جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 03:50 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل هناك علاقة بين أسعار الغاز الطبيعي وأسعار النفط الخام؟

هل تساءلت يوماً عن العلاقة بين أسعار الغاز الطبيعي وأسعار النفط الخام؟ إذا كنت كذلك، فهذا الموضوع يثير اهتمام الكثير من الأشخاص والجهات ذات الصلة بالصناعة، يربط هذان الموردان بالوقود علاقة وطيدة تؤثر على قرارات المستثمرين والمشترين حول العالم، لذا تابع قراءتك لتعرف المزيد عن العلاقة بين أسعار النفط الطبيعي وأسعار النفط الخام.

أسعار عقود الغاز الطبيعي

لا يمكن لأي شخص تحديد أسعار عقود الغاز الطبيعي في هذا الوقت بدقة، إذ إنها تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة مثل المعروض والطلب على الغاز الطبيعي، والأحداث الجيوسياسية والاقتصادية في البلدان المنتجة والمستهلكة، والتغيرات في أسعار النفط والفحم والطاقة البديلة، والأحوال الجوية والطقس البارد.

ومع ذلك، يمكن القول بشكل عام أن أسعار عقود الغاز الطبيعي يمكن أن تكون مرتفعة في حالة زيادة الطلب عليه ونقص المعروض، أو إذا تزايدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط أو في بعض دول الإنتاج الكبرى مثل روسيا، وبالمثل إذا تعرضت بعض المصانع للعطل والتوقف عن العمل في فترات الطلب القوية.

وبشكل عام يتم تحديد أسعار عقود الغاز الطبيعي بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك عمر العقد، حجم المعاملات المرتبطة بالعقد، مدة العقد، شروط التسليم، الأسعار الحالية للغاز الطبيعي في السوق، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على العرض والطلب على الغاز الطبيعي.

أسعار عقود النفط الخام

تشير التوقعات إلى أن أسعار عقود النفط الخام لعام 2023 قد تبقى مستقرة ومتوسطة عند حوالي 60 دولاراً للبرميل، وذلك بسبب الاستقرار النسبي في الصناعة وزيادة الإنتاج في بعض الدول المصدرة. ومع ذلك، لا يزال هناك عوامل كثيرة تؤثر على أسعار النفط العالمية، مما يدعو إلى الحذر والتنبه للمستجدات في الصناعة. وعلى الرغم من أن هذه التوقعات تعتمد على المعطيات المتوفرة حالياً، فإن العديد من الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية المتوقعة قد تغير هذه التوقعات في المستقبل.

نوع النسبة بين النفط والغاز

النسبة بين النفط والغاز تختلف باختلاف نوع النفط والغاز وطريقة الاستخراج، والإنتاج، والتكلفة، والتوافر. ومن الجدير بالذكر أن هناك نوعين رئيسيين من النسبة بين النفط والغاز وهي كالآتي:

  • النسبة الحرارية (BTU): هي نسبة القدرة الحرارية للغاز إلى النفط، وتختلف هذه النسبة بشكل كبير باختلاف نوع الغاز والنفط. فعلى سبيل المثال، فإن نسبة القدرة الحرارية للغاز الطبيعي إلى النفط الخام تتراوح عادةً بين 10:1 إلى 20:1، أي أن قدرة حرارية واحدة من الغاز تعادل 10 إلى 20 قدرة حرارية من النفط.
  • النسبة الحجمية: هي نسبة حجم الغاز المستخرج إلى حجم النفط المستخرج، وتختلف هذه النسبة أيضاً باختلاف نوع النفط والغاز. فعلى سبيل المثال، فإن نسبة حجم الغاز الطبيعي المستخرج إلى حجم النفط الخام المستخرج تتراوح عادةً بين 1000:1 إلى 2000:1، أي أن كل وحدة من النفط الخام يتم استخراجها بمقابل حوالي 1000 إلى 2000 وحدة من الغاز الطبيعي.

وتختلف هذه النسب بشكل كبير باختلاف الظروف الجيولوجية والتقنيات المستخدمة في استخراج النفط والغاز، وقد يؤدي تغيير هذه النسب إلى تغيير في اقتصادية استخراج النفط والغاز.

بشكل عام، فإن النسبة بين النفط والغاز تلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج والتصدير والتسويق لكل منهما. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر النسبة الحجمية في قرارات شركات النفط والغاز حول الاستثمار في مشاريع جديدة للبحث عن النفط والغاز، حيث يمكن أن تؤدي النسبة الحجمية العالية إلى تركيز الشركات على استخراج الغاز الطبيعي بدلاً من النفط، بينما يمكن أن تؤدي النسبة الحرارية العالية إلى اهتمام الشركات بالنفط الخفيف الذي يتميز بارتفاع نسبة القدرة الحرارية.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن النسبة بين النفط والغاز قد تؤثر على الأسعار المتداولة في السوق العالمية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في بعض الدول إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بشكل عام، وهذا قد يؤثر على قرارات المستثمرين في هذا القطاع وعلى اقتصاديات الدول المنتجة والمستوردة للنفط والغاز.

مؤشرات أسعار النفط والغاز

هناك العديد من المؤشرات التي تتبع أسعار النفط والغاز، والتي توفر للمستثمرين والمتداولين على حد سواء معلومات قيمة حول حركة الأسعار والاتجاهات المتوقعة في المستقبل. وفيما يلي بعض المؤشرات الأساسية التي تتبع أسعار النفط والغاز:

  • سعر برميل النفط الخام: وهو المؤشر الأساسي الذي يتبعه المتداولون في سوق النفط. يتم تحديده عادة بواسطة سعر برميل النفط الخام الخفيف والحلو، مثل النفط الخام الأمريكي الخفيف الحلو (WTI) والنفط الخام البريطاني الخفيف الحلو (Brent).
  • سعر مليون وحدة حرارية للغاز الطبيعي: وهو المؤشر الأساسي الذي يتبعه المتداولون في سوق الغاز الطبيعي. يتم تحديده عادة بواسطة سعر مليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعي المسال.
  • مؤشر أسعار النفط العالمي (Global Oil Index): وهو مؤشر يتبع أسعار النفط على مستوى العالم، ويتم حسابه بناءً على أسعار النفط في عدة دول مختلفة.
  • مؤشر أسعار الغاز العالمي (Global Gas Index): وهو مؤشر يتبع أسعار الغاز على مستوى العالم، ويتم حسابه بناءً على أسعار الغاز في عدة دول مختلفة.
  • مؤشر أسعار الطاقة العالمي (Global Energy Index): وهو مؤشر يتبع أسعار الطاقة الشاملة، بما في ذلك النفط والغاز والفحم والطاقة المتجددة، ويتم حسابه بناءً على أسعار هذه الطاقة في عدة دول مختلفة.
  • مؤشر تكلفة الإنتاج (Production Cost Index): وهو مؤشر يتبع تكلفة إنتاج النفط والغاز، ويشمل تكاليف الاستكشاف والتنقيب والإنتاج والنقل والتصدير.
  • مؤشر إنتاج النفط والغاز (Production Index): وهو مؤشر يتبع إجمالي إنتاج النفط والغاز على مستوى العالم.
  • مؤشر استهلاك الطاقة (Energy Consumption Index): وهو مؤشر يتبع استهلاك الطاقة على مستوى العالم، ويشمل الطاقة المتجددة وغير المتجددة.
  • مؤشر الطلب العالمي على النفط والغاز (Global Demand Index): وهو مؤشر يتبع الطلب العالمي على النفط والغاز، ويتم حسابه بناءً على معدلات الطلب في عدة دول مختلفة.
  • مؤشرات العرض والطلب في الأسواق المحلية والعالمية (Supply and Demand Indexes): وهي مؤشرات تتبع العرض والطلب على النفط والغاز في الأسواق المحلية والعالمية، وتوفر معلومات حول توازن العرض والطلب والتغيرات المتوقعة في المستقبل.

تتغير قيم هذه المؤشرات باستمرار وتتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والبيئية. لذلك، فإنه من المهم تتبع هذه المؤشرات وفهمها جيداً قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية أو تداولية في سوق النفط والغاز.

هبوط إيرادات روسيا من بيع النفط والغاز

تعتمد إيرادات روسيا بشكل كبير على صادرات النفط والغاز، وقد شهدت هذه الصادرات في السنوات الأخيرة تقلبات عديدة في الأسعار والكميات المصدرة، الأمر الذي أثر على إيرادات الدولة من بيع النفط والغاز.

وشهدت روسيا انخفاضاً حاداً في إيراداتها من صادرات النفط والغاز في الوقت الحالي بسبب تداعيات العقوبات الغربية ضد الصناعة الروسية، مما أثر على إيرادات الدولة وعلى اقتصاد البلاد بشكل عام.