جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:31 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

10 مدن خارج العالم .. اخفتها الحكومات عن الانظار

تعبيرية
تعبيرية

التاريخ الحديث حافل بالأسرار، منها على سبيل المثال، مدنا ومخابئ سرية اضطرت حكومات بعض الدول لبنائها وإبعادها عن الخرائط لأسباب متعددة

وهذه قائمة بـ10 مدن كانت في يوم من الأيام سرية أبعدتها الحكومات عن أعين العامة، سواء من أجل إجراء اختبارات سرية، أو التأكد من أن امتلاكها قاعدة آمنة يمكن من خلالها تنفيذ المهام.

1- مدينة أوك ريدج سيتي، أمريكا

في عام 1943، خلال ذروة الحرب العالمية الثانية، سعت قوات الحلفاء إلى صناعة الشيء الوحيد الذي يعلمون أن بمقدوره إنها الحرب إلى الأبد "القنبلة الذرية".

فعلى بُعد 40 كيلومتراً من غرب نوكسفيل في ولاية تينيسي الأمريكية، كانت مدينة أوك ريدج، تكتظ بالعمال والجنود والعلماء، لكن برغم ذلك لم يكن بمقدور أحد العثور عليها على الخريطة، نظرا لعمل كل هؤلاء الأفراد في مشروع منهاتن، أحد أكثر المشروعات سرية في الحرب العالمية الثانية. ظل العمال على علم بالطبيعة الحقيقية للمشروع وطُلب منهم حتى إجراء اختبارات كشف الكذب.

وقامت الحكومة الفيدرالية الأمريكية بشراء أكثر من 60 ألف فداناً من الأراضي المحيطة بمدينة أوك ريدج لضمان تحقيق أهداف المشروع، دون أن يكتشف جواسيس الأعداء أي شيء بشأنه.

أنشئت أوك ريدج لتخصيب خام اليورانيوم لإنتاج الأسلحة النووية.

2- المدينة 40 بالاتحاد السوفيتي
موقع نووي سري آخر، تعرف أيضا باسم أوزيرسك، وتقع في منطقة أوبلاست تشيليابينسك، وهي المكان الذي بدأ فيه برنامج الأسلحة النووية السوفييتي عام 1946.

كانت المدينة، التي بلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، أفضل تجهيزا من نظيراتها من المدن، وتتمتع بجودة حياة أعلى من أي مكان آخر في البلاد تقريباً.

برغم ذلك أزيلت كلية من جميع الخرائط ومحيت هويات كل الأفراد الذين عاشوا هناك من جميع السجلات الرسمية.

يكمن السر المظلم لهذه "المدينة المغلقة" في أنها شهدت العديد من الحوادث النووية المختلفة، بينها حادث كبير يشبه حادثة تشرنوبيل.

هذا الموقع لا يزال قائما، ومواطنو المدينة لا يزالون يعملون بها داخل الأسوار الشائكة، إذ لا تزال يضم الكثير من المواد النووية الروسية.

ما يثير الدهشة هو حب المواطنين لهذه المدينة وطريقة حياتهم على الرغم من أنهم يدركون جيداً أنهم يعيشون في مقبرة العالم.

في الوقت الحالي، يُسمح للمواطنين بالمغادرة إذا اختاروا ذلك، لكن الكثيرين لا يفعلون ذلك، وبدلاً من ذلك يرغبون في قضاء حياتهم في واحدة من أكثر الأماكن المشعة على هذا الكوكب.

3- مدينة لوس ألاموس بأمريكا
تعود شهرة هذه المدينة إلى الدور الذي لعبته في مشروع مانهاتن لإنتاج القنبلة الذرية.

كانت لوس ألاموس، الموطن الحقيقي للقنبلة الذرية، وظلت في سرية تامة طوال فترة الحرب.

تم اختيار الموقع لأسباب متنوعة. من بينها الحجم المثالي، إذ إن معظم المنطقة مملوك للحكومة الفيدرالية بالفعل، وفي منطقة يعرفها المدير جي.روبرت أوبنهايمر جيدًا حيث كان يملك مزرعة في المنطقة.

وخضعت المدينة لعزلة كاملة، ولم يتمكن أحد من إطلاع الأصدقاء أو العائلة بما يجري داخلها، حتى أن المدينة بأكملها كانت تشترك في صندوق بريد وحيد.

بلغ عدد هذه المدينة خلال المشروع أكثر من 5000 شخص، وكان جميعهم يعلمون لتحقيق هدف واحد لم يدركه أي منهم تقريبا.

اليوم، لم تعد مدينة لوس ألاموس سراً، بل تحولت إلى بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 18 ألف شخص يعيشون في البلدة الرئيسية، وضاحية تسمى وايت روك، القريبة من المعمل النووي.

4 - مدينة 404 في الصين

أزيلت هذه المدينة السرية الضخمة أيضاً من الخرائط، وتم الحفاظ على سريتها بعيدا عن أعين العالم الخارجي، واستُخدمت لصنع أسلحة نووية، لكن هذه المرة كانت من أجل الصينيين.

تشير بعض التقارير إلى أن المدينة كان يقطنها ما يقرب من مليون شخص، بينما قالت أخرى إنهم كانوا حوالي 100 ألف.

بدأ العمل في بناء المدينة عام 1954، وضمت علماء من جميع التخصصات، تم اختيارهم جميعاً من قبل الحكومة الصينية للسماح للبلاد بالتنافس مع أمثال دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على الهيمنة العالمية.

تقع المدينة في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين على أطراف صحراء جوبي، واستغرق بناؤها 4 سنوات و6 سنوات أخرى للوصول إلى حلم الصين بإنتاج أول قنبلة نووية.

في عام 1964، أجرت الصين بنجاح أول اختبار لقنبلتها النووية لها في الصحراء، ما كان سببا في تغيير وجه السياسة العالمية إلى الأبد.

5 - هانفورد بأمريكا

تقع ضمن نطاق ولاية واشنطن، وشاركت هي الأخرى في مشروع مانهاتن، وكانت تختص بإنتاج البلوتونيوم، كما تم استخدمت خلال الحرب الباردة لمواصلة البرنامج النووي للولايات المتحدة.

وتواصل العمل بهذه المدينة طوال الحرب الباردة، وكانت الموقع الأكثر تقدماً بين مواقع مشروع مانهاتن الثلاثة من حيث قدرتها على إنتاج الطاقة.

6- مدينة ساروف في الاتحاد السوفييتي

مدينة روسية مغلقة أخرى، وتشتهر بكونها واحدة من المواقع الرئيسية لإنتاج الترسانة النووية للبلاد حتى يومنا هذا.

وسبب وضع هذه المدينة ضمن القائمة أنها ظلت معزولة عن الجمهور لعقود وأزيلت من الخرائط عام 1947 ولم يتم الاعتراف بها حتى أواخر عام 1994.

7- فونسدورف ألمانيا

كانت تلقب بـ موسكو الصغيرة و”المدينة المحرمة”، وتحولت إلى المقر الرئيسي للجيش الأحمر في ألمانيا الشرقية بعد الحرب، وقد كانت تستخدم في الأصل كقاعدة نازية.

كان يقطن بالمدينة نحو 75 ألف شخص، غالبيتهم من الجنود، كما كانت تضم قوة عسكرية كبيرة خلال ذروة الحرب الباردة مع روسيا.

كانت الإمبراطورية الألمانية هي من أنشأت المدينة عام 1871، وكانت موطناً لأول مسجد في ألمانيا، ليستخدمه للسجناء المسلمون، وتحولت فيما بعد إلى مقر مقر للقوات المسلحة الألمانية عام 1935.

8 - مخيم القرن

أحد مخلفات الحرب الباردة، كانت جزءاً من عملية عسكرية سرية عُرفت باسم مشروع "دودة الجليد".

يقع الموقع تحت جزيرة جرينلاند، وكان في الأفصل مختبر أبحاث علمي بسيط. لكنه استخدام لاحقا كقاعدة للصواريخ الموجهة نحو روسيا في حال دعت الحاجة.

تضم هذه المدينة الواقعة تحت الأرض كل الضروريات اللازمة لإبقاء سكانها على قيد الحياة لأطول مدى وتضم عددا من السينمات والكنائس الصغيرة.

9 - المدن المغلقة

امتلك الاتحاد السوفييتي العديد من المدن المغلقة مثل المدينة 40. وتختلف هذه المدن من حيث السرية، فبعض هذه المدن كان معروفاً، لكنها كانت تضم مناطق محظورة أمام المواطن العادي، بينما كان البعض الآخر مخفياً تماماً.

وباتت بعض هذه المدن مدنا عادية اليوم، فيما لا يزال البعض الآخر حيوياً للأمن القومي الروسي.

يبلغ عدد هذه المدن العشرات، وتنتشر في جميع أنحاء الاتحاد الروسي والأراضي السابقة للاتحاد السوفييتي.

في 2001، أقرت الحكومة الروسية بوجود 42 مدينة مغلقة على الأقل.

10- ملجأ برلنجتون في بريطانيا

يقع الملجأ أسفل مدينة كورشام الهادئة بإنجلترا، بهدف توفير النجاة من كارثة نووية بدلاً من التسبب فيها.

في حالة نشوب حرب نووية، سيستقبل الملجأ 4000 من كبار أعضاء الحكومة ليمكنهم من البقاء على قيد الحياة وانتظار انتهاء فصل الشتاء النووي داخل المجمع الذي تبلغ مساحته 35 فداناً.

تم إيقاف تشغيل الموقع عام 2004، وفتح أمام الجمهور في عدة مناسبات، وكان معروضاً للبيع بسعر منخفض نسبياً بلغ 1.5 مليون جنيه إسترليني عام 2016.