وزارة البيئة توقع بروتوكول تعاون لدعم الصناعة الخضراء
شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والسيد وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الإقتصادية لقناة السويس، مراسم توقيع الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والدكتور إبراهيم عبد الخالق نائب رئيس الهيئة، على بروتوكول تعاون بين وزارة البيئة مُمثلة في برنامج التحكم في التلوث الصناعي والصناعة الخضراء المُستدامة بجهاز شئون البيئة، والهيئة العامة للمنطقة الإقتصادية لقناة السويس، وذلك لتحقيق التعاون المُشترك في مجال دعم وتنمية الصناعة المصرية بمُختلف قطاعاتها الواقعة في نطاق الهيئة، وذلك بحضور عدد من قيادات وزارة البيئة والهيئة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن البروتوكول يهدف إلى التعاون في مجال دعم وتنمية الصناعة المصرية بمختلف قطاعاتها الواقعة في نطاق الهيئة العامة من خلال تسهيل حصول الشركات الصناعية العاملة داخل المنطقة على التمويل من خلال برامج التحكم في التلوث الصناعي والصناعة الخضراء المُستدامة بوزارة البيئة، بالإضافة إلى دعوة المُجتمع الصناعي بالمنطقة لتعريفه بالإقتصاد الدوار والإقتصاد الأخضر والمشروعات الخاصة بهذا الموضوع من خلال المؤتمرات وورش العمل التي سيتم تنظيمها من خلال التعاون المشترك.
وأضافت وزيرة البيئة، أن البروتوكول يسعى إلى مساعدة الصناعة على تحسين الأداء وخفض إستهلاك الطاقة والموارد والوصول إلى تحقيق التوافق مع القوانين واللوائح البيئية الوطنية والمعايير البيئية الدولية، وزيادة الوعي بمردود خفض التكاليف والإستفادة بالمزايا التنافسية الناشئة عن إعتماد نهج مُستدام بيئياً بهدف تحقيق نمو إقتصادي ملموس وضمان تطبيق وترسيخ مفهوم الإقتصاد الأخضر.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن الوزارة ستقوم بموجب البروتوكول بتقديم الدعم لإعداد الإطار العام لإستراتيجية التنمية المُستدامة للهيئة الإقتصادية بالمنطقة، وكذلك إعداد إستراتيجية التنمية المُستدامة للشركات الصناعية التي سيتم دعمها بالمنطقة، بالإضافة إلى دعم بناء القدرات وتنمية مهارات المُختصين بالهيئة والشركات الصناعية بالمنطقة في مجالات الإستهلاك والإنتاج المُستدام, وحساب البصمة الكربونية للمُنتجات.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى الدعم الكبير الذي قدمته الوزارة في مجال الصناعة والإستثمار على مدار أكثر من عشرون عاماً من خلال برامجها التي تقدم الدعم الفني والمالي للمنشآت الصناعية والمستثمرين في كافة أنحاء مصر، وكافة القطاعات الصناعية الكبيرة منها والصغيرة والمتوسطة، بداية من تمويل مشروعات منع التلوث والتوافق مع القوانين البيئية الحاكمة في مجال الصرف الصناعي والهواء وبيئة العمل، وحتى مشروعات كفاءة إستخدام الموارد و الطاقة، وخاصة بالمنشآت كثيفة الإستخدام، وكذلك توفير أحدث التكنولوجيات في التصنيع الأخضر والمشروعات ذات الصلة بغازات الإحتباس الحراري.
وأكدت وزيرة البيئة، على سعى الوزارة الدائم لتكوين شراكات مع الهيئات والمؤسسات المُختلفة لدعم التنمية الإقتصادية والإستثمار على أرض مصر للوصول لعدد أكبر من المُنشآت الصناعية والإستثمارية التي ترغب في الحصول على الدعم، وكذلك العمل كمنظومة مُتكاملة بين الوزارة وهذه الهيئات.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن هذا البروتوكول يعد خطوة هامة لدعم الإستثمار في الدولة المصرية، مُشيرةً إلى وحدة الإستثمار البيئي والمناخي التي أطلقتها وزارة البيئة الشهر الماضي والتي تشجع الإستثمار وتسعى إلى جذب المستثمرين على أرض مصر ، مضيفةً أن البروتوكول يأتي في وقت هام أعلن فيه الإتحاد الأوروبي عن معايير جديدة في مجال الصناعة تتضمن الإهتمام بدورة حياة المنتج، مدى تأثير العملية الإنتاجية على التغير المناخي وكذلك تأثيراتها على البيئة المحيطة والعمالة.
وأشارت وزيرة البيئة، أن الوزارة تسعى في إطار تعاونها مع الهيئة بإنشاء نظام لتداول وحدات خفض الإنبعاثات الكربونية وهذا يحتاج دراسة ، نظرا لإختلاف المستجدات على المستوى الدولي، وأول نشاط سيتم تنفيذه بطرح شروط تعاقدية لخارطة طريق لنظام خفض الإنبعاثات الكربونية في الهيئة الإقتصادية لقناة السويس وهو ما سيكون نقله للهيئة في مجال الإقتصاد الأخضر الفترة القادمة.
وينص البروتوكول على قيام جهاز شئون البيئة بتنظيم مؤتمر لتعريف المُجتمع الصناعي بالمنطقة بالإقتصاد الدوار والإقتصاد الأخضر والتحكم في التلوث الصناعي وكيفية التوافق مع التشريعات والقوانين البيئية وذلك بالتعاون والتنسيق مع الهيئة، وتنظيم الندوات التعريفية على المستوي القطاعي لتعريف المجتمع الصناعي بالمنطقة بكيفية الإستفادة من مُبادرات وخدمات البرنامج، وتوعية مسئولي تنمية الأعمال بالهيئة بمعايير الإشتراك في البرامج، وأيضاً مساعدة الشركات العاملة بالمنطقة المؤهلة والمُستوفية الإشتراطات في الإستفادة من الدعم الفني، المنح أو التمويل المتاح من خلال البرنامج في مجال تحسين الأداء وخفض إستهلاك الطاقة والموارد والوصول إلى تحقيق التوافق مع القوانين واللوائح البيئية.
كما يقوم برنامج التحكم في التلوث الصناعي بتقديم الدعم الفني اللازم في مجالات دعم جهود الهيئة الاقتصادية في تحديد المعايير المعمول بها دولياً لإستهلاكات الوقود والمياه للوحدة الإنتاجية طبقاً لطبيعة الأنشطة الصناعية وذلك لتحقيق كفاءة إستخدام المياه والكهرباء وخفض أحمال التلوث البيئي، وإعداد دراسات الجدوى البيئية الخاصة بالمشروعات التي يتم تمويلها من خلال البرنامج، وتقديم الدعم الفني فيما يخص مُستندات الطرح والعقود مع الموردين للمشروعات التي يتم تمويلها من خلال البرامج وأيضاً المعاونة في دورات تدريبية لبناء القدرات وتنمية مهارات المُختصين بالهيئة الإقتصادية والشركات الصناعية بالمنطقة في مجالات الإنتاج الأنظف والإستهلاك والإنتاج المُستدام وخفض البصمة الكربونية للمُنتجات.
وتلتزم الهيئة وفقاً لبنود الرروتوكول بالتنسيق لتسهيل عملية التواصل بين مُبادرات ومشروعات جهاز شئون البيئة وبين الشركات العاملة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأيضاً تحديد المُنشآت التي يمكن تمويلها من برنامج مكافحة التلوث الصناعي وتلك الخاصة بالتحول نحو الإقتصاد الأخضر أو التي تحتاج توفيق أوضاعها البيئية، كما تقوم الهيئة بالتنسيق بين إدارة البرنامج والمطورين والمُستثمرين العاملين بالمنطقة بشأن عرض مجالات عمل البرنامج، و الفرص التمويلية المتاحة ( قروض/ منح) ، والمجالات الصناعية ذات الأولوية، وإشتراطات الحصول على الدعم من البرنامج، بالإضافة إلى توفير المعلومات والبيانات والخرائط اللازمة والداعمة لما سوف يقوم بتنفيذه البرنامج من مشروعات بالمُنشآت الصناعية التابعة للهيئة.
ومن ناحية أخرى شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة توقيع ثلاث اتفاقيات تمويل بين جهاز شئون البيئة، ورؤساء مجالس إدارات 3 شركات وهم " سيمادكو، وشركة فليكس فيلميز، وشركة هوتماكي ايجيبت" وذلك في مجال دعم المنشآت الصناعية والاستثمارية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر من خلال برنامج التحكم في التلوث الصناعي المرحلة الثالثة (EPAP ) ، حيث قام بالتوقيع المهندس حسام عز الدين مدير البرنامج ، والمهندس حمدي جابر -رئيس مجلس إدارة شركة سيمادكو، والسيد سانجاي تيكو - رئيس مجلس ادارة شركة فليكس بى فيلميز، المهندس نادر نبيل- العضو المنتدب لشركة هوتماكى إيجيبت، وبحضور عدد من قيادات الوزارة والشركات.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مشروع التحكم فى التلوث الصناعي يُعد أحد مشروعات الوزارة التي تطرقت لدعم قطاع الصناعة، حيث يوفر المشروع دعم مالي وفني للمشروعات الصناعية سواء لدعم التوافق البيئي أو لتطبيق نظم كفاءة الطاقة وتعظيم كفاءة استخدام الموارد بالمشروعات المتوافقة ،بما يتوافق مع القوانين البيئية، كما نجح البرنامج فى وضع نظام معتمد بالسوق المحلى لتمويل مشروعات الحد من التلوث الصناعي، لخفض أحمال التلوث وتحسين الأوضاع البيئية وبيئة العمل، حيث ينفذ البرنامج العديد من المشروعات البيئية في شركات كبرى.
ويتمثل المشروع الخاص بشركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية (سيمادكو) بمحافظة السويس في " إنشاء محطة مياه للصرف الصناعي " بتكلفة إجمالية قدرها 13,56 مليون يورو، وقد تم تمويل 11,8 مليون يورو من برنامج التحكم في التلوث الصناعي - المرحلة الثالثة، حيث كانت المُشكلة البيئية للشركة تتمثل في أن مياه الصرف الصناعي للشركة تحتوى على مؤشرات تلوث مرتفعة ناتجة من العمليات الإنتاجية المُختلفة وخاصة قيمة تركيز الآمونيا والنيتروجين الكلى والجسيمات الذائبة الكلية وتقوم الشركة بصرف مياه الصرف النهائي مباشرة على البحر الأحمر.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن الفوائد البيئية للمشروع تتضمن تحسين نوعية مياه الصرف من خلال خفض نسب الأمونيا والنترات والأملاح الذائبة المنصرفة إلي البحر الأحمر ،وتقليل أحمال التلوث الناتج عن العملية الصناعية وإعادة إستخدام مياه الصرف الصناعي، بالإضافة إلى تحقيق التوافق التام مع قانون رقم 4 لسنة1994 والمعدل بقانون 9 لسنة 2009، والخاص بالصرف على البحار والمُسطحات المائية المالحة، وجاري توريد وتركيب المحطة ومن المتوقع التشغيل في الربع الأخير من العام الجاري.
وفيما يتعلق بالمشروع الخاص بشركة فيليكس بي فيلميز، فيتمثل في " إنشاء خط تدوير مخلفات PET " وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 16,05 مليون يورو وتم تمويل 7 مليون يورو من برنامج التحكم في التلوث الصناعي - المرحلة الثالثة، ويهدف المشروع إلى إعادة تدوير نفايات العبوات البلاستيكية، حيث يتمتع المشروع بفائدة بيئية مزدوجة، وهي الحد من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون غير المباشرة التي ستقلل من البصمة الكربونية للشركة وكذلك تقليل النفايات البلاستيكية الضارة بيئيًا، وجاري توريد المعدات ومن المتوقع التشغيل في الربع الثالث من العام الجاري.
كما يتمثل المشروع الخاص بشركة هوتاماكي إيجيبت في " وحدة إسترجاع المذيبات " Ethyl acetate "، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 3.59 مليون يورو وتم تمويل 2.84 مليون يورو من برنامج التحكم في التلوث الصناعي - المرحلة الثالثة وتشمل الفوائد البيئية للمشروع إعادة إستخدام مادة الإسايل أسيتات " Ethyl acetate، في العملية الصناعية بنسبة 95%، وبالتالي ترشيد إستهلاك الموارد، والإستغلال الأمثل لمُخلفات المُذيبات بدلاً من تسربها إلي البيئة المُحيطة، وتحسين بيئة العمل وحماية صحة العاملين، وجاري أعمال تجارب التشغيل والتسليم النهائي للمشروع.