الصين تواجه أكبر تحدي في صناعة الشرائح الإلكترونية
ستؤثر التحديات التجارية المرتقبة لليابان، والتي تتمثل في فرضها قيوداً على تصدير 23 فئة من معدات ومواد الرقائق الإلكترونية، على جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الشرائح الإلكترونية بشكل كبير.
ومن المقرر أن تدخل هذه العناصر الجديدة المنظمة حيز التنفيذ في يوليو، وتم اختيارها بعناية واستهدافها بشكل خاص، مما يزيد من تأثيرها المحتمل على صناعة الشرائح الإلكترونية في الصين. وتشكل هذه القيود عقبة قوية أمام طموحات الصين، وتمثل تحدياً آخر لقدرتها على الحصول على التقنيات والموارد الحيوية الضرورية لتطوير قدراتها المحلية في صناعة الشرائح الإلكترونية.
وتؤكد هذه التطورات على تعقيدات وتوترات المنظر العالمي لصناعة الشرائح الإلكترونية، وتثير مخاوف بشأن العواقب المحتملة لخطط الصين الاستراتيجية في هذا القطاع الحيوي.
ولم تحظر اليابان حصراً الصين عن استيراد التكنولوجيا الحرجة للرقائق الإلكترونية. ومع ذلك، ستتطلب القيود على التصدير الجديدة في اليابان إذنًا صريحًا من أي دولة ليست مدرجة في قائمة الأسواق "الودية" المعينة التي تضم 42 دولة. ولا تتضمن هذه القائمة الصين، مما يعني بشكل أساسي حظر الصين. وسيؤثر التدابير القيودية التي فرضتها اليابان بشكل كبير على طموحات الصين في مجال الشرائح الإلكترونية، وتعيق مزيداً من جهودها في السعي إلى الاستقلال التكنولوجي في هذا القطاع الحيوي.
وفي بيان أصدرته وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين، انتقد وانغ ونتاو، وزير التجارة الصيني، بشدة فرض اليابان لضوابط التصدير على الرقائق الإلكترونية. وصفها بأنها "عمل خاطئ" يتجاهل بشكل صارخ اللوائح الاقتصادية والتجارية الدولية.
وحث وانغ ونتاو اليابان على وقف هذه القيود الخاصة بالتصدير على الفور، مؤكداً أنها لا تنتهك فقط القوانين المتعارف عليها ولكنها تشكل انتهاكًا كبيرًا للقواعد الدولية الرامية إلى تنظيم العلاقات التجارية. ويعكس هذا البيان موقف الصين الحازم ضد إجراءات اليابان، ويبرز مخاوفهم بشأن الأثر المحتمل على التعاون الاقتصادي الثنائي.
وأكدت اليابان في بياناتها الرسمية بشأن ضوابط التصدير المتعلقة بالرقائق الإلكترونية على التزامها بأداء دورها في المساهمة في السلام والاستقرار الدوليين من خلال تنفيذ هذه الإجراءات.
ويشير الخبراء إلى أن هذه القيود التصديرية التي فرضتها اليابان تتجاوز القيود التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على الصين، مما يشير إلى نهج أكثر شمولية وتأثيرًا. وتعكس العناصر المستهدفة في القائمة تفاصيل صناعة الشرائح الإلكترونية، مما يبرز نية اليابان في تقييد الوصول إلى المكونات الحيوية الأساسية لإنتاج الشرائح المتقدمة.
وفي المناقشات الأخيرة، توصلت مجموعة الدول الصناعية السبع (G7)، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان، إلى اتفاق لاعتماد استراتيجية "تخفيض المخاطر" في علاقاتهم الاقتصادية مع الصين، دون قطع العلاقات بشكل كامل عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتهدف هذه الخطوة إلى التخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة بمشاركاتهم مع الصين في مختلف القطاعات، بما في ذلك ولكن لا يقتصر على الرقائق الإلكترونية والمعادن.
ومن خلال تقليل المخاطر، يسعى دول مجموعة الدول الصناعية السبع إلى حماية مصالحهم الاقتصادية الخاصة ومعالجة المخاوف المتعلقة بالضعف في سلاسل الإمداد والتوترات الجيوسياسية.
ومع استمرار هذه الدول في جهودها لتخفيض المخاطر، سيكون من الضروري مراقبة الأثر الطويل الأجل على ديناميات التجارة العالمية والعواقب المحتملة على موقع الصين في الاقتصاد العالمي.