هل التوقيت الصيفي سبب أزمة انقطاع الكهرباء؟
بعد أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة، والتي جاءت بهدف تخفيف الأحمال، أخذ الجميع يبحث عن أسباب تلك الأزمة، والبعض أرجعها إلى التوقيت الصيفي المعمول به منذ آخر جمعة في أبريل الماضي.
يقول عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية لشئون الطاقة الدكتور هاني النقراشي، في تعليقه على أزمة انقطاع الكهرباء بسبب تخفيف الأحمال، إن أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال، جاءت نتيجة طول مدة النهار بسبب التوقيت الصيفي، وبالتالي زيادة معدل استهلاك المواطنين للكهرباء نتيجة طول تلك المدة، من أجل العمل والإضاءة في الأماكن المغلقة، وكذلك التبريد، ما يعد حملا متزايدا على الكهرباء.
التوقيت الصيفي وأزمة انقطاع الكهرباء
وخرجت دعوات تطالب بإلغاء التوقيت الصيفي، لحل أزمة انقطاع الكهرباء.
لكن هل بالفعل التوقيت الصيفي هو السبب في أزمة انقطاع كهرباء، بعدما أدى إلى طول مدة النهار بحوالي ساعة تقريبا، ما أدى إلى لجوء الحكومة إلى وضع خطة لـ تخفيف الأحمال عبر قطع الكهرباء؟
التقارير الحكومية المعروضة على مجلس النواب، والتقارير التي أعدت من قبل اللجان المتخصصة في البرلمان أثناء إصدار قانون التوقيت الصيفي ترد على تلك التحليلات والتفسيرات لأزمة انقطاع الكهرباء وتحسم هذا الجدل.
التوقيت الصيفي وترشيد الاستهلاك
بالعودة إلى تقارير الحكومة المتعلقة بالتوقيت الصيفي، نجد أن التوقيت الصيفي في الأساس تم تطبيقه من أجل تقليل معدل استهلاك الطاقة، من خلال تقديم النهار لمدة ساعة، ما يجعل العمل في وقت متقدم من اليوم لمدة ساعة، وبالتالي تقليل استخدام المبردات، وكذلك تقليل استخدام الإضاءة، ما ينتج عنه تخفيف للأحمال وترشيد لمعدل استهلاك الطاقة بشكل تلقائي كما بينت الحكومة.
المذكرة الإيضاحية لـ قانون التوقيت الصيفي الذي تقدمت به الحكومة أرجع السبب لعودة العمل بهذا النظام من جديد إلى الرغبة في الوفرة في مخزون الطاقة الذي يستخدم في الكهرباء.
كما أن الوزارات والهيئات الحكومية، خلال تقريرها الصادر عن إقرار التوقيت الصيفي، أكد أن هذا النظام الزمني، يؤدي إلى وفرة في استهلاك الطاقة والكهرباءمن خلال استغلال ساعة من النهار مبكرة تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، وبالتالي يقلل ذلك من تشغيل المبدرات والمكيفات بالسيارات والمباني الإدارية والسكنية.
توفير مخزون الطاقة
جاء ذلك بحسب تقرير صادر عن المركز القومي لبحوث الإسكان التابع لوزارة الإسكان، والذي تحدث عن الأثر الإيجابي للتوقيت الصيفي، مؤكدًا أن أثره الإيجابي عند التطبيق الفعلي سيظهر، وهو ما تحفظ عليه البعض مستدلين بأزمة انقطاع الكهرباء.
كما أن تقرير الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للعمليات والشبكات، أشار إلى أن التوقيت الصيفي يوفر وحدات العاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء، كدليل جدوى التوقيت الصيفي في ترشيد معدل استهلاك الطاقة.
يتنافى هذا الأمر مع الطرح الذي ذهب إليه البعض، والذي يرى أن التوقيت الصيفي أدى إلى وجود أزمة في معدل استهلاك الكهرباء، وبالتالي لجأت الحكومة لتخفيف الأحمال عبر قطع التيار الكهربائي بصفة متكررة يوميًا، وذلك على كل محافظات الجمهورية، وهو الأمر الذي يستدعي التدخل وإلغاء التوقيت الصيفي من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء بشكل حقيقي.
على جانب آخر، رأى البعض أن التوقيت الصيفي له جدوى كبيرة من حيث توفير الطاقة، على عكس ما يراه البعض أنه سببا في زيادة الاستهلاك.
في هذا الصدد، أكد النائب السيد شمس الدين، أن التوقيت الصيفي يوفر مخزون الطاقة بشكل جيد، كما أنه يوفر من الناحية المالية حوالي 25 مليون دولار سنويا.
السبب الحقيقي لأزمة انقطاع الكهرباء
يشار إلى أن الحكومة أرجعت أزمة انقطاع الكهرباء ولجوئها إلى تخفيف الأحمال، بسبب ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء، يقابله نقص في الوقود المستخدم لتشغيل المحطات وتوليد الكهرباء.
وأكدت الحكومة، في تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وكذلك الدكتورة أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن نقص الطاقة هو السبب الرئيسي في أزمة انقطاع الكهرباء، دون الإشارة إلى التوقيت الصيفي.
هذا ومن المقرر أن ينتهي العمل بـ التوقيت الصيفي في الخميس الأخير من شهر أكتوبر المقبل، لتبدأ من آخر جمعة في الشهر العمل بالتوقيت الشتوي، من خلال تأخير النهار لمدة ساعة.