جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 06:29 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ذكرى ميلاد عادل أدهم.. محطات بحياة ”برنس السينما الشرير”

فنان صاحب كاريزما مختلفة في السينما المصرية تعلم الرقص ولكنه لم يشتهر كراقص حيث اشتهر في أدوار الشر الذي قدمها ببراعة في العديد من الأعمال السينمائية التي شارك في بطولتها.

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل عادل أدهم الذي ولد في ٨ مارس عام ١٩٢٨ بحى الجمرك البحري بالإسكندرية، وكان والده موظفا كبيرا بالحكومة ووالدته تركية الأصل، وقد ورثت عن أبيها شاليهين في سيدي بشر وانتقلت الأسرة للإقامة هناك وكان عادل مازال في المدرسة الابتدائية وكان يمارس رياضة ألعاب القوى ثم اختار رياضة الجمباز وكان متفوقا فيها بين زملائه، ومارس أيضا رياضة الملاكمة والمصارعة والسباحة ولقد ذاع صيته في الإسكندرية وأطلق عليه لقب "البرنس".

ترك الرياضة واتجه إلى التمثيل وشاهده الراحل أنور وجدي وقال له "أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة"، ثم اتجه إلى الرقص وبدأ يتعلم الرقص مع الفنان علي رضا.

بدايته في السينما كانت في عام ١٩٤٥ في فيلم ليلى بنت الفقراء، حيث ظهر في دور صغير جدا كراقص، ثم كان ظهوره الثاني في مشهد صغير في فيلم "البيت الكبير"، ثم عمل كراقص أيضا في فيلم "ماكانش عالبال" عام ١٩٥٠، ثم ابتعد عن السينما واشتغل في سوق بورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية.

وبعد التأميم ترك أدهم سوق البورصة وفكّر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف على المخرج أحمد ضياء حيث قدّمه في فيلم "هل أنا مجنونة؟" في عام ١٩٦٤، ثم قدُم العديد من الأدوار التي تميزت بخفة الظل، ومنها دوره في "أخطر رجل في العالم"، "العائلة الكريمة"، ومع إيمان المخرجين بموهبته بدأوا يمنحونه أدواراً أكثر صعوبة دارت معظمها في إطار اللص أو الشرير.

شارك عادل أدهم في بطولة العديد من الأفلام، ومن أهمها: فيلم «الجاسوس» عام 1964، وفيلم «جناب السفير» عام 1966، وفيلمي «أخطر رجل في العالم» و«السمان والخريف» عام 1967، وفيلمي «ثرثرة فوق النيل» و«القتلة» عام 1971، وفيلم «المذنبون» عام 1975، وفيلم «طائر الليل الحزين» عام 1977، وفيلم «الشيطان يعظ» عام 1981، وأفلام «الراقصة والطبال» و«الفرن» و«المجهول» عام 1984، وفيلم «سوبر ماركت» عام 1990، وكان آخر فيلم قدمه هو فيلم «علاقات مشبوهة» عام 1996.

حصل الفنان عادل أدهم على عدة جوائز ومنها من الهيئة العامة للسينما، ومن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وكذلك من الجمعية المصرية لفن السينما.

وفي عام ١٩٨٥ حصل على جائزة في مهرجان الفيلم العربي بلوس أنجلوس في أمريكا، وكرم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام ١٩٩٤، والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية عام ١٩٩٦.

أطلق عليه لقب «برنس السينما المصرية» حيث أبدع في جميع أدواره التي جسدها وكان أبرع أدواره في فيلم "المجهول" مع الفنان الكبيرة الراحلة سناء جميل.

تعرض الفنان الراحل لصدمة كبيرة في حياته حيث تعرف في بداية حياتن على فتاه يونانية تدعى "ديمترا" كانت قد جاءت لمصر في زيارة لإحدى صديقاتها ونشأت بينهما قصة حب قوية ورغم اختلاف أهلها معها بشأن الزواج منه إلا أنها تمسكت به للنهاية حتى تزوجت منه وعاشت معه في مصر.

ولكن حب ديمترا لعادل أدهم جعلها تتحمل عصبيته وضربه وإهانتها له وتصبر عليه حتى يغير بعض الطباع والصفات في شخصيته، وفى إحدى المرات أخبرته بأنها مريضة وتحتاجه بجانبها ولكنه لم يهتم بها، وكانت وقتها حامل في ابنه الوحيد فأهملها، وحينما استيقظ من النوم لم يجدها في منزله فتوقع أنها ذهبت لشراء شيء ما وأنها ستعود ولكنها لم تظهر بعدها حتى فوجئ باتصال من صديقتها وطلبت منه الا يبحث عن زوجته لانها سافرت إلى اليونان ولن تعود

سافر عادل أدهم إلى اليونان بحثاً عنها ولكن عائلتها لم تدله على مكانها، فعاد إلى مصر وانغمس في شغله محاولا نسيانها.

وتزوج عادل أدهم من فتاة تصغره في العمر، لكنه حاول هذه المرة أن يصلح من نفسه وكان يعاملها بكل ود وتقدير، وبعد مرور 25 عام قابل عادل أدهم صديقة زوجته الأولى ديمترا وأخبرته أنها تزوجت وأنها تعيش مع زوجها في اليونان، وأن لديه منها ابن يشبهه كثيراً وسافر عادل إلى اليونان لكي يرى ابنه، وتوقع أن ديمترا سترفض مقابلته لكنه فوجئ بترحيبه هي وزوجها، وأعطته عنوان ابنه ليذهب لرويته ولكن الشاب أخبره أنه لا يعرف سوى أب واحد وهو زوج أمه الذي قام بتربيته وأحسن معاملته ومعاملتها.

ووقعت هذه الكلمات كالصاعقة عليه من ابنه الوحيد وعاش عادل أدهم علي هذه الصدمة لمدة سنوات، حتى أصابته نوبة اكتئاب، وكانت آخر رحلاته للعلاج فى باريس بعد إصابته بسرطان العظم.

وتوفي عادل أدهم في 9 فبراير عام ١٩٩٦، عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد رحلة طويلة من النجاح الفني الذي قدمه خلالها أعمال ظلت خالدة إلى الآن.