جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 09:04 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حرائق الغابات واضطراب الكائنات.. التغيرات المناخية ترفع درجات الحرارة إلى 50 درجة

بدأت تظهر التأثيرات السلبية لـ التغيرات المناخية على العالم أجمع، وظهر ذلك من خلال حدوث ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة على بعض المناطق خاصة في منطقة نصف الكرة الشمالي.

الأعلى في تاريخ الكرة الأرضية

فتغير المناخ هو أكبر تهديد يواجه البشرية حيث تضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاءٍ كافي.

وفي كل عام تودي العوامل البيئية بحياة ما يقارب 13 مليون شخص وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر.

وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إن ارتفاع الحرارة أحد نتائج التغيرات المناخية التي حدثت بسبب زيادة إنتاج الغازات الدفيئة، التي أدت لاحتباس الغازات داخل الغلاف الجوي، وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة هذا الشهر هي الأعلى في تاريخ الكرة الأرضية على الإطلاق.

وتابع الواعر ـ في تصريحات له، أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر بشكل سلبي على الزراعة، حيث يزيد تبخر المياه، التي تعود في شكل أمطار أو سيول، ويؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة التربة التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل، والثمار التي في ضوء الحصاد.

وأضاف أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر بشكل مباشر على الزراعة، مشيرًا إلى أن الجراد الصحراوي يتأثر بشكل مباشر بدرجة الحرارة، ما يزيد من حركته من منطقة لأخرى، ومن بلد لآخر، ومن الممكن أن يقضي على بقعة خضراء بالكامل خلال ساعات.

عهد الغليان الحراري العالمي

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عبارة مرعبة وهي أن عصر الاحتباس الحراري انتهى وبدأ عهد الغليان الحراري العالمي، ودق ناقوس الخطر بشأن التأثير السلبي الكبير للتغيرات المناخية على حياة البشر في مختلف دول العالم.

وحذر من أن العواقب واضحة ومأساوية، موضحا أن الأمطار الموسمية جرفت الأطفال، وتفر العائلات من النيران، وينهار العمال تحت تأثير الحرارة الحارقة، محذرا "إنه صيف قاس بالنسبة لأجزاء شاسعة من أمريكا الشمالية وآسيا وإفريقيا وأوروبا، وبالنسبة لكوكب الأرض بأسره، فهذا يعد بمثابة كارثة"

فالجميع تقريبًا هذا الصيف، يرون التأثير السلبي للتغيرات المناخية بأعينهم ويعيشونه يوميًا، من خلال الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة.

ويتعدى تأثير التغيرات المناخية ليشمل كل مناحي الحياة، بداية من الحالة الصحية والنفسية، مرورًا بـ الأمن الغذائي والمائي، وعلى المحيطات والجليد والغلاف الجوي، بالصورة التي يمكن أن نقول معها: يؤثر على الحياة ككل.

وكان العالم اجمع أن الخوف من التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة له تأثير سلبي الكبير على الأمن الغذائي والمائي، وذلك من خلال الأضرار التي تسببها لكثير من الزراعات والموارد المائية.

أحر سنة في الكرة الأرضية

ففي الحقيقية أن البشر ليسوا النوع الوحيد الذي يتأثر بأزمة المناخ على كوكبنا، حيث تواجه الحياة البرية والموائل في العالم أيضًا تغيرات عميقة، وأحيانًا كارثية يمكن أن تؤدى الزيادات في درجات الحرارة إلى انهيار النظم البيئية الهشة وموجات هائلة من الانقراض، لافتا إلى أن بعض أكبر التهديدات التي يسببها المناخ للحياة البرية.

في هذا الصدد، قال السفير مصطفى الشربيني، سفير ميثاق المناخ الأوروبي بمصر، والرئيس العلمي للبصمة الكربونية بالألكسو بجامعة الدول العربية، أن الجميع بالعالم يحذر من التغيرات المناخية التي تؤثر على الحياة البشرية.

وأضاف الشربيني ـ في تصريحات له، أن ارتفاع درجات الحرارة، عن المعدلات الطبيعية، سينتج عنه جفاف، وسيكون هناك مناطق ليس بها حياة، أن التغيرات المناخية قد ينتج عنها هجرة لـ المواطنين من مكان لآخر، من أجل أن يعيشوا في جو طبيعي، متوفرة فيه الحياة.

وأوضح أن هناك أنهار اختفت بسبب التغيرات المناخية، معلقًا: نهر بردى في سوريا، وهناك أنهار في أوروبا معطلة، معقبا: أنه في عام 2024، سنشهد أحر سنة في الكرة الأرضية، وأن كل سنة سيكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة، لأن الغازات لا تنتهي، وتؤثر على التغيرات المناخية.

وأوضح أن غازات الاحتباس الحراري كون غلاف حول الكرة الأرضي، ولا تجد مكان للخروج، في السنوات المقبلة ستكون أصعب.

ومن جانبه، قال المهندس حسام محرم مستشار وزير البيئة الأسبق، إنه طبقا للنظرية السائدة فإن التغيرات المناخية ترجع إلى الظاهرة المسماة بالاحتباس الحراري والتي يرى أنصار تلك النظرية أنها تحدث بسبب انبعاثات مجموعة من الغازات التي يطلقون عليها غازات الاحتباس الحراري، والتي ينتج جزء منها من حرائق الغابات التي تؤدي إلى إطلاق كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون فضلا عن فقدان جزء من الغطاء النباتي الذي يمتص جزء منه.

غازات الاحتباس الحراري

وأوضح محرم أن هناك نظرية أخرى تنفي وجود ظاهرة الاحتباس الحراري وتعتبره تدليس علمي وتفسير غير صحيح لظاهرة التغيرات المناخية بهدف تحقيق مصالح مستقرة لكيانات كبرى خاصة، وأن هذا التغير يقتضي إعادة هيكلة اقتصاديات الكثير من دول العالم ومنها الدول النامية، وهو ما سيكبدها تكاليف ينبغي التأكد من ضرورتها قبل الخوض فيها والالتزام بها أمام المجتمع الدولي.

وتابع: وهناك مؤلفات في الغرب ودول أخرى حول العالم فندت تلك النظرية السائدة، وترى أنها غير سليمة وتخدم أجندة اقتصادية خفية، وهذا يقتضي من الدول النامية المتضررة أن تبني فرق بحثية وطنية وإقليمية للتعاون في مجال الأبحاث العلمية المناخية للوصول إلى معرفة علمية مستقلة وعدم الاعتماد على ما يفرض عليها من خلال مخرجات الأبحاث العلمية لدول وكيانات كبرى لا نعرف مدى دقتها ومصداقيتها.

وأيضا قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري البيئة والطاقة وتغير المناخ، إن التغيرات المناخية تتسبب في ارتفاع متوسط درجة حرارة جو الأرض.

وأوضح عزيز أنه في الغابات تتحلل بعض النباتات فينتج عن تحللها غازات قابلة للاشتعال، فإذا ارتفعت درجة الحرارة تراكميا في الغابات ووصلت هذه الغازات إلى درجة الاشتعال تتولد شرارة من النار تبدأ في الحريق الذي سرعان ما يتقد كالجمر ويسري بسرعة الرياح السائدة في الغابات ويكون خطره عظيما ويحتاج احتشادا ضخما في مقاومته.

وتابع: بالنسبة للعالم اذا كانت درجة الحرارة تجاوزت أعلي درجات الحرارة المعتادة فذلك سيكون راجعا إلي التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ.

وواصل: صرحت الفاو أن درجة الحرارة هذا الشهر الأكبر علي الكرة الأرضية كلها ولكن القاهرة علي سبيل المثال سجلت درجات حرارة بلغت أقصاها بين 41 و 42 درجة وهذه الحرارة لم تكن للمرة الأولي علي القاهرة ففي سنوات سبقت وصلت درجة الحرارة في بعض أيام الصيف القائظ أعلي من 42 درجة ولم تستمر أكثر من يومين أو ثلاثة وسرعان ما انخفضت إلي ما بين 36 و 38 درجة مئوية وهي درجات عالية فعلا ولكننا تعودناها في أيام الصيف في معظم السنوات التي مضت ولذلك لا أجد شيئا جديدا فيما حدث من الموجة الحارة التي مرت بمصر .

وشهدت عدد من دول العالم ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، حيث تجاوزت 50 درجة مئوية في بعض الدول العربية.

وكانت أكثر الدول تأثيرا بارتفاع درجات الحرارة عربيا، الجزائر وتونس وغزة، أما عالميا اليونان وقبرص وتركيا والولايات المتحدة والصين والبرتغال.

وسجلت المحيطات أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق؛ حيث تمتص الحرارة الناجمة عن تغير المناخ، مع ما يترتب على ذلك من آثار وخيمة على صحة الكوكب.

وجاء متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمية اليومية هذا الأسبوع، محطما الرقم القياسي لعام 2016، وفقا لكوبرنيكوس، الخدمة المعنية بتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي.

ووصل متوسط درجات الحرارة إلى 20.96 درجة مئوية، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الحرارة في هذا الوقت من العام.

وتعد المحيطات منظما حيويا للمناخ؛ حيث تمتص الحرارة وتنتج نصف كمية الأكسجين الموجودة على كوكب الأرض، ما يؤثر على أنماط الطقس.

والمياه الأكثر دفئا تكون أقل قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يعني بقاء المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تسريع وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية التي تتدفق إلى المحيط، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.

كما تتسبب المحيطات الأكثر سخونة مع موجات الحرارة، في اضطراب الكائنات البحرية كالأسماك والحيتان أثناء تحركها بحثا عن مياه أكثر برودة، ما يؤثر على السلسلة الغذائية ويحذر الخبراء من أن المخزون السمكي قد يتأثر.

وقد يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى أن تصبح بعض الحيوانات المفترسة كأسماك القرش عدوانية؛ لأنها تصاب بالارتباك مع درجات الحرارة المرتفعة.

ويبحث العلماء سبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات في الوقت الحالي، لكنهم يقولون إن تغير المناخ يجعل البحار أكثر دفئا؛ لأنها تمتص معظم درجات الحرارة الناجمة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتشهد المرحلة الحالية بدء ظاهرة نينيو جديد لكن العلماء يقولون إنها لا تزال ضعيفة، ما يعني توقعات بأن تتخطى درجات حرارة المحيط متوسط الدرجات في الأشهر المقبلة.