جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:09 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ماذا يحدث حال تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها؟

بعد اجتماع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، عدة مرات دون الخروج بأي نتيجة إيجابية بشأن رفع سقف الدين القومي، رغم تحذيرات وزيرة الخزانة، جانت يلين، من أزمات خطيرة.. يبقي السؤال الأبرز هو.. ماذا يحدث حال تخلفت الولايات المتحدة عني سداد ديونها؟

حسب وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”، قال محللون، إن أسواق الأسهم الأمريكية ستعاني من صدمة حادة إذا عجزت الخزانة الأمريكية عن الوفاء بجميع التزاماتها المالية، فضلا عن تراجع الأسهم، قد ترتفع أسعار الفائدة وخصوصا عوائد سندات الخزانة.

وأوضحت الوكالة أن “هذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات.. والأسر الأمريكية أو الشركات الكبري لن تتسلم في هذا الحال المدفوعات الفدرالية المستحقة".

التوصل لاتفاق

وحسب "فرانس برس"، قال نايثان شيتس، كبير الخبراء الاقتصاديين، ببنك “سيتي جروب”، إنه “يتوقع أن تعود الأسواق إلى طبيعتها بمجرد التوصل إلى اتفاق”.

وتابع قائلا: “لا أعتقد أن هذه الحلقة ستكون طويلة إلى حد تسجيل توقعات منخفضة لإجمالي الناتج المحلي”.

ماذا يحدث حال تجاوزت أمريكا موعد السداد دون اتفاق؟

وأوضحت وكالة “فرانس برس”، أنه إذا تجاوزت أمريكا المهلة موعد السداد دون اتفاق، فسيكون أمامها عدد من الخيارات.

وأشارت إلي أنه “سيكون بإمكان الحكومة الأمريكية اختيار إعطاء الأولوية لسداد الديون وتأخير مدفوعات أخرى، مثل المدفوعات المخصصة للوكالات الفدرالية وللمستفيدين من الضمان الاجتماعي ولمقدمي خدمات الرعاية الطبية”.

ولفتت إلي أنه إذا تجاوزت أمريكا المهلة، فإنه ستكون هناك عواقب الفشل السياسي في التوصل إلى اتفاق في الأسواق العالمية.

فشل واشنطن في سداد الديون

وحسب “فرانس برس”، فإنه في حالة فشل واشنطن في سداد الديون قد يثير شكوكا جدية حول القوة الائتمانية لواشنطن، ويقوض ثقة المقرضين، ويشكك في مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية.

وأضافت أنه “حتى التهديد الخطير بتخلف أمريكا عن السداد قد يكون كافيا لإحداث اضطراب في الأسواق وإلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد العالمي”.

وفي حال التخلف، فستكون التداعيات كبيرة حيث سترتفع أسعار الفائدة بشكل حاد على السندات التي تصدرها أمريكا، وهذه الزيادة في تكلفة الائتمان ستؤدي إلى انخفاض في الاستثمارات في الأعمال التجارية والأسر وكذلك في الاستهلاك، وبالتالي سيحدث ركود حاد في أمريكا.

تحذيرات من انهيار 250 بنكًا أمريكيًا

وقال رجل الأعمال الروسي، أوليج ديريباسكا، إن حوالي 250 بنكًا أمريكيًا لن تنجو من أزمة الديون التي بدأت في الولايات المتحدة.

وكتب ديريباسكا، عبر “تلجرام”: "من الواضح الآن أن حوالي 250 بنكًا أمريكيًا لن ينجو بالتأكيد من هذه الأزمة… الدراما بدأت بالفعل. والدراما مع ديون الخزانة، التي ارتفعت معدلاتها، وقلق رفع سقف الدين القومي الأمريكي في الكونجرس هي واحدة من المقدمات".

وبعد انهيار عدد من البنوك الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، كان أبرزها بنك “كريدي سويس” السويسري، بدأت المخاوف تظهر في الغرب بشأن الأزمة المقبلة.

في الوقت نفسه، يواصل المودعون سحب الأموال من المؤسسات الائتمانية، حيث تم سحب 529 مليار دولار من الحسابات في الولايات المتحدة من فبراير إلى 10 مايو، وفي منطقة اليورو في فبراير ومارس، تم سحب حوالي 89 مليار يورو.

الخزانة الأمريكية تحذر

وحذرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، من أن تأخير القرار بشأن سقف الدين القومي قد يؤدي إلى مشاكل للشركات ويؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للبلاد.

وقالت يلين، في بيان، "نعلم من الماضي أن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لاتخاذ قرار بشأن سقف الديون يمكن أن يضر بشكل خطير بالأعمال وثقة المستهلك، ويزيد تكلفة الاقتراض قصير الأجل لدافعي الضرائب، ويؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للولايات المتحدة".

وشددت وزيرة الخزانة الأمريكية، على أنه “بدون قرار زيادة سقف الدين القومي، ستواجه العائلات الأمريكية صعوبات، وستتضرر القيادة الأمريكية، وستكون القدرة على حماية مصالح الأمن القومي موضع تساؤل".

رئيس النواب الأمريكي يحذر بايدن

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس جو بايدن، وحده هو المسؤول عن تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها في غضون أيام.

وقال مكارثي في بيان: "أي تخلف عن السداد سيكون بسبب الرئيس بايدن”.

وأكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، أن "تسعة أيام متبقية حتى الموعد المتوقع حيث لن تتمكن الولايات المتحدة من سداد ديونها دون اتخاذ قرار برفع سقف الديون”.

وقال مكارثي: "يحاول بايدن إعادة كتابة التاريخ من خلال الإصرار على قيامه بدوره فيما يتعلق بسقف الديون ولا يمكن لومه على التخلف عن السداد. في الواقع، بايدن رفض التفاوض لأكثر من 100 يوم".

تفائل البيت الأبيض

أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، متفقان على أن التخلف عن سداد الدين غير مطروح.

وقالت المتحدثه باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير: " سنستمر في عقد المشاورات بشأن سقف الدين ولا تزال هناك خلافات مع الجمهوريين"، لافته إلى أن عواقب التخلف عن سداد الديون لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة ستكون وخيمة على الشعب والاقتصاد الأمريكيين.

وأوضحت أن هناك مجال للاتفاق على سداد الدين، مشيرة إلى أن مفاوضات رفع سقف الدين لا تزال صعبة، لكن الاجتماعات الأخيرة كانت مثمرة.