جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 01:02 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

علي جمعة يوضح الفرق بين الزكاة والصدقة

علي جمعة
علي جمعة

يختلط على البعض الفرق بين الزكاة والصدقة، ويتساءلون متى تجب الزكاة ومتى تجوز الصدقة، وعلى من تكون كل منهما؟ كلها أسئلة حسمتها دار الإفتاء لتوضح أوجه التفرقة بين الزكاة والصدقة خاصة في شهر رمضان.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنّ الزكاة نسبة محددة من المال وتجب في أوقات معينة بشروط معينة، ويجب إخراجها للمسلم، أما الصدقة فليس لها شروط فيها ويجوز إخراجها للمسلم وغير المسلم ولا تستلزم وقتًا معين.

وأوضح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، الفرق بين مصارف الزكاة ومصارف الصدقات، ويلزم التفريقُ بين الصدقات وبين أموال الزكاة؛ لأن بينهما فرقًا مِن جهات عدة.

وأشار إلى أنّ مصرف الصدقة أعم من مصرف الزكاة؛ فمصرف الزكاة خاص بالمسلمين فقط دون غيرهم؛ وهذا مأخوذ من نص الحديث: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» الذي أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، كما أنه خاص بمصارف ثمانية مخصوصة نَصَّت عليها سورة التوبة في الآية الستين، وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

وأوضح أنّ هذا معناه أنّ الصدقة يمكن أن تكون للمصارف الثمانية المذكورة ولغيرهم، ويمكن أن تكون للمسلمين ولغيرهم؛ فهي لهذا المعنى أعمُّ من الزكاة.

ولفت إلى أنّ الزكاة تكون للإنسان قبل البنيان وللساجد قبل المساجد؛ أي إن الأصل في الزكاة كفاية الفقراء والمحتاجين وإقامة حياتهم ومعاشهم؛ ولذلك خصهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالذكر في حديث إرسال معاذ رضي الله عنه إلى اليمن السابق ذكرُه، وقد اشترط جمهور الفقهاء فيها التمليك؛ فأوجبوا تمليكها للفقير أو المسكين حتى ينفقها في حاجته التي هو أدرى بها من غيره، وهذا لا يوجد في بناء المساجد أو المجمعات الخِدمية؛ ولذلك فالأصل في بنائها أن يكون من الصدقات والتبرعات لا من الزكاة.