هل مداعبة الزوجة تبطل الصيام؟
هل مداعبة الزوجة في نهار رمضان تبطل الصوم؟، سؤال يشغل البعض أثناء الصيام، وأكد العلماء أنه لا يجوز للصائم مداعبة زوجته في نهار رمضان، خاصة وإذا كان يعلم أن هذه المداعبة سيترتب عليها الإنزال.
وأوضح أهل العلم أن مجرد المداعبة من غير إنزال، لا تفسد الصيام، لكن من أنزل فسد صومه، وعليه التوبة، والقضاء، وذهب المالكية إلى أن عليه مع ذلك الكفارة.
حكم تقبيل ومداعبة الزوجة في نهار رمضان
قال الدكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إنه يجوز للرجل مداعبة وتقبيل زوجته خلال نهار رمضان بشرط أن لا يصل الأمر للعلاقة الكاملة، ومن الأولى عدم المداعبة لعدم الوصول لذلك.
وحذر «غنايم»، خلال لقاء تلفزيوني مسجل له من حرمة الجماع في نهار رمضان، مشددا على أن كفارته صيام 60 يوما متتالية أو إطعام 60 مسكينا.
حكم تقبيل ومداعبة الزوجة أثناء الصيام
من جانبها قالت دار الإفتاء : إن تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروه للصائم عند جمهور الفقهاء؛ لما قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حراما إن غلب على ظنه أنه ينزل بها، ولا يكره التقبيل إن كان بغير قصد اللذة كقصد الرحمة أو الوداع إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه.
واستشهدت الإفتاء فى إجابتها عن سؤال «ما حكم تقبيل الزوجة أثناء الصوم؟» بحديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه» متفق عليه.
وتابعت: وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ، فَنَهَاهُ. فَإِذَا الَّذِي رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ وَالَّذِي نَهَاهُ شَابٌّ». رواه أبو داود.
سبب منع الجماع أثناء الصيام
ويرجع سبب تحريم الجِماع في نهار رمضان، واعتباره من المُفطرات إلى أنّ المقصود من عبادة الصيام كفّ النفس عمّا اعتادت عليه من الشهوات، كالأكل، والشُّرب، لا سيّما أنّ الراحة والانغماس في الشهوات أمر يزيد من وساس الشيطان، ويُضعف العزيمة على العبادات والعمل، والجماع من نِعَم البَدَن، مثله في ذلك مَثلُ الأكل والشُّرب؛ ولذلك حرّمه الله -تعالى- في نهار رمضان، وجعله من المُفطرات، بل رتّب على من أفسد صومه بالجماع كفّارةً مغلّظة.
وبيّن أهل العلم أنّ مَن جامع زوجته في نهار رمضان ترتّب عليه الإثم، وبطل صيامه، ووجب عليه إمساك ما تبقّى من النهار؛ إذ إنّ كلّ مَن أفسد صيامه في نهار رمضان بغير عُذرٍ شرعيٍّ، وجب عليه إمساك بقيّة اليوم، بالإضافة إلى وجوب قضاء ذلك اليوم، والكفّارة.
ومن الجدير بالذِّكر أنّ كفّارة الجماع في نهار رمضان من أغلظ الكفّارات؛ وهي تكون بعتق رقبةٍ، فإن لم يجد، فصيام شهرَين مُتتابعَين، فإن لم يستطع، فإطعام ستّين مسكيناً، أمّا إن كان الصيام نافلةً وأفطر المُكلَّف بالجماع، فلا يترتّب عليه شيءٌ، وقد بيّن أهل العلم حُكم مَن جامع زوجته في نهار رمضان ناسياً؛ فقالوا بعدم بطلان صيامه؛ قياساً على حكم مَن أَكل أو شَرِب ناسياً، ورفع المؤاخذة عنه، وإنْ كان هذا مستبعدَ الوقوع في صيام الفريضة، خصوصاً أنّه فعل مشترك بين الزوجين.