المحبة والبركة .. علاقة خاصة بين المصريين وآل البيت
علاقة خاصة تلك التي تجمع المصريين بآل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، إذ تشهد أضرحتهم خصوصاً الموجودة في العاصمة القاهرة أجواء مميزة.
وفي الليلة الختامية للاحتفال بمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها، كشف عدداً من رجال الدين عن أسباب الاحتفاء بآل البيت في أجواء احتفالية تشهد إنشاداً وغناء، في حين أن دولاً أخرى تحتفل بأهل البيت في احتفالات أشبه بالمآتم يغلب عليها الحزن والندم.
ويقول الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية، إن علاقة المصريين بأهل البيت علاقة خاصة واحتفالات المصريين بذكراهم خاصة أيضاً، فعلى سبيل المثال يحتفل المصريون بالإمام الحسين رضي الله عنه في شهر ربيع الثاني رغم أن ميلاده كان في شعبان واستشهاده كان في المحرم، لكن المصريين يحتفلون به في ذكرى استقرار رأسه الشريفة في القاهرة.
ويوضح العزمي بحسب "العين الإخبارية" سبب الأجواء الاحتفالية لهذه المناسبات قائلاً: "إن المصريين قابلوا أهل البيت بالترحاب والاحتفال عند اختيارهم أرض مصر للإقامة فيها".
ويتابع: "خرجت جموع المصريين بقيادة الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري لاستقبال موكب السيدة زينب رضي الله عنها، وكذلك خرجوا للاحتفال بقدوم رأس الإمام الحسين رضي الله عنه في العصر الفاطمي بعد نقلها من عسقلان خوفاً عليها من الحملات الصليبية، وفي كل مناسبة تخص أهل البيت يجدد المصريون الاحتفال والفرح باختيار أهل بيت رسول الله لأرض مصر".
ويشير العزمي إلى أن المصريين يشعرون بأن الله حفظ بلادهم بسبب دعاء أهل البيت ووجودهم فيها، ولا ينسون أبداً ما قاله أهل البيت- وعلى رأسهم السيدة زينب- بعد قدومهم إليها: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً".
ويقول الدكتور سامي العسالة، مدير إدارة التفتيش الديني بوزارة الأوقاف سابقًا، إن المصريين يعتبرون أن اختيار أهل البيت لمصر للسكن بعد حادثة كربلاء "شرف عظيم للمصريين".
ويوضح أنه نتيجة ذلك خرج المصريون واستقبلوهم بالفرح ومظاهر الاحتفالات لفرحهم بوجود أهل البيت بينهم، كما استقبل أهل يثرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدفوف والإنشاد والفرح.
ويضيف العسالة: "أهل مصر في كل عام وكل مناسبة يحتفلون بتشريف أهل البيت لمصر، ويعبرون عن فرحهم في كل مولد لأهل بيت النبي من خلال الإنشاد والابتهالات والأذكار والمدائح وإطعام الطعام، وهذا أمر لا شيء فيه طالما أنه لا يتعارض في نص وليس فيه مخالفات شرعية".
ويروي العسالة مثالاً عن قوة علاقة المصريين بأهل البيت، فيقول: "السيدة نفيسة رضي الله عنها لما انتقلت إلى جوار ربها أراد زوجها السيد إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنهما أن يدفنها مع السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ونساء أهل البيت في المدينة المنورة، فوجد اعتراضاً كبيراً من المصريين، لأنهم يريدون أهل البيت بينهم، ويرغبون بأن تكون أجسامهم بعد انتقالهم تحت تراب مصر لا تفارقها للتبرك بنسل رسول الله وأحفاده وأهل بيته".
ويضيف العسالة: "أصر السيد المؤتمن على نقلها إلا أنه رأى النبي في المنام وهو يقول له: (يا إسحق دع نفيسة لأهل مصر ولا تنازعهم فيها، فإن الرحمة تننزل عليهم ببركتها)، فتركها، وتحققت رغبة المصريين".
أما الداعية الإسلامي السيد شبل فيقول إن العلاقة قائمة على المحبة الخالصة وهي محبة لسيدنا رسول الله، مؤكداً أن هذه العلاقة ظهرت بوضوح في اختيار السيدة زينب لمصر وأهلها ودعائها لأهل مصر.
واعتبر شبل أن "دعاء السيدة زينب يبلور العلاقة القوية بين مصر وأهل البيت.. والمصريون يريدون التقرّب إلى الله وإلى رسول الله، فلا يجدون شيئاً أحب إلى الله ورسوله من حب أهل البيت".