العنكبوت ”بوفون” يودع الثلاث خشبات
لقد انتهى الأمر يا أصدقائي! لقد قدمتم لي كل شيء وقدّمت لكم كل شيء " ، كلمات مقتصره ودع فيها نجم حراسة المرمى الإيطالية جانلويجي بوفون وواحد من أساطير كرة القدم العالمية واعلن اعتزال كرة القدم عن 45 عاماً بعد ان قضي 29 عاما في حماية عرين منتخب " الأزوري " وللاندية التي لعب في صفوفها ، ليسدل الستار عن رحلة " العنكبوت " بوفون بين الثلاث خشبات .
جانلويجي بوفون من مواليد عام 1978 في مدينة كارارا الإيطالية لعائلة تسمى بعائلة الأبطال حيث أن والده كان بطلًا في رفع الأثقال وأمه بطلة في رمي القرص فقد ورث بوفون من والديهِ التميز الرياضي من خلال لعبة كرة القدم .
في الحادية عشر من عمره، بدأ العنكبوت بوفون ممارسة كرة القدم وكان لأعبًا في خط الوسط قبل ان ينتقل الى مركز حراسة المرمي حتى أصبح أسطورة حراس المرمي في العالم .
ظهر بوفون مع فريق بارما للشباب لأول مرة عام 1995 في بطولة أوربا للشباب تحت 21 سنة والذي فاز بها الأخير باللقب ، وتمكن العملاق " جانلويجي " من تثبيت نفسه لكي يصبح الحارس الاساسي للفريق الأول وكان ذلك عام 1997 ، وتمكن من مساعدة فريقة بارما في الحصول على بطولة كأس اوروبا للأندية الأبطال وكأس إيطاليا وكأس السوبر عام 1999 .
اعترف مرة أمام الصحافة أنه كان يعاني من الاكتئاب في فترة من بين عام 2003 حتى عام 2004 وأنه كان يزور طبيبًا نفسيًا وحتى الان لا يعلم ما السبب، وخصوصًا أنه يعتبر إنسانًا مرحًا لكنه لم يكن راضيًا عن نفسه في تلك الفترة .
تمكن بوفون من الحصول على مقعده في صفوف منتخب إيطاليا قبل بطولة الأمم الأوروبية عام 2000 لكنه عانى من كسر في اليد ولم يتمكن من اللعب في تلك البطولة وتولي بديلة حارس مرمي فيروتينا تولدو حماية عرين " الأزوري " في البطولة والتي خسر لقبها المنتخب الإيطالي أمام منتخب فرنسا في المباراة النهائية 2/1 .
انتقل بوفون إلى فريق يوفنتوس في صيف 2001 بصفقة تقارب 45 مليون دولار حيث سجل ذلك الرقم ضجة بالنسبة لصفقة انتقال حارس مرمى، وقد أثبت حقيقة أنه يساوي القيمة الضخمة للصفقة بعد أن قاد الفريق لتحقيق أربع القاب متتالية للدوري الإيطالي بالإضافة إلى لقبي كأس السوبر الإيطالية و حصد لقب أفضل لاعب في بطولة أوروبا للأندية عام 2003، كما حقق قفزة كبيرة إلى المستوى العالمي من خلال أدائه المتميز في بطولة كأس العالم 2002 .
بالرغم من السمعة السيئة التي أحاطت بكرة القدم الإيطالية فقد تمكن بوفون من قيادة المنتخب الإيطالي للفوز بنهائيات كأس العالم عام 2006، كما حصل على جائزة أفضل حارس مرمي في البطولة ، بالأضافة الى حصوله على المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية في نفس العام .
يعتبر بوفون أن التصدي التاريخي بالنسبة له هو تصديه لرأسية زيدان في الدقائق الأخير من نهائي كأس العالم عام 2006 حيث تمكن المنتخب الإيطالي من تحقيق اللقب في ذلك اليوم .
يعتبر بوفون حارس المنتخب الكاميروني توماس انكونو مثلة الأعلى في حراسة المرمي حيث أنه كان يشجع منتخب الكاميرون بعد المنتخب الإيطالي، وقد أطلق على مولوده الأول اسم توماس تيمنًا بالحارس الكاميروني الكبير .
الأن وبعد إعتزال بوفون بعد مسيرة عطاء كبيرة ، كيف ستكون المرحلة المقبلة في حياة " العنكبوت " ، هل من الممكن أن نري جانلويجي مدربًا يوم ما للمنتخب الإيطالي ؟ ، ليحذو ما فعلة الحارس العملاق والتاريخي للمنتخب " الأزروي " دينو زوف أحد أبرز حارس مرمي كرة القدم في التاريخ والذي تولي تدريب المنتخب الإيطالي عام 1999 حتى عام 2001 ، أم ستكون هناك اتجاه اخر لبوفون بعيدة عن كرة القدم .