من الكاريبي.. هل يعلن ”بايدن” ترشحه لـ” الإنتخابات الرئاسية” المقبلة ؟
غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن واشنطن الثلاثاء تاركـًا خلفه عاصفة ثلجية، تعيث خرابًا في شمالي الولايات المتحدة، لإمضاء عطلة في الكاريبي، حيث سيبتّ في قرار مرتقب: هل يترشّح للانتخابات الرئاسية عام 2024؟
وتعرض بايدن لانتقادات لاذعة على قناة فوكس نيوز المحافظة، لأنه يتطلع للاستمتاع بوقته، في حين أن الأمريكيين يواجهون عاصفة ثلجية، أودت بحياة 50 شخصًا على الأقلّ.
وتوجّه الرئيس إلى جزر فيرجن الأمريكية، لإمضاء إجازة على الشاطئ، في ختام سنة حافلة بالأحداث.ومن الممكن أن تكون الأشهر الأخيرة عزّزت قناعة الرجل، الذي بلغ عامه الثمانين مؤخرًا، في البقاء أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض.
وشهد النصف الأوّل من ولايته الرئاسية ذروة جائحة كورونا، ثمّ اشتداد حدّتها، وانسحابًا مذلّا من أفغانستان، وتضخّما بلغ أعلى مستوياته في 40 عامًا، بخلاف تداعيات محاولات سلفه دونالد ترامب، قلب النظام الديمقراطي الأمريكي.
عام 2022، حدّ حزبه من الأضرار، حتّى أنه كسب مقاعد في انتخابات منتصف الولاية، قبل اعتماد قانون يحمي زواج المثليين في ديسمبر.
أما أسعار الوقود في المحطات، فعادت إلى مستوياتها العادية تقريبًا، بعدما شهدت ارتفاعًا شديدًا.
على الصعيد الدولي، أدّى الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى تشكّل تحالف بقيادة الولايات المتحدة، ما زال متماسك الأركان، بعد أكثر من عشرة أشهر.
وأخيرًا في سياق المنافسة المحتدمة مع بكين، جدّدت واشنطن التزامها إزاء حلفائها الآسيويين.
ويشهد الجمهوريون في الكونجرس نوعًا من التخبّط، في وقت يستعدّون لاستعادة السيطرة على مجلس النواب في يناير من جهة، ويواجه دونالد ترامب، الذي ما زال الوجه الأبرز في الحزب، مشكلات قضائية من جهة أخرى.
وليس من المستغرب أن يحدو التفاؤل جو بايدن، بحسب ما بان في مقال بموقع ياهو نيوز الإخباري قبيل عيد الميلاد.وكتب الرئيس الأمريكي: في وقت نجمع حصاد عام 2022، ونتطلّع إلى ما ينتظرنا، لم أكن يومًا على هذا القدر الكبير من الثقة بما في وسع الشعب الأمريكي والاقتصاد الأمريكي إنجازه، في تاريخ الولايات المتحدة، يترشّح عادة الرؤساء الأمريكيون لولاية ثانية ويكسبون الاستحقاق في معظم الأحيان.
ثلاثة رؤساء لا غير، أكملوا ولايتهم ولم يترشّحوا لأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض.
أما ترامب، فهو من الرؤساء القلائل الذين لم تفلح محاولات إعادة انتخابهم.غير أن المقاربة تختلف عند أخذ سنّ جو بايدن في الحسبان.
لأنه سيكون في الثانية والثمانين من العمر عند الترشّح لولاية ثانية، إن فعل ذلك، وفي السادسة والثمانين عند انتهاء ولايته الثانية، أي أكثر بقرابة عشر سنوات من أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة رونالد ريغان، الذي غادر البيت الأبيض، في السابعة والسبعين من العمر.
مسألة سن سيّد البيت الأبيض، موضع جدل في أوساط المعلقين السياسيين، غالبًا ما يكون محمومًا.
وتظهر على الرئيس الثمانيني بعض الأعراض المصاحبة للتقدّم في السن، مثل انحسار كتلة شعره وقلة المرونة في المشي، وبعض السقطات وزلّات لسان.
قبل سنة، خلص طبيب البيت الأبيض إلى أن بايدن أهل لتولّي مهامه. ومن المرتقب الكشف عن خلاصات الفحص الطبّي السنوي الأخير.
يصرّ جو بايدن من جهته على أن يقيّم الأمريكيون أداءه بالاستناد إلى نتائجه، مؤكّدا أن السن مجرّد رقم فانظروا إلى حالي كما يحلو له أن يقول.
ومن شأن قرار ترشّحه لولاية ثانية، أن يطلق العنان لمعركة ستلقي بظلالها على الفترة المتبقّية من رئاسته، قد تنتهي بثأر من ترامب الذي سبق له أن أعلن نيّته الترشّح لانتخابات 2024.
وحال قرّر بايدن عدم الإقدام على هذه الخطوة، ستكون نائبته كامالا هاريس في موقع الصدارة، لكن ترشّحها قد يثير نزاعات داخلية تهزّ الحزب الديمقراطي ويجلب لها الكثير من الخصوم.
ولا شكّ في أن القرار الذي سيتّخذه جو بايدن بهذا الخصوص في الكاريبي، سيبقى بادئ الأمر طيّ الكتمان.غير أن رئيس مكتبه رون كلاين سبق له أن أكّد أن إعلان القرار مجرّد مسألة وقت.