جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 03:19 مـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أبو أيمن المصري.. مكافأة أمريكية لمن يدلي بمعلومات عنه

ابراهيم المصري
ابراهيم المصري

قدَّم برنامج مكافآت من أجل العدالة، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة مغرية تصل إلى 5 ملايين دولار، لمن لديه معلومات عن إبراهيم البنا، القيادي البارز، العضو المؤسس في تنظيم القاعدة.

وقال برنامج مكافآت من أجل العدالة، في تويتر: إذا كان لديك معلومات عن البنا، فاتصل ببرنامج مكافآت من أجل العدالة عبر "سجنال" أو "تلجرام" أو "واتس آب" أو خط الإبلاغ المستند إلى تور.قد تكون مؤهلًا للحصول على مكافأة.

إلا أن تلك المكافأة ليست الأولى، ففي يوليو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في تغريدة على حساب مكافآت من أجل العدالة، أنها ستمنح خمسة ملايين دولار، لمن يساعد في القبض على القيادي أبو أيمن المصري.

قال عنه برنامج مكافآت من أجل العدالة، إنه يعرف بأبو أيمن المصري، مشيرًا إلى أنه قيادي بارز وعضو مؤسس في تنظيم القاعدة الإرهابي، وشغل منصب رئيس الأمن في التنظيم، وقدَّم التوجيه العسكري والأمني لقيادة التنظيم.

تتهمه الولايات المتحدة بالمسؤولية عن عدد من العمليات التي أثارت الرعب في اليمن والعالم، بدءًا من تفجير المدمرة كول، مرورًا باستهداف السفارة الأمريكية بصنعاء عام 2008 إلى عملية القاعدة العسكرية في ولاية فلوريدا الأمريكية.

نشأة البنا

وُلد إبراهيم البنا عام 1965 في مصر، وحاز ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر.

لجأ أبو أيمن إلى اليمن عام 1993 بجواز سفر مزيف، هرباً من ملاحقة أجهزة الأمن المصرية، لما كان يعرف بجماعة الجهاد قبل أن يلتحق بتنظيم القاعدة، بعد تأسيسه على يد ابن لادن.

بعد عام من وصوله، اختار البنا محافظة عمران مكانًا لإقامته. وقبل الانضمام لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كان البنا قائدًا لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري باليمن من 1996 حتى عام 1998، وبعد ذلك كان مسؤولاً عن قطاع تدريب الجماعة والاستخبارات، ومسؤول الدعوة والتثقيف وتحرير الوثائق والأوراق.

ومنذ دخوله اليمن، اشترى إبراهيم البنا إحدى المزارع في عمران، كانت نقطة التقاء للقاعدة، ومارس فيها مهمة تزييف الأوراق والمستندات وجوازات السفر لأعضاء القاعدة.

وبحسب تقارير محلية، فإن البنا العقل المدبر لتنظيم القاعدة، ويعد حلقة الوصل بين التنظيم ومليشيات الحوثي، ما مكنه من تأسيس شبكة من العلاقات المعقدة مع مليشيات الحوثي، تشتري بموجبها القاعدة الأسلحة وتبيعها للمليشيات مقابل الاستعانة بالحوثيين في توفير المأوى للمستجدين في معسكرات ومساكن خاصة.

شغل البنا منصب مسؤول التدريب وإعداد المقاتلين الجدد، وتوزيعهم على خلايا تنظيم القاعدة، في اليمن وأفغانستان وباكستان وغيرها من دول المنطقة، ليتولى بعد ذلك مهمة تشييد وحدة المخابرات كجناح للتجسس والتخفي، بتوجيهات أيمن الظواهري الذي قُتل العام الماضي في باكستان.

وأطلق عليه زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن لقب الأسطورة، كونه مفتاح مرور أعضاء التنظيم من جميع المناطق التي جُهزوا فيها، قبل التوجه إلى أهدافهم.

ويعد إبراهيم البنا، أداة التغلغل في صفوف القبائل واحتواء القتلة والمأجورين الفارين من الأمن اليمني في صفوف التنظيم الإرهابي، كونه ماهرًا جدًا في تزوير الأوراق الرسمية، ما مكنه من إخفاء أفراد «القاعدة» عن الاستخبارات الأمريكية والأوروبية وحتى العربية، وتسهيل نقل قيادات كبيرة في التنظيم، بينهم السعودي سعيد الشهري، الذي قُتل في غارة أمريكية باليمن عام 2013.

إقامة البنا

تقارير صحفية رجحت أن البنا لم يبتعد كثيرًا عن المحافظة التي اتخذها مقرًا لإقامته، منذ أن وطأت قدماه اليمن، مشيرة إلى أنه قد يكون في إحدى محافظات مثلث، صعدة، عمران، صنعاء، بعد أن وفر الحوثيون فيها ملاذات آمنة للقاعدة.

ويوجد البنا على رأس جهاز استخبارات القاعدة، الأمر الذي أتاح له إدارة تحالفه مع إيران وتوجيه نشاط التنظيم، وفقًا لتوجهات طهران وذراعها المحلية في اليمن.

ويعد البنا مهندس حملات القاعدة والحوثيين، على خلايا تنظيم داعش في محافظة البيضاء، إلا أن نشاطه لم يقتصر على التنسيق مع الحوثيين، بل تجاوز ذلك إلى تخلصه من قيادات بارزة داخل بنية التنظيم، وقفت ضد التفاهمات مع الحوثي.

ونفذ البنا تصفيات لقيادات، جاهرت برفض التعاون مع الحوثيين، في عملية وصفها بتطهير التنظيم من جواسيس الأمريكان التي أعدم فيها قيادات عدة داخل القاعدة، خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، بينهم المسؤول الأمني الميداني أبو فياض الحضرمي ومسؤول مالية التنظيم المكنى بسعيد شقرة باوزير.

وفي مقالة نشرتها مجلة إلهام الإنجليزية الإلكترونية، التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية عام 2010، وصف البنا هجمات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، بالأمر الصالح، وهدَّد باستهداف الأمريكيين عبر العالم، ردًا على إجراءات الولايات المتحدة بالخارج.

وفي 5 يونيو 2017، صنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية البنا بشكل خاص كإرهابي عالمي، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة.وبموجب هذا التصنيف، حظرت ممتلكات البنا، والفوائد العائدة عليها، التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، ومُنع الأمريكيون بوجه عام من إجراء أي معاملات مع البنا.

ويدخل في إطار الجريمة كل من الدعم المتعمد، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانات المادية، أو التآمر لتوفيرهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، المصنف منظمة إرهابية أجنبية.