علي جمعة يُبين حكم تمني الموت بسبب المرض المزمن (فيديو)
حذر الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، من تمني الموت، الذي يدعو به البعض، مؤكدًا أن تمني الموت لا يجوز إلا في حالة الخوف من الفتنة فقط.
جاء حكم تمني الموت، عندما ورد سؤال للدكتور علي جمعة من أحد الأشخاص قال فيه: "مريض بمرض مزمن وأتمنى الموت كل يوم حتى أرتاح، فيقولون ليّ هذا حرام أو كُفر؟"
ورد الدكتور على جمعة علي المريض في حكم تمني الموت فقال: "تمنى الموت لأجل لقاء الله، وليس لأجل الراحة من العناء، فالذي أنت فيه لو اطلعت على ثوابه، لتمنيت من الله، سبحانه وتعالي أن يديم عليك مرضك، لأن الثواب عظيم، وسترى ذلك يوم القيامة وستستقل نفسك".
ووجه الدكتور علي جمعة رسالته للمريض بمرض مزمن، في حكم تمني الموت، فقال: "أصابتك بالمرض لك به ثواب جزيل، إنها الجنة، فلو عرف الإنسان أن ثواب مرضه الجنة لتمنى أن يعيش 100 سنة في المرض، حتى الشوكة يشتاكها المؤمن له بها أجر ترفعه درجة وتحط عنه سيئة".
وتابع علي جمعة رسالته للمريض الذي تمنى الموت قائلًا: "كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم ينبه على هذا المعنى، فجاءه رجل أعمى، فقال: يا رسول الله أدعوا الله ليّ كي يرد عليّ بصري، فقال: أولا صبرت، فقال لا، أريد أن يرد الله ليّ بصري، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن من أخذ الله حبيبتيه "العين"، عوضه الله بهما الجنة".
وقال المفتي السابق للجمهورية: "إننا ننظر إلى الدنيا على أنها نهاية الآمال، وعندما نموت لا نعرف ماذا سيحدث، لكن أساس العقيدة عندما نموت سيكون هناك يوم قيامة، وهناك جنة ونار، وهذه الحياة الدنيا بحسابنا لن نعيش فيها كثيرًا، حتى لو كانت 100 سنة، فاليوم عند الله يعادل 2000 عام، ما يعني أن الـ100 عام تعادل 3 دقائق".
واستعان بالقرآن للرد على المريض الذي تمني الموت فقال: "ويقول الله إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.. ويقول الله "كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم"، وقال تعالى: "إن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون" وقال " تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" فأصبر صبرًا جميلا...".
وأضاف علي جمعة "لو حسبنا أن اليوم 50 ألف سنة فساعة الله بـ2000 عام، الدقيقة بـ33 عامًا، ويوم القيامة سنفاجئ بهذه الحقيقة، فلو أضمرت أنك ستعيش دقائق عند الله ستصبر".
وفي رسالته للمريض الذي تمنى الموت قال جمعة: "المريض بمرض مزمن يصبر 3 دقائق، لكنه يتبرم فيسأل الموت، والموت لا نطلبه إلا عند خوف الفتنة، والإمام البخاري دعاه أمير المدينة ذات مرة، فدعى الله أن يقبضه إليه غير مخزي ولا مفتون، فمات بعد يومين."
واختتم رسالته: "هكذا الحال في هذا المقام فصبر جميل والله المستعان، ففي كل محنة وضعك الله فيها، منحة يجهزها الله لك، والحياة الدنيا ليست نهاية الأمال أو غاية المراد، إنما هناك آخرة نرجع فيها إلى الله، سبحانه وتعالي، فيجازينا بما كان في الدنيا خيرًا إن شاء الله."