جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 12:10 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سلاح الرعب الرهيب .. القنبلة النووية التكتيكية

تعبيرية
تعبيرية

تهديد من نوع خاص، شكل أحد أبرز النتائج السوداء للحرب الروسية الأوكرانية، ويرتبط بتزايد الحديث عن الأسلحة النووية التكتيكية.

بين الحين والآخر تُصعد روسيا وكوريا الشمالية من "لهجتها النووية" لكن دون الحديث عن القنابل النووية مفهومها التقليدي، بل بـ"القنبلة النووية التكتيكية".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، السبت، عن اتفاق مع بيلاروسيا لنشر أسلحة تكتيكية بما لا يتعارض مع اتفاقيات عدم الانتشار.

وتنص معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي وقعها الاتحاد السوفياتي، على أنه لا يمكن لأي قوة نووية نقل أسلحة أو تكنولوجيا نووية إلى قوة غير نووية، لكنها تسمح بنشر الأسلحة خارج حدودها ولكن تحت سيطرتها، كما هو الحال مع الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا.

تُعرف الأسلحة النووية التكتيكية أحيانًا باسم "الأسلحة النووية الصغيرة"، وعلى الرغم من أنها تسبب أيضا خسائر مدمرة، وهي مصممة لضربات محدودة ضد أهداف محددة قريبة نسبيا، مثل مراكز القيادة بدلاً من تدمير المدن من بعيد.

ويمكن أن تتراوح القوة التفجيرية للأسلحة النووية التكتيكية من أقل من كيلو طن واحد إلى حوالي 100 كيلوطن، في حين أن الأسلحة النووية القديمة يمكن أن تصل إلى ألف كيلوطن. ويستخدم الكليوطن لقياس مقدار قوة القنبلة النووية.

كانت القنابل التي دمرت هيروشيما وناغازاكي في عام 1945 تتراوح بين 12 و21 كيلوطن، حيث كان وزن القنبلة التي أُسقطت على هيروشيما 9700 رطل وقنبلة زنة 10800 رطل سوت ناغازاكي.

على سبيل المثال، خلال الحرب الباردة، طور الاتحاد السوفياتي أجهزة صغيرة بما يكفي لتناسب حاوية بحجم حقيبة السفر، وفقا لما ذكره موقع cbsnews.

لم تستخدم أي دولة من قبل سلاحا نوويا تكتيكيا في القتال، لكن كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي طورتها في وقت مبكر خلال الحرب الباردة كوسيلة للردع.

كان لدى حلفاء الناتو هذه الأسلحة في أوروبا كجزء من استراتيجية "الرد المرن" ولإرسال رسالة للاتحاد السوفياتي وحلفائه بأن أي صراع، حتى لو كان بأسلحة تقليدية، يمكن أن يكون له عواقب نووية.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، بذلت الولايات المتحدة جهودا هائلة لإعادة الأسلحة النووية السوفياتية المتمركزة في بيلاروسيا وأوكرانيا وكازاخستان إلى روسيا، التي ورثت الترسانة النووية للاتحاد السوفياتي.

منذ إعادة الأسلحة في أوائل التسعينيات، لم تعلن روسيا عن أي نشر للأسلحة النووية خارج حدودها.

من المعروف أن ضحايا القنبلة النووية القديمة يقدرون بأعداد كبيرة جدا، ويتم الاستعانة بنموذج هيروشيما، حيث تشير التقديرات فيه إلى أن أكثر من 70 ألف شخص لقوا حتفهم على الفور عندما قصفتها الولايات المتحدة.

وتوفي آلاف آخرون في وقت لاحق بسبب التسمم من الإشعاع.

لكن الأسلحة النووية التكتيكية، حسب التصميم، على نفس القدر من التداعيات الإشعاعية، حيث يتم استخدامها ضد هدف محدد.

وفي تقدير لآثار الضربات النووية، فإنه إذا تم استخدام (Davy Crockett)، باعتباره أصغر سلاح أمريكي تم إنتاجه على الإطلاق في حي بواشنطن العاصمة فسيقتل 3270 شخصا ويصاب 3620.

أما الأسلحة النووية التكتيكية الأخرى الأكبر حجماً فستؤدي إلى عدد قتلى أكبر ودمارا أكثر.

تقدر أحدث تقديرات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا لديها ما يصل إلى 2000 سلاح نووي تكتيكي في مخزونها. من ناحية أخرى تمتلك الولايات المتحدة أكثر بقليل من 200.

قررت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى منذ عقود تقليص مخزونها التكتيكي من الأسلحة النووية لأنها تعتقد أن هناك أساليب ردع أكثر كفاءة، وبسبب خطر وقوع الأسلحة الصغيرة المحمولة في الأيدي الخطأ مثل الإرهابيين.

يمكن لروسيا أن تشن هجوما فوق بحر البلطيق أو البحر الأسود كتكتيك تخويفي ليس لضرب الجيش الأوكراني أو البنية التحتية، ولكن لإثبات قدرتها على استخدام الأسلحة النووية.

كما يمكن لموسكو توجيه ضربة ضد البنية التحتية الأوكرانية، مثل قاعدة عسكرية أوكرانية، ونشر سلاح نووي تكتيكي براً أو جواً أو بحراً باستخدام صواريخ تحمل عادة متفجرات تقليدية.

ويمكن إطلاق هذه الرؤوس الحربية عبر مجموعة متنوعة من الصواريخ والطوربيدات وقنابل الجاذبية من القوات البحرية أو الجوية أو البرية.

لكن نصف الأسلحة النووية الأمريكية التكتيكية موجودة في أوروبا، وتم نشر هذه القنابل في ست قواعد جوية في جميع أنحاء إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا.

الرئيس هو صانع القرار النهائي عندما يتعلق الأمر باستخدام الأسلحة النووية الروسية، الاستراتيجية وغير الاستراتيجية، وفقا للعقيدة النووية الروسية.

وعندما انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 كان لدى روسيا حوالي 22000 قنبلة نووية بشكل عام، بينما كان لدى الولايات المتحدة حوالي 11500، وقد تم تفكيك معظم هذه الأسلحة أو في انتظار تفكيكها.

يتم تخزين تلك الباقية فيما لا يقل عن 30 قاعدة عسكرية وصوامع تحت سيطرة وزارة الدفاع الروسية.