جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 08:16 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بونو ” سد الرباط ”.. رفض كندا وصدم مورينو

"لاجيت للمغرب تضمك بالاحضان " هكذا ينطبق المثل المغربي على الحارس الدولي ياسين بونو المنتقل حديثًا الى صفوف الهلال السعودي لمدة 3 سنوات قادمًا من فريق إشبيلة الإسباني .

بونو الذي رفض تمثيل منتخب كندا لكرة القدم مفضلًا حراسة عرين وطنه الأصلي المغرب والذي تألق معه في مونديال كأس العالم الاخير قطر 2022 ، وقاد " أسود الأطلسي " للمربع الذهبي للمونديال في إنجازًا تاريخي للكرة المغربية والعربية للمرة الأولي في التاريخ .

مسيرة بونو مثيرة ومليئة بالصعوبات، ففي الثمانينيات من القرن الماضي هاجر والداه إلى كندا، وهناك تحديدا في مدينة مونتريال ولد الطفل ياسين في الخامس من أبريل عام 1991، وبعدها بسنوات عادت أسرته إلى المغرب، وفي سن الثامنة التحق الحارس الصغير بأكاديمية الوداد البيضاوي ليبدأ رحلة كروية لا تزال تعد بالكثير حتى الأن .

تدرج بونو في فرق الأشبال للوداد البيضاوي بين 1998 و2009، قبل صعوده في 2010 للفريق الأول وفي عام 2011 كان فريق الوداد يستعد للسفر إلى تونس لخوض مباراة الإياب الحاسمة أمام الترجي التونسي ضمن نهائي دوري أبطال أفريقيا، تعرض المياغري إلى الإصابة ليدفع مدرب الوداد بالحارس البالغ 20 عاما في التشكيلة الأساسية خلال المواجهة التي خسرها الوداد بهدف وحيد.

كان موسم 2012/2013 أول خطوة كبيرة في مشوار الحارس المغربي عندما انتقل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، تحت قيادة مدربه الأسطوري دييغو سيميوني، لكنه وجد أمامه صعوبات كبيرة ليلفت اهتمام المدرب الأرجنتيني، وذلك في ظل وجود البلجيكي " تيبو كورتوا" أنذاك في حراسة المرمى.

بعد خوض موسمه الأول في أتليتكو مدريد ضمن الفريق الثاني الذي كان يشارك ضمن دوري الدرجة الثالثة، وكان ياسين بونو يمني نفسه بالحصول على فرصته، لكن خروج كورتوا لم يكن كافيا ليحقق ذلك، إذ تم تعاقد أتلتيكو مع السلوفيني "يان أوبلاك" ليجد المغربي نفسه أمام حتمية الرحيل مؤقتا من العاصمة الإسبانية، وذلك في أعقاب موسم 2013/2014 والانتقال لنادي سرقسطة على سبيل الاعارة بالدرجة الثانية.

بعد موسمين، معارا إلى سرقسطة، انضم بونو إلى نادي جيرونا في الدرجة الثانية، بداية موسم 2016-2017، ونجح معه في الصعود للدوري الإسباني الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، واستمر معه في الموسم التالي، الذي حقق فيه انتصارا تاريخيا على حساب ريال مدريد 2/1.

بعد عدة أشهر من تمديد عقده عاما إضافيا مع جيرونا ، وذلك في يناير 2019، هبط الأخير للدرجة الثانية ليقرر بونو مغادرة النادي قائلا في تصريحات إعلامية " جئت من المغرب منذ 7 سنوات، لعبت في أعلى مستوى، الأن لا يمكنني أن أقطع خطوة للوراء" .

كان ذلك التصريح بمثابة القرار النهائي بالانتقال إلى إشبيلية معارا من جيرونا مع أحقية النادي الأندلسي في تفعيل عقد الشراء نهائيا، وهو ما حصل في بداية موسم 2020/2021.

موسم 2022/2023 هو عام التألق والبروز للعملاق المغربي ياسين بونو فقد كتب اسمه من حروف من ذهب مع منتخب المغرب في كأس العالم الأخير وايضا تالقة بشكلًا لافت في الملاعب الأوروبية مع فريقه السابق إشبيلة الأسباني حتي توج مع الأخير بلقب الدوري الأوروبي الصيف الماضي بعدما تصدي لركلتين جزاء في المباراة النهائية أمام فريق روما الإيطالي الذي يقوده البرتغالي جوزية مورينو المدير الفني للفريق الإيطالي .

بجانب النتائج الباهرة مع إشبيلية وايضًا منتخب المغرب ، حقق الحارس المغربي إنجازات فردية غير مسبوقة للاعبين العرب، وذلك عندما أصبح أول حارس مرمى عربي يكون ضمن قائمة المرشحين للفوز بجائزة " ياشين" التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" لأفضل حارس مرمى في العالم عام 2022.

توج بونو خلال الموسم الماضي بجائزة " زامورا " التي تمنح سنويا لأفضل حارس في الليجا، متفوقا على كبار حراس المرمى في العالم ليكون بذلك أول عربي يحرز تلك الجائزة.