وزيرة البيئة تلتقي نظيرتها الصومالية لبحث سبل التعاون الثنائي
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مع نظيرتها الصومالية الدكتورة خديجة المخزومي وزيرة البيئة والتغير المناخي بجمهورية الصومال الديمقراطية، لمناقشة سُبل التعاون المُستقبلي بين البلدين وتوقيع برنامج تنفيذي مشترك، والتعاون لتعزيز بناء القدرات في مجال البيئة للجانب الصومالي.
ورحبت وزيرة البيئة، بنظيرتها الصومالية، معبرة عن سعادتها بالتعاون مع الجانب الصومالي في تعزيز الملف الوطني للبيئة وبناء القدرات المطلوبة لدعم العمل البيئي في الصومال، وهذا يأتي في إطار حرص مصر الدائم على تقديم الدعم للأشقاء الأفارقة لتعزيز جهود الحفاظ على البيئة وصون الموارد الطبيعية بالقاهرة الإفريقية من أجل مصلحة مجتمعاتنا والأجيال القادمة، والتطلع لتبادل الخبرات والتجارب الوطنية مع الأشقاء الأفارقة، حيث تركز مصر حالياً على تنفيذ البرامج الوطنية في المجالات البيئية المُختلفة مثل ملفات المخلفات والمحميات وتعزيز الإستثمار البيئي بجذب مزيد من الإستثمارات وإتاحة مزيد من الفرص للشراكة مع القطاع الخاص والعمل على تسهيل الإجراءات.
وناقش الجانبان، آخر مستجدات الإتفاق على البرنامج التنفيذي ٢٠٢٣- ٢٠٢٥، لمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في ٢٠١٥، للتعاون في عدد من المجالات ومنها، الرصد البيئي، والتقييم البيئي للمشروعات، والإدارة المُتكاملة للمناطق الساحلية، تغير المناخ، ونوعية الهواء، التدريب وبناء القدرات، حماية الطبيعة، التربية البيئية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة خديجة المخزومي وزيرة البيئة والتغير المناخي الصومالية، تطلعها توطيد التعاون الثنائي مع مصر في مجال البيئة والإستفادة من الخبرة المصرية في ملفات البيئة والمناخ، وبناء القدرات الوطنية الصومالية في مجال البيئة وتبادل التجارب والخبرات، حيث يتم حالياً هيكلة وزارة البيئة والتغير المناخي الجديدة ووضع النظم المؤسسية والكوادر اللازمة وإعداد إستراتيجية عمل الوزارة لعشر سنوات قادمة، حيث شاركت نظيرتها المصرية عدد من الملفات التي يتم العمل عليها ومنها مُبادرة الرئيس الصومالي لزراعة ١٠ آلاف شجرة، إلى جانب جهود التكيف مع آثار تغير المناخ خاصة في مجال المياه والزراعة، والاستفادة من خبرات مصر في إستضافة مؤتمر المناخ COP27 وملف المناخ بوجه عام لدعم الجانب الصومالي في مشاركته بمؤتمر المناخ القادم COP28
وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، عن ترحيبها بتقديم كافة الخبرات المطلوبة لدعم وزارة البيئة الصومالية وتدريب الكوادر الصومالية في المجالات البيئية المختلفة وذات الأولوية، خاصة نوعية الهواء والمياه والتربة، مستعرضة نبذة عن خبرات مصر في مجال البيئة ومنها إدارة نوعية الهواء، والذي يعد من أساسيات العمل البيئي، حيث بدأت مصر برنامج إدارة نوعية الهواء في ١٩٩٧ بدعم من المعونة الأمريكية و الدنماركية وإنشاء الشبكة القومية لرصد نوعية الهواء على مستوى الجمهورية، حيث تضم حاليا ١٢٤ محطة رصد، وأيضاً الشبكة القومية لرصد الإنبعاثات الصناعية للتحكم فيها والحد من مصادر تلوث الهواء، وأيضاً جهود السيطرة على ظاهرة السحابة السوداء.
كما قدمت وزيرة البيئة المصرية، نبذة عن خبرة مصر في مجال نوعية المياه من خلال برنامج الرصد الدوري لنوعية المياه في البحيرات وشبكة الرصد لنوعية المياه والتحكم في الصرف الصناعي، وأيضاً خبرة مصر في مجال التحكم في التلوث الصناعي، حيث نحتفل بمرور ٢٥ عام على تدشين برنامج التحكم في التلوث الصناعي والذي يقوم ليس فقط على تحديد المعايير البيئية، ولكن مساعدة المُنشآت الصناعية على توفيق أوضاعها وتسليط الضوء على الفوائد العائدة على المصانع نتيجة إلتزامها باشتراطات البيئة مثل كفاءة الطاقة وإعادة إستخدام المياه، مُضيفة أن مصر لديها العديد من النماذج الناجحة كثمار لهذا البرنامج يمكن للجانب الصومالي الإستفادة منها والعمل على تكرارها والبناء عليها
وتحدثت وزيرة البيئة المصرية، أيضاً عن الأطر التنظيمية والتشريعية لوزارة البيئة ومنها وضع نظام الموافقات البيئية ودراسات تقييم الأثر البيئي وإجراءات التفتيش البيئي وخطط التوافق البيئي، والقوانين المنظمة للعمل البيئي في مصر وهي قانون البيئة لعام ١٩٩٤، والمُعدل في ٢٠٠٩، ونعمل حالياً على إعداد قانون جديد للبيئة، وإصدار أول قانون لإدارة المُخلفات يقوم على فكرة الإقتصاد الدوار وتقليل الإستهلاك، لافتة إلى أهمية وجود وحدة مُتخصصة للتعاون الدولي بالوزارة لتولى مهمة تنظيم التعاون مع شركاء التنمية وبناء العلاقات مع الجهات الدولية الشريكة ومؤسسات التمويل الدولية، حيث أطلعها على رحلة إنشاء وزارة البيئة في تسعينبات القرن الماضي، ودور العلاقة مع الجهات الدولية في هذه الرحلة.
كما ناقش الطرفان، التعاون في مجال إدارة المُخلفات، حيث أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى إمكانية الإستفادة من تجربة مصر في إنشاء جهاز تنظيم إدارة المُخلفات التابع لوزارة البيئة كجهة مسئولة عن التخطيط لمنظومة إدارة المُخلفات بكافة أنواعها على مستوى الجمهورية، وتنظيم العلاقات بين الجهات الفاعلة في تنفيذ المنظومة والقطاع الخاص، إلى جانب الرقابة على تنفيذ المنظومة من خلال رصد مؤشرات التنفيذ، والبناء عليه في تطوير الإستراتيجية الوطنية الصومالية لإدارة المُخلفات، وأيضا التعاون في مجال الحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الإستخدام، والذي يعد تحدي يهدد الثروة الحيوانية في الصومال، حيث أشارت وزيرة البيئة المصرية، إلى الإستراتيجية الوطنية للحد من إستخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الإستخدام التي أطلقتها مصر وتعمل بجهود حثيثة على تطبيقها، والإجراءات المنظمة للحد من استخدامها وإيجاد البدائل المناسبة.
وفي ملف تغير المناخ، أبدت الدكتورة ياسمين فؤاد، إستعدادها لدعم الجانب الصومالي في عملية إعداد الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، بناء على تجربة مصر في إصدار الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، وخطة المُساهمات الوطنية المُحدثة لمصر، حيث أكدت وزيرة البيئة الصومالية، أن وزارتها تعمل حالياً على تحديث خطط المُساهمات الوطنية للصومال لتقديمها قبل مؤتمر المناخ القادم COP28، وتطلعها للإستفادة من التجربة المصرية في إعدادها.