السودان المنكوب .. شوارع الخرطوم ممتلئة بالجثث والطاعون على الأبواب
فيما لا تزال قضية الجثث المتراكمة في شوارع الخرطوم بالسودان عالقة بعد مرور 5 أيام على بدء الاشتباكات الدامية بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، خرج عدد من المتخصصين للتحذير من انتشار الطاعون في ولاية الخرطوم أذا لم تحل الأزمة الصحية في أسرع وقت، خصوصا مع خروج 39 مستشفى من أصل 59 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم ومحيطها.
وتمتلئ شوارع العاصمة السودانية بالجثث التي يشكل دفنها مخاطرة كبيرة، بحسب تحذيرات السكان، مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوة شبه عسكرية قوية منافسة له.
ولقي أكثر من 180 مدنياً مصرعهم، من بينهم موظفي إغاثة في الأمم المتحدة، منذ يوم السبت حين اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في العاصمة ومدن أخرى، هذا بخلاف سقوط ما يقرب من 300 قتيل من العسكريين على أقل تقدير حتى الآن.
ويعتقد بأن حصيلة الوفيات الفعلية تفوق هذا العدد، إذ يواجه المسعفون صعوبات في الوصول إلى الجرحى مع احتدام المناوشات - وهي الأعنف منذ عقود - ودوي أصوات القصف الجوي ونيران الدبابات في أرجاء الخرطوم، وذلك وفق ما نشرته صحيفة اندبندنت.
وتحدث بعض سكان العاصمة المختبئين داخل منازلهم، فيما ترددت أصداء الرصاص في الخلفية، فقالوا إن مخزون الأسر من الطعام والمياه ينفد بسرعة، فيما بدأت عمليات النهب، وعلى رغم الوعود بتأمين ممرات إنسانية، شرحوا بأنه من غير الآمن انتشال الجثث ودفنها بسرعة، فما بالك بتأمين الأدوية والمستلزمات الضرورية.
وقالت سامية، 75 سنة، التي تعيش في إحدى ضواحي الخرطوم الشمالية "نسمع أصوات النيران كل الوقت [بلا انقطاع] ومن الخطر جداً الخروج، ويختبئ عندنا الآن أشخاص لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم"، فيما وصفت تصاعد أعمدة الدخان الكثيف جراء الانفجارات في سماء العاصمة.
"لا يمكننا الهرب إلى أي مكان، لا توجد سيارات إسعاف، ومن غير الآمن أبداً أن ندفن الموتى. وصلني فيديو من طالب في جامعة الخرطوم حيث يختبئ أكثر من 80 شخصاً"، "قتل أحد الطلاب وأصيب آخر بجروح بليغة. حاول رجل مسن أن يخرج أثناء [فترة] الممر الآمن المزعوم يوم الأحد وقتل بالرصاص".
وفي هذه الأثناء، صدرت عن مستشفيات عدة - تعرض بعضها للقصف - مناشدات يائسة للمساعدة مع نفاد إمداداتها. وفي إحدى الرسائل التي وجهت عبر تطبيق "واتساب"، قال مستشفى جعفر ابن عوف الذي يقدم خدمات طوارئ للأطفال في وسط المدينة إنه يأوي أكثر من 80 طفلاً لكن مخزونه من الطعام والمياه بدأ بالنفاد، وجاء في الرسالة "إنهم يجوعون [يشعرون بالجوع]…شاركوا (هذه الرسالة) على أوسع نطاق ممكن".
واندلع القتال كخطوة تصعيدية في الصراع الدائر على السلطة بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة من جهة، والجنرال دقلو، أو "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية من جهة ثانية، وكان القائدان اللذان يتمتعان بنفوذ كبير- ويحتلان أعلى منصبين في المجلس السيادي الحاكم في السودان.
لكن في الأيام الأخيرة، اصطدم الرجلان على خلفية الجهود التي يدعمها المجتمع الدولي من أجل الانتقال الكامل إلى حكم مدني، وكان من المفترض التوقيع، في وقت سابق من الشهر الجاري، على الاتفاق السياسي الذي ينص على دمج قوات الدعم السريع بالجيش. لكن كلاً من الطرفين اتهم الآخر بمحاولة تخريب المشروع.
ويهدد اندلاع أعمال العنف بالقضاء على أي أمل بالانتقال السلمي إلى الحكم المدني، كما أنه يثير احتمال اندلاع حرب أهلية بعد أربع سنوات فقط من خلع البشير، وقد انتقلت المناوشات إلى دارفور، المنطقة الغربية التي عانت منذ 2003 سنوات من الحروب الدموية التي راح ضحيتها 300 ألف شخص، وأدت إلى نزوح 2.7 مليون آخرين.
فيما حذرت ولاء البوشي، الناشطة السودانية ووزيرة الشباب والرياضة في الحكومة الانتقالية في البلاد، من أن حصيلة القتلى الفعلية جراء المناوشات أعلى بكثير على الأرجح، لأنه ما من سبيل لإحصاء الضحايا، وقالت إن أصدقاءها وعائلتها في البلد نبهوها إلى اختفاء أشخاص.
وتابعت بقولها "تنتشر جثث كثيرة في مختلف المناطق، والناس عاجزون عن دفنها حتى. بعض الأشخاص مفقودين، وأحد الشباب الذين تواصلت معهم قال إنه خسر أصدقاء كثر، وبعضهم عالق داخل المستشفيات من دون طعام أو مياه - وكان بعض الأشخاص عالقين داخل مكان عملهم".
فيما كشفت نقابة أطباء السودان، أمس الثلاثاء، أن 39 مستشفى من أصل 59 في الخرطوم ومحيطها توقفت عن العمل، من بينها 9 مستشفيات تعرضت للقصف و16 تعرضت للإخلاء القسري.
وجاء في تقرير بوضع المستشفيات، بعد 4 أيام من الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع أنه "من أصل 59 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات، يوجد 20 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي"، مشيرا إلى أن بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط، وأشار إلى أن هذه المستشفيات مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والامدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
وأضاف التقرير أن 5 عربات إسعاف تعرضت للاعتداء من قبل القوات العسكرية، وغيرها لم يسمح لهم بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعينات، وكانت وزارة الصحة السودانية أكدت أمس خروج 16 مستشفى في ولاية الخرطوم عن الخدمة، محذرة من انهيار كامل في القطاع الصحي العام والخاص إن استمرت الاشتباكات.
وضع المستشفيات في السودان:
أولا: مدينة الخرطوم:
مستشفيات خارج الخدمة:
• مستشفى فضيل: تم قصف المستشفى جاري إخلاءه
• مستشفى الشعب التعليمي: تم قصف وإخلاء المستشفى
• مستشفى ابن سينا التخصصي: تم قصف وإخلاء
• مستشفى بشائر التعليمي: تم قصف وإخلاء المستشفى
• المستشفى التركي: تم الاعتداء وإغلاق المستشفى
• مستشفى الزيتونة التخصصي: تم قصف وإخلاء
• مستشفى الخرطوم: تم قصف وجاري إخلاء المستشفى
• مركز الجنان للأورام: تم قصف وإخلاء المستشفى
• مركز دكتورة سلمى لأمراض الكلى: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى إمبريال: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى الشرطة الجامعي: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى الفيصل: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى رويال كير: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى الأنف والأذن والحنجرة: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى الأسنان: تم إخلاء المستشفى
• مركز طب الأسنان الحديث: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى يستبشرون: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى دار العلاج: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى المعلم: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى المودة: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى حراء: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى براءة التخصصي: تم إخلاء المستشفى
• مستشفى الجودة: الخدمة متوقفة
• مستشفى بيست كير: الخدمة متوقفة
• مستشفى الشيخ: الخدمة متوقفة
• مستشفى الساحة: الخدمة متوقفة
• المستشفى التركي: الخدمة متوقفة
• مستشفى الطبيب: الخدمة متوقفة
• مستشفى الرازي: الخدمة متوقفة
• مستشفى الراقي: الخدمة متوقفة
مستشفيات بأقل الإمكانيات ومهددة بالإغلاق:
• مستشفى إبراهيم مالك: تقدم خدمة إسعافات أولية -ينقصها اختصاصيي جراحة وتخدير لتقديم خدمة كاملة
• مستشفى التميز: تقدم خدمة إسعافات أولية -ينقصها اختصاصيي جراحة وتخدير لتقديم خدمة كاملة
• المستشفى الكويتي: حاجة لاختصاصي جراحة وتخدير وكوادر طبية وإمداد دوائي ووقود
ثانيا: مدينة بحري:
مستشفيات خارج الخدمة:
مستشفى بحري التعليمي: تم قصفه وخارج الخدمة
مستشفى حاج الصافي: الخدمة متوقفة
مستشفى شرق النيل: تم إخلاء المستشفى
مستشفيات مهددة بالإغلاق:
• مستشفى مدينة البراحة الطبية: حاجة لكوادر طبية
• المستشفى الدولي: حاجة لاختصاصي جراحة وتخدير وكوادر طبية
• مستشفى الشهداء: حاجة لكوادر طبية وإمدادات طبية
• مستشفى بشاير التخصصي (شرق النيل): خدمة متوفرة
• مستشفى البان جديد (شرق النيل): خدمة متوفرة
ثالثا: مدينة أم درمان:
• مستشفى الأربعين: الخدمة متوقفة
• مستشفى تقى: الخدمة متوقفة
• مستشفى الوداد التخصصي: الخدمة متوقفة
مستشفيات قد يستقر وضعها التشغيلي بتوفر الاحتياجات العاجلة:
• مستشفى أم درمان التعليمي: توجد حاجة عاجلة لاختصاصيي جراحة واختصاصيي تخدير
• مستشفى النور: توجد حاجة عاجلة لاختصاصيي جراحة واختصاصي تخدير
مستشفيات تقدم خدمة:
• مستشفى وعد: تقدم خدمة كاملة
• مستشفى قطر الندى: تقدم إسعافات أولية
• مستشفى أمبدة النموذجي التعليمي: يعاني من نقص كبير في الاطقم الطبية
• مستشفى آسيا: تقدم خدمة كاملة
• مستشفى الحكيم: تقدم خدمة كاملة
رابعاً: الولايات
مستشفيات خارج الخدمة:
• مستشفى الضمان التخصصي (مدينة الأبيض): تم اقتحامه - الخدمة متوقفة
• مستشفى الجنينة التعليمي: الخدمة متوقفة
• مستشفى الضمان الاجتماعي (مروي): الخدمة متوقفة
مستشفيات تقدم الخدمة
• مستشفى كريمة التعليمي (مروي): -تخطى السعة الاستيعابية مع نقص حاد في الكوادر الطبية وانقطاع المياه والمواد غذائية وبحاجة ماسة للمعينات الطبية والأدوية المنقذة للحياة
• مستشفى الفاشر: يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية وانقطاع المياه والمواد غذائية
• مستشفى مروي العسكري: يقدم خدمة
• مستشفى نيالا: يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية وانقطاع المياه والمواد غذائية
• مستشفى الأبيض: يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية وانقطاع المياه والمواد غذائية وبحاجة ماسة لوقود المولدات الكهربائية وللمعينات الطبية والأدوية