الدفاع الصينية تنفي سرقة اسرار عسكرية أمريكية
نفت وزارة الدفاع الصينية تقارير أمريكية تحدثت عن سرقة اسرار عسكرية. وكانت بكين في مرمى اتهامات الولايات المتحدة، وهذه المرة بسرقة أسرار عسكرية حساسة، مكنتها من إنتاج طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، استنسخت فيها التكنولوجيا الأمريكية.
موقع شبكة فوكس نيوز نقل عن خبراء أمريكيين قولهم: إن بكين بذلك أي السرقة تستطيع الحفاظ على تحدي السرعة للجيش الأمريكي، الذي يضمن التفوق العسكري للولايات المتحدة، إذا لم يبذل مزيد من الجهد لحماية المعلومات الحساسة.
وقال القائم بأعمال وكيل وزارة الدفاع السابق جيمس أندرسون للشبكة الأمريكية: ما نعرفه أنه بسبب جهود التجسس، فإن مقاتلات J-20 الصينية أكثر تقدماً مما كانت ستبدو عليه في أي حالة أخرى، وهذه هي النقطة المهمة.
وأوضح أندرسون أن الصين تستخدم مجموعة من تقنيات التجسس تتراوح بين الاستخدام القديم ومنخفض التقنية للجواسيس، والرشوة، بهدف تجنيد مقاولين أميركيين وأكاديميين جامعيين وموظفين حكوميين، بالإضافة إلى أساليب أكثر تقدماً مثل النشاط السيبراني للحصول على بيانات رئيسية عن الأنظمة العسكرية.
وقال إن لسوء الحظ حقق الصينيون بعض النجاح"، لافتاَ إلى أنهم أمضوا "أكثر من عقد من الزمان في تتبع برنامج المقاتلات الشبحية الأميركية متعددة المهام مراراً وتكراراً، واستغلوا ذلك في تصميم وبناء مقاتلتهم (J-20). وأضاف أن هذا يوفر الوقت والمال الصينيين.
وفي الواقع، ينتهي بنا الأمر بدعم جزء من ميزانية البحث والتطوير الخاصة بهم لأنهم يسرقون بنجاح بعض أسرارنا.
وفي نهاية المطاف، يُعرّض هذا رجالنا ونسائنا لخطر أكبر في ساحة المعركة. و قال الزميل البارز في برنامج الصين بمعهد دراسة الحرب مات ماكينيس لـ "فوكس نيوز" إن خط الأساس الصيني لما قدمه لهم الروس وما تمكنوا من سرقته منا ومن المصنعين الأوروبيين، قرّب الفجوة بيننا وبينهم في تكنولوجيا المحركات النفاثة، لما يتراوح بين 10 أعوام و15 عاماً فقط، بينما كانوا أكثر تأخراً عنا لما يتراوح بين 20 و30 عامًا".
ونقلت "فوكس نيوز" عن ماكينيس قوله: "كشخص يراقب الصين، كانت المزحة دائماً هي: هل يتمكن الصينيون من إنتاج محركهم النفاث الخاص؟"، مؤكدًا أن الصين كانت تركز على تكنولوجيا المحركات النفاثة أكثر من أي شيء آخر طوال عقود، لمواكبة تطور الأسلحة الأمريكية والغربية، مشيرًا إلى أنهم تمكنوا ببطء من أن يصبحوا أكثر استقلالًا في إنتاج محركات نفاثة لطائراتهم الأكثر تقدماً.
وذكرت "فوكس نيوز" في تقرير أن الصين بدأت رحلتها في تطوير مقاتلة J-20 عام 2008، ضمن خطة لتصميم مقاتلة جديدة، يمكنها منافسة تلك الموجودة في أمريكا.
وأشار التقرير إلى أن الطائرة بدأت رحلتها الأولى عام 2011، ودخلت خدمة الجيش الصيني عام 2017، لكن قبل ذلك بعامين تحديدًا عام 2015، بدأت تقارير تكنولوجيا الطائرة وأوجه التشابه بينها وبين الطائرات المقاتلة الأمريكية، واستشهدت "فوكس نيوز" بتقرير لوكالة أسوشيتيد برس، ذكر فيه أن "بعض تقنيات الطائرة الصينية، على الأغلب جاءت من الولايات المتحدة".
"فوكس نيوز" قالت إن جيش التحرير الشعبي، بامتلاكه تلك المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس، وهي الشبيهة بالمقاتلة الأمريكية F-22، تمكن من تقليل الهوة وسد الفجوة، التي كان من الصعب تجاوزها بينه وبين نظيره الأمريكي، من حيث التكنولوجيا العسكرية، بينما أرجع تقرير "فوكس نيوز" ذلك لاستمرار بكين في سرقة الملكية الفكرية.
وأرجع التقرير هذا التركيز الأمريكي المتزايد على التكنولوجيا العسكرية الصينية، إلى تزايد التوترات بين البلدين، واستمرار المسؤولين في مناقشة غزو محتمل لتايوان، الذي قد يشمل ردًا عسكريًا من واشنطن.
الزميل في برنامج الصين مات ماكينيس، أشار لـ"فوكس نيوز" إلى قضية عام 2022 المرتبطة بيانجون شو، الجاسوس الصيني الذي أُدين بمحاولة سرقة أسرار تجارية من عديد شركات الطيران والفضاء الأمريكية، بما في ذلك سرقة تقنية مروحة محرك الطائرات، قائلًا: "ظل الدافع إلى فهم المحركات النفاثة الأكثر تطوراً في الغرب، قوة دافعة مهمة للتجسس الصيني".
وأردف ماكينيس:"ما زلنا ننظر إلى ما تحاول الصين القيام به بالتكنولوجيا والتجسس"، مضيفاً أن الصين "لا تزال -على الأرجح- أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي".
واتُهم بيانجون شو من مدعين أمريكيين- بتجنيد خبراء من شركات مثل جنرال إلكتريك للطيران في ولاية أوهايو الأمريكية.
وأشار ماكينيس إلى أن بكين دأبت على تطوير قواتها الجوية، من خلال تجنيد طيارين بريطانيين سابقين، لتقديم المشورة وتدريب طياريها.