جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 04:14 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رسائل السيسي للمصريين والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي".

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، يعد ركنًا مهمًا في عملية التنمية بالدولة، وداعمًا لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية، بتكامل عمله مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، بحيث تعمل القطاعات الثلاث من أجل تحقيق التنمية المجتمعية والانشطة الخدمية لصالح المواطنين على امتداد محافظات مصر، حيث تمتلك مؤسسات المجتمع المدني كوادر إدارية وميدانية مدربة ومؤهلة تستطيع تقديم الخدمات بسرعة وكفاءة عالية، بالاضافة إلى القدرة على الوصول إلى الأسر والفئات المستهدفة وتقديم الخدمات المجتمعية لها في مختلف المحاور.

واوضح المتحدث الرسمي ان التحالف الوطني للعمل الاهلي التنموي كان قد انطلق نشاطه فى شهر مارس ٢٠٢٢ وذلك بمشاركة وعضوية كبرى مؤسسات العمل الأهلي والتنموي في مصر، والتي تعمل في مختلف مجالات التنمية المجتمعية.

وأكد الرئيس السيسي أهمية دور كافة الجمعيات والكيانات العاملة في إطار العمل الخيري التي تقدم المساعدات في المجالات التي لا تستطيع الحكومة وحدها الوفاء بها، مشيدا بالدور الكبير والمنسق بشكل جيد للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والذي حقق نتائج كبيرة.

وقال الرئيس السيسي في مداخلة خلال عرض نماذج من المستفيدين من مبادرة التمكين الاقتصادي خلال المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مدينة نصر بالقاهرة - إن "مؤسسات المجتمع المدني تحقق دورا لا تستطيع الحكومة أن تقوم به وحدها، فهناك نحو 50 ألف جمعية في مصر والكثير منها تحت مظلة التحالف، ونريد أن تنضم باقي الكيانات إليه من أجل تقديم مساعدات أكبر للمجتمع على المستويات الاقتصادية والصحية وغيرها من المجالات"، منوها إلى أن جهد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي واضح في هذا الإطار.

وأعرب الرئيس عن شكره للتحالف قائلا "أنتم نموذج يحتذى لعدد كبير من المصريين الذين يعملون في إطار المستفيدين من مبادرة التمكين الاقتصادي.. أشكركم بسبب النجاح الذي حققتموه لأنكم أصبحتم مثالا ونموذجا لمن يعملون من أجل تحقيق الأمل ليصبح أمرا واقعا يفرح الجميع ويسعدهم".

وتابع الرئيس "أشكركم جميعا وأتمنى لكم التوفيق.. التحية والتقدير لكم على ما تقدمونه في كافة مجالات العمل الخيري.. كما نشكر كافة المساهمين في دعم العمل الخيري من داخل مصر وخارجها".

ودعا الرئيس السيسي التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وكافة كيانات المجتمع المدني إلى تكثيف جهودها خلال عام 2023 نظرا للظروف الاقتصادية العالمية المستمرة، لافتا إلى أن التحالف قدّم خلال عام 2022 جهودا كبيرة وأن الأزمة الحالية مستمرة ولها تداعيات قد تمتد إلى العام الجاري، ونحتاج إلى مضاعفة الجهود من أجل مواجهة الآثار المترتبة على ذلك بأن يعمل التحالف بهمة وجهد مضاعفين.

ونوه الرئيس السيسي بما أعلنه التحالف من تقديم 14 مليار جنيه لمجالات العمل الخيري، داعيا صندوق "تحيا مصر" إلى المساهمة في هذا الإطار بما يرفع هذا المبلغ، وعلى الحكومة أيضا أن تبذل جهدا أكبر في هذا الاتجاه، وقال "أنا على اتصال معكم واستمع لكافة الكيانات".

وقال الرئيس السيسي إن انضمام المزيد من الكيانات الأخرى إلى التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي من شأنه أن يحقق نتائج كبيرة، في إطار الدور المجمع والمحشود والمنسق والمسيطر عليه بشكل جيد سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو المستويات الأخرى التي يعمل فيها "، منوها بالجهد المنسق والواضح جدا الذي قام به التحالف خلال عام 2022.

وأضاف الرئيس السيسي "بمنتهى الصراحة، هناك مؤسسات للمجتمع المدني تقوم بدور لن تستطيع الحكومة القيام به بالكفاءة نفسها.. اليوم نتحدث عن أكثر من 50 ألف جميعة موجودة في مصر، وندعو المزيد من الكيانات للانضمام إلى التحالف.. ونشكر كل المساهمين سواء كانوا من داخل مصر أو خارجها لدعمهم المتواصل وقدرتهم على إيصال المساعدات".

وتابع الرئيس "إن مبلغ الـ 10 مليارات جنيه التي تحدثتم عنها هي عبارة عن أموال متبرعين، ونحن نحتاج لزيادة هذا المبلغ، وأكدنا أن عام 2022 هو عام المجتمع المدني لكن في الحقيقة ظروف 2023 تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد نظرا للأزمة المتواجدة وتداعياتها على العالم بأكمله وهي أزمة مستمرة ولها تأثير كبير، وبالتالي إذا كانت منظمات المجتمع المدني قد عملت بهمة وجهد كبير خلال 2022 فإننا بحاجة إلى مضاعفة هذا الجهد خلال 2023 ".

واستطرد الرئيس السيسي "إن التحالف أعلن عن تقديم مبلغ 14 مليار جنيه، وأدعو الجميع للمساهمة بصورة أكبر، وأدعو الحكومة وصندوق تحيا مصر وباقي الصناديق إلى المساهمة في زيادة هذا المبلغ، ولا أريد أن أحدد رقما بعينه ليكون مفتوحا للزيادة من جانب المساهمين وحتى تبذل الحكومة جهدا معنا في هذا الإطار".

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه يتواصل بشكل مستمر مع الكثير من كيانات المجتمع المدني ويستمع منهم كثيرا حول موضوع التمكين الخاص بمسألة عمل جمعيات بين الأفراد لجمع الأموال والعمل بها وجميعها أفكار جميلة تناسب ظروف المجتمع.

ووجه السيسي حديثه للسيدة رضا إحدى المستفيدات من مبادرة التمكين الاقتصادي، قائلا "جميع الأفكار جميلة وتتناسب مع ظروف المجتمع، أنتم تتحركون وتشترون فدانا أواثنين أوثلاثة أفدنة، والحاجة رضا تمثل نموذجا في تولي إدارة مزرعة بمفردها.. السيدات المصريات جدعان.. كل سنة وأنتم بخير".

وأعرب الرئيس السيسي عن أمله في أن يشهد عام 2023 مزيدا من الجهود في مجال العمل الأهلي، مؤكدا أنه رغم الظروف صعبة فإن ذلك أن الحكومة والدولة لن يقوما بدورهما في هذا الموضوع.

وقال الرئيس السيسي"إن الظرف صعب جدا، والناس تتحدث بكلام غير مرتب دون علم.. أنا أتحدث بصراحة من أجل المصريين، يا جماعة اسمعوا منا، لأننا ندرك حجم التحدي أكثر من غيرنا".
وأضاف الرئيس "أن البيانات والأرقام والحلول تكون مطروحة من الدولة، وبالتالي أي اجتهاد من الآخرين ليس مكروها ومرفوضا لكن من الممكن أن يحدث بلبلة، ويزعج المواطنين أكثر من الظروف التي تواجهها مصر والعالم، والتي تسببت في ضغوط على الشعوب".

وتابع الرئيس السيسي موجها حديثه إلى الشعب المصري: "في حال تخويف الناس أكثر، ماذا ستكون النتيجة"، مؤكدا أن ذلك لن يكون في مصلحة الجميع، والدولة والشعب لن يستطيعا الصمود أمام أي تحد.. متسائلا: هل سنتخلى عن مصر إذا كانت الظروف صعبة؟.

واستطرد الرئيس متسائلا: هل نحن دخلنا في حروب أومغامرات ضيعنا فيها أموال مصر؟، مؤكدا أن العالم كله يشهد ظروفا صعبة، والأزمة الروسية الأوكرانية والموقف الذي شهدناه خلال أزمة كورونا خلال سنتين لم تصنعهما مصر، لافتا إلى أن مصر تدفع ثمن هذه الأزمات مثل باقي دول العالم، مطالبا الجميع بالكف عن الحديث غير المجدي.

وطالب الرئيس السيسي، التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بإيلاء أهمية خاصة للزراعة في مبادرات التي يطرحها لدعم المجتمع، مؤكدا أن المبادرات محل تقدير ولكن دعم الزراعة له أهمية خاصة.

وأشاد الرئيس بجهود المزارعين والنماذج التي استعرضت مشاريعها الزراعية خلال المؤتمر، مؤكدا أن تدريب المزارعين على الزراعة الحديثة سيساهم بشكل كبير في زيادة المحاصيل وتوفير المياه والأسمدة، ومشددا على استعداد الدولة لتقديم دعم وتعاون أكبر للمزارعين لتوفير المياه وإخراج منتج جيد.

ووجه الرئيس السيسي بضرورة تعاون وزارتي الزراعة والري مع المزارعين والتحالف من أجل رفع إنتاجية قصب السكر وتقليل نسبة استهلاك المياه للمساحات المنزرعة قصبا والبالغة 350 ألف فدان في صعيد مصر، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالمشروعات الصغيرة لاسيما أن المستفيدين منها من المزارعين الصغار وذلك بالتعاون بين المزارعين ووزارتي الري والزراعة.

وقال الرئيس السيسي "إن الزراعة الحديثة في هذا المجال تساهم في تقليل المياه بنسبة كبيرة وستزود إنتاجية المحاصيل بمعنى أن إتقان الزراعة بهذه الطرق سيوفر المياه وسيزيد الإنتاج".

وأضاف "أن زراعة الفدان الواحد بالطرق الحديثة يقلل استهلاكه بكمية المياه بنسبة 10% وهى نسبة كبيرة كما أنه يزيد معدلات الإنتاج بنسب تتراوح ما بين 20% و40% من الإنتاجية الحالية للفدان"، مشيرا إلى أن الطرق الحديثة لزراعة القمح يمكن أن ترفع إنتاجية الفدان الواحد من 13 إردبا إلى ما يتراوح ما بين 18 إلى 22 أردبا.

وتابع الرئيس: "إن إنتاجية فدان قصب السكر كانت تنتج نحو 40 طنا والآن في إطار (مبادرة ازرع)، أصبح الفدان ينتج ما بين 55 إلى 60 طنا فضلا عن استهلاك كمية مياه أقل، أي بزيادة في الإنتاج بنحو 20% على نفس مساحة الأرض".

وطالب الرئيس السيسي المزارعين بالاستمرار في الإنتاج وعدم التقليل المساحة المنزرعة حتى لو صغيرة، مشيرا إلى أن الزراعة تعتبر عملا جماعيا وكل فدان يزرع هو مهم للدولة.

وقال الرئيس إن الدولة في حاجة للتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مجال الزراعة ومجالات أخرى، مشيرا إلى أنه خلال حديثه في السابق عن رؤوس الماشية والحلم بتوفير مليون رأس ماشية متواجدة عند المربيين هناك من يقول أن هذا البرنامج يستغرق نحو 15 عاما ولكن بالتعاون والتضافر مع بعضنا البعض ستتقلص هذه المدة الزمنية.

وأعرب الرئيس السيسي، في ختام مداخلته، عن شكره للتحالف وللنماذج المتحدثة المستفيدة من "مبادرة ازرع"، وعن سعادته بما تم تحقيقه وعن شكره لكافة مزارعي مصر.

كما أعرب الرئيس عن سعادته وترحيبه بأداء "مريم " التي قدمت فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لموهبتها الكبيرة رغم صغر سنها، قائلا "إن مصر بها كل ما نتمناه من مواهب ولكن نحن في حاجة للوصول إلى تلك المواهب، وأن هناك مبادرات وآليات من الممكن أن يتم تنفيذها للكشف عن المواهب المصرية في كافة المجالات، مؤكدا أن كافة المواهب المطلوبة متواجدة في 104 ملايين مواطن، لافتا إلى أن مقدمة المؤتمر " مريم" هي مثال على ذلك.