لسرقة مصروفه .. يشنقان زميلهما بالمدرسة فى البحيرة
طفلان لم يتجاوز عمرهما الـ ٩ أعوام، في لحظة شيطان، تحولا لقاتلين محترفين، وبدلًا من أن يعيشا سنهما في اللعب واللهو، وضعت أيديهما في أيادي اللصوص والمجرمين، تفاصيل هذه الجريمة، صادمة ومؤسفة، دارت أحداثها في محافظة البحيرة، تلميذان يتخلصان من زميلهما الثالث لسرقة مصروفه وشراء إندومي وشيبسي، طفلان يخططان وينفذان جريمتهما بطريقة لا يتخيلها أحد.
مصطفى عزت سالم، طالب في الصف الثالث الابتدائي، يعيش مع أسرته في بيت صغير بقرية كفر داود، كان محبوبا من الجميع، كالملاك، رغم صغر سنه إلا أن عقله يسبق سنه بكثير، كان طموحا، تنتظر والدته ذلك اليوم الذي يكبر فيه ويصبح ذو شأن في المجتمع، لم تكن تلك الأم المسكينة تتخيل أنها ستفيق من أحلامها وتجد ابنها مقتولا بلا ذنب.
الجريمة وقعت منذ أيام قليلة مضت، استيقظ مصطفى مبكرا، تناول إفطاره مع والده وشقيقه وأخذ مصروفه وأبلغهما أنه سيخرج للعب مع أصدقائه وسيعود وقت الغذاء، لكنه لم يعد، فجأة اختفى عن الأنظار وكأن الأرض انشقت وابتلعته؛ خرج شقيقه للبحث عنه فلم يجده، دب القلق والرعب في قلب الأسرة، خرجوا جميعا هائمين على وجوههم للبحث عن ابنهم البار، وتحولت القرية الهادئة لحالة من الصخب، وانقسم الأهالي، فريق ذهب للبحث عنه في مدينة السادات، وثاني ذهب لشبين الكوم، وثالث لمركز منوف، ورابع ذهب لكوم حمادة، وخامس نشر صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعل أحد يعرف عنه أي معلومة ويبلغهم بها؛ بينما والد الطفل هداه تفكيره لمراجعة كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط سكنهم، وبالفعل وجدوا مصطفى يمشي بصحبة زميل له يدعى يوسف، دخل الاثنان سوبر ماركت ثم خرجا سويا ولم يظهر شيء بعد ذلك، ذهبت أسرة مصطفى لمنزل يوسف للسؤال عن نجلهم، لكنه أنكر أنه شاهده وبدت عليه علامات التوتر والقلق، فواجهوه بالفيديو فأبلغهم أنه كان معه بالفعل لكنه استقل سيارة للذهاب لمدينة السادات للتنزه، كان كلام يوسف غير مقنع للأسرة، فلم يكن أمامهم من حل سوى إبلاغ مركز الشرطة.
لم تذق عيون أسرة مصطفى النوم في تلك الليلة، الأم داخل غرفته تحتضن ملابسه تشرد بخيالها، تعتقد أنها في كابوس وستفيق منه وهو يدخل عليها ويرتمي بين أحضانها ويحكي لها أين كان، وفجأة فاقت الأم على صوت من الخارج «لقينا مصطفى»، لتخرج سريعا وبلهفة «فين.. ابني فين»، ليرد «لقيناه في بيت مهجور»، أسرعت الأم كالتي فقدت عقلها اعتقدت أنها ستجده حيا لم تتخيل أنها سترى بعينيها مشهدًا لن يمحوه الزمن من ذاكرتها، ابنها الملاك الصغير مشنوقا بحبل وملقى على الأرض جثة هامدة، لتسقط الأم مغشيا عليها من هول الصدمة، عقدت الدهشة لسان أهالي القرية الكل يسأل ماذا حدث؟، من قتل هذا الملاك؟،ولماذا؟، جميعها أسئلة دارت في عقول الأهالي، كانت إجاباتها عند رجال المباحث الذين شكلوا فريق بحث لكشف اللغز، ولم يمر ٢٤ ساعة حتى اتضحت الرؤية؛ وأن وراء ارتكاب الجريمة طفلين، استدرجاه للبيت المهجور وخنقاه حتى الموت وسرقا منه مائة جنيه كانت معه ثم ذهبا لشراء إندومي وشيبسي غير مدركين بجريمتهما، تم القبض عليهما، وقررت محكمة الطفل بإيتاي البارود بإيداعهما إحدى دور الرعاية الاجتماعية، ومازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الجريمة وهل هناك دوافع أخرى أم لا
في الواقع أننا أمام جريمة لا يصدقها عقل أو منطق؛ كيف لطفل لم يكمل عامه التاسع بعد يخطط وينفذ جريمة بهذه البشعة