جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 03:50 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدينة يابانية تثير غضب المواطنين بسبب التحامل على المرأة الحامل

في محاولة منها لزيادة الترابط الأسري، قامت مدينة يابانية بإعداد بعض النشرات التي أثارت غضب وطني بالغ بعدما اتهمها المواطنين بالتحامل على المرأة الحامل بدلًا من طلب مساعدة الزوج. فما القصة؟

الطبخ وتدليل الأزواج

قامت مدينة أونوميتشي ، في محافظة هيروشيما اليابانية بإعداد بعض النشرات التي تدعو فيها النساء الحوامل للطبخ وتدليك أزواجهم كمحاولة منهم لإرضاء شركاء حياتهم. وفقًا لموقع سي إن إن.

فتقول إحدى النشرات الخاصة بالمدينة " هناك اختلافات في الطريقة التي يشعر ويفكر بها الرجال والنساء.

وأحد أسباب ذلك هو الاختلاف البنيوي في أدمغة الرجال والنساء. فمن المعروف أن الرجال يتصرفون بناءً على النظريات، بينما تتصرف النساء بناءً على العواطف."

وأضافت: "المهم هو فهم الاختلافات بين بعضنا البعض وتقسيم الأدوار بشكل جيد، كما أن الأزواج والآباء الجدد يحبون أن يُشكروا على قيامهم بالمهام الأساسية مثل غسل الأطباق وحمل طفلهم. وأيضًا، لا يوجد شيء تحبه الأم الجديدة أكثر من إخبارها كيف ترضي زوجها - أليس كذلك؟".

وخلصت هذه النشرات إلى أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن للأمهات الجدد القيام بها لإرضاء أزواجهن، بما في ذلك القيام بمساج لهم، وإعداد غداءهم كل يوم، والتعامل مع رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، مع تحية الأزواج عند وصولهم للمنزل بوجه مبتسم".

ثورة وطنية

سرعان ما لفتت هذه النشرات المواطنين مما تسبب في اندلاع ثورة وطنية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب غضب المواطنين واستعجابهم مما شاهدوه.

فقال أحد الأشخاص على موقع تويتر على سبيل المثال " من السيئ بما فيه الكفاية أن تنقل السلطات المحلية فكرة أن رعاية الأطفال هي وظيفة الأم وحدها"، بل يجب الوعي بأن الآباء هم أيضًا جهات فاعلة رئيسية في رعاية الأطفال.

وقال شخص آخر " الولادة لها عبء كبير على أجساد النساء فكيف لها أن تتحمل كل ذلك مع تدليك الأزواج وإعداد الغداء لهم دون أدنى مساعدة من الآباء الجدد!".

اعتذار رسمي

تسببت هذه الثورة في نشر رئيس بلدية المدينة، يوكيهيرو هيراتاني، اعتذارًا على موقع الحكومة المحلية، قال فيه إن النشرات "لا تتماشى مع مشاعر النساء الحوامل والأمهات اللائي ينجبن، وغيرهن من المطالبين بتربية الأطفال، وهو الأمر الذي تسبب في مشاعر غير سارة لكثير من الناس." وأضاف أن الحكومة أوقفت توزيع المنشورات.

كراهية النساء

وأشار بعض مستخدمي الإنترنت إلى أنه على الرغم من كون النشرات تثير كراهية للنساء بشكل مذهل، إلا أنها تمثل حقيقة المعايير القديمة في اليابان التي تلقي العبء غير المتكافئ على عاتق النساء وهي أحد الأسباب التي تم الاستشهاد بها لتراجع معدل المواليد في البلاد باستمرار.

ويشار إلى أن اليابان لا تزال مجتمعًا أبويًا ومحافظًا إلى حد كبير وقد احتلت المرتبة 125 من بين 146 دولة في أحدث مؤشر عالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

كما تعد المساواة بين الجنسين في السياسة في اليابان "واحدة من أدنى المعدلات في العالم" ، حيث تشكل النساء 10٪ فقط من مقاعد البرلمان.