزة".
وأضاف بيترو "لا يمكن لأي ديموقراطي في العالم أن يقبل بتحويل غزة إلى معسكر اعتقال".
وكانت وزارة الخارجية الكولومبية قد أصدرت بيانًا بهدف "التنديد بشدة بالإرهاب والهجمات ضد المدنيين التي حدثت في إسرائيل" وللتعبير عن تضامنها مع ضحايا ارتكابات حركة حماس.
لكن في وقت لاحق، تم تعطيل الرابط الخاص بالبيان واستُبدل بآخر لم يعد يشير إلى أي نوع من "الإرهاب".