جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:37 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لماذا تنحت جاسيندا أرديرن عن رئاسة وزراء نيوزلندا؟

جاسيندا أرديرن
جاسيندا أرديرن

قررت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا منذ عام 2017 التتنحي عن مهامها، بدلًا من خوض غمار الانتخابات المرتقبة هذا العام.

أرديرن التي تحدثت وهي تبكي قالت: كوني رئيسة للوزراء كان أعظم شرف في حياتي، وأود أن أشكر النيوزيلنديين على الامتياز الهائل لقيادة البلاد على مدى السنوات الخمس والنصف الماضية.

وقالت أرديرن، أمام أعضاء من حزب العمال الذي تنتمي إليه: حان الوقت بالنسبة لي لا أملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى.

أرديرن التي تولت رئاسة حكومة ائتلافية عام 2017 قبل أن تقود حزبها إلى فوز ساحق في الانتخابات، التي أجريت بعد ذلك بثلاث سنوات، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع شعبيتها وشعبية حزبها أيضًا.

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن فترة حكم أرديرن نالت الإشادة الدولية، لكنها تركتها معزولة سياسياً بشكل متزايد في الداخل، مع استمرار أزمة تكاليف المعيشة.

وقال بريس إدواردز، المحلل السياسي بجامعة فيكتوريا في ويلينجتون لـ "فايننشال تايمز" إن أرديرن صعدت إلى السلطة من العدم في وقت كانت فيه الأحزاب اليسارية تتراجع، مشيدًا بعقلانيتها بينما كانت شخصيات مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الصدارة.

وأضاف: "لقد كانت مقاومةللسياسات الشعبوية الرجعية".

وفازت أردرين باكتساح في انتخابات عام 2020 حيث دعم الجمهور سياستها الصارمة بإغلاق الحدود، في محاولة لوقف انتشار كورونا، كما نالت الثناء على القيادة القوية والحنون، في ردها على هجوم 2019 الإرهابي على مسجدين في كرايستشيرش، الذي قُتل فيه 51 شخصًا، وكذلك مع ثوران بركان وايت آيلاند، وفق الصحيفة.

لكن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن المشاعر العامة تجاه إدارتها توترت هذا العام، حيث تصارع نيوزيلندا أزمة تكاليف المعيشة، والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة، وانخفاض أسعار المنازل، وارتفاع الجريمة.

وسارع قادة الدول بالثناء على إرث أرديرن، إذ قال أنتوني ألبانيز رئيس وزراء أستراليا: "لقد أوضحت جاسيندا أرديرن للعالم كيفية القيادة بالعقل والقوة، لقد أثبتت أن التعاطف والبصيرة من الصفات القيادية القوية.

من ناحيتها رأت نيل جونز، المستشارة السابقة لأدرين، أن خروجها قدَّم لحزب العمال "بصيص أمل" بتعيين زعيم أكثر تركيزًا على أزمة تكلفة المعيشة، وإبعاد الحزب إصلاحات المياه والإعلام، التي ثبت أنها لا تحظى بشعبية.

من المرشحين المحتملين لخلافة أدرين جرانت روبرتسون ، نائب رئيس الوزراء و كريس هيبكنز، السياسي المتمرس ووزير التعليم والخدمة العامة الحالي، الذي كان مسؤولاً عن ملف أزمة كورونا، ومايكل وود، وزير الهجرة والنقل والسلامة في مكان العمل، بينما يُنظر إلى وزير العدل كيري آلان على أنه يتمتع بفرصة قوية لقيادة حزب العمل بعد أرديرن.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن أدرين "43 عامًا" بدأت حياتها السياسية عام 2008 بانتخابها عضوًا في البرلمان النيوزيلندي، وعام 2017 انتخبت زعيمة لحزب العمال، وأصبحت رئيسة للوزراء في أقل من ثلاثة أشهر، بعد تشكيل ائتلاف مع أحزاب الأقلية.

قادت بلادها بنجاح في محن خطيرة، منها الهجوم الإرهابي على مسجدين في كرايستشيرش، الذي خلف عشرات القتلى، ما دفعها لاتخاذ قرارات أشد صرامة لمراقبة الأسلحة النارية، كذلك أدى ثوران بركان وايت آيلاند في ديسمبر إلى إبراز أسلوب قيادتها الحنون.

بسبب سياساتها الصارمة في التعامل مع أزمة كورونا عام 2020 حصلت على تأييد قيادات حزب العمال، ما مكنها من فوز حاسم في الانتخابات الماضية.

لكن العام الماضي تعرضت سياساتها لمكافحة الأوبئة لضغوط، مع اندلاع احتجاجات جماهيرية خارج البرلمان، ورغم أن الحكومة رفعت القيود، فإن أزمة تكلفة المعيشة والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة والتضخم أضرت بشعبيتها