جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:24 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تحذيرات من اجتياح كبير لـ ”فيروس كورونا”

أعادت كورونا مخاوف الصين التي خففت في وقت سابق من الشهر الجاري بشكل كبير سياساتها الصارمة بشأن القضاء على الفيروس صفر كوفيد في أعقاب احتجاجات هزت البلاد ضد القيود المفروضة والإغلاق الصارم والاختبارات الجماعية والحجر الصحي المركزي.

وحذر الدكتور في جامعة بنسلفانيا حزقيال إيمانويل من عودة انتشار فيروس كورونا بطريقة سريعة وواسعة، بعد قرارات الصين الأخيرة التي انتقلت من سياسة "صفر كوفيد" إلى مناعة القطيع، مع تسجيلها آلاف الحالات اليومية، مشيرًا إلى أن خبراء صينيون تنبؤوا بحدوث موجة قوية من الإصابات قد تجتاح العالم بأكمله.

وقال الطبيب والمحلل في تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الصين وضعت العالم بأكمله في خطر بسبب استجابتها البطيئة بعد ظهور الفيروس في مدينة ووهان، فانتشر في العالم وتسبب بملايين الإصابات والوفيات، وانهيار الاقتصاد الدولي والكثير من التداعيات التي لا تزال تدفع ثمنها الدول حتى اليوم، مشيرًا إلى أن بكين قد تعيد الكرّة مرة أخرى.

وأضاف الطبيب أن نهج بكين الحالي تجاه (كوفيد -19) يخلق مخاطر جديدة مشابهة في الصين وخارجها، بعد أن قام الرئيس الصيني شي جين بينج بشكل مفاجئ بتحويل مسار البلاد في مكافحة الفيروس من سياسة صارمة وقاسية إلى سياسة اللامبالاة.

ونقل الطبيب عن خبراء وأطباء صينيون تنبؤهم بحدوث تسونامي كوفيد، بمئات الملايين من الحالات، ما سيجعل الصين بؤرة للمرة الثانية لمتغيرات جديدة للفيروس الذي سينتشر حتمًا على مستوى العالم.

ويشرح الطبيب أنه "في وقت مبكر من الوباء، بدا أن الصين تحتوي الفيروس، حيث وزعت أقنعة واختبارات على الصعيدين المحلي والعالمي وطورت لقاحا تقاسمته مع بلدان أخرى، وسمحت هذه الإنجازات لبكين بتصوير نفسها باعتبارها رائدة في مجال الصحة العامة على مستوى العالم، وخاصة مقارنة بالاستجابة المبكرة المتصدعة من قِبَل العديد من البلدان الغربية.

فيروس كورونا ينتشر كالنار في الهشيم بين السكان الذين لا يتمتعون بالمناعة الكافية، إذ يقيس علماء الأوبئة العدوى بمتغير يسمى R متوسط عدد الأشخاص الذين ينشر لهم مريض مصاب أحد مسببات الأمراض.

وفي وقت مبكر، كان R لمرض SARS-COV-2 2 نحو 3، لكن متغير أوميكرون الشرس الذي انتشر في الشتاء الماضي، صعد بـR إلى 10 في الولايات المتحدة، واليوم أعلن مسؤولو الصحة الصينيون عن R 16، بحسب التقرير.

وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الصينية، أن المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تقدر أن 800 مليون شخص في الصين، أي ما يقرب من 10% من سكان العالم قد يصابون بكوفيد في الـ90 يومًا المقبلة، ما سيطغى على المستشفيات ويمكن أن يتسبب بمليون حالة وفاة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، يقول إيمانويل: "كان هناك أكثر من 650 مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وحددت سلطات الصحة العامة 6 مؤشرات مثيرة للقلق زادت من قابلية الانتقال، ورفعت من شدة المرض، وقلّلت من الأجسام المضادة المُحيِّدة، أو خفضت فعالية العلاجات واللقاحات الموجودة، من بينها المتغيرات الجديدة مثل متغير ألفا".

وإجمالًا، كان هناك ما يقرب من 7 ملايين حالة وفاة مؤكدة لمرضى مصابين بكوفيد، إلى جانب ملايين الوفيات الزائدة من أمراض أخرى نتيجة لتحويل الموارد الطبية، وحالات الإغلاق وغيرها من الآثار غير المباشرة للوباء.

ويرى إيمانويل أن إصابة 800 مليون شخص في الصين سيزيد من احتمال ظهور متغيرات جديدة خطيرة، وما يزيد الطين بلة أن العام الصيني الجديد سيكون في 22 يناير المقبل، حيث يسافر مئات الملايين من الصينيين ويجتمعون للاحتفال في بلدان أخرى.

وقبل 3 أعوام، ربما بدت السلطة الهائلة التي تتمتع بها الدولة الصينية لفرض الضوابط على السكان وكأنها ميزة في التعامل مع الوباء، أما الآن فقد فرض الرئيس الصيني "سياسة كارثية" تلو الأخرى من القمة إلى القاعدة، فوضع الصين في وضع غير مؤات وتعرض العالم لخطر مستمر.

من ناحيتها ذكرت منظمة الصحة العالمية أن وضع فيروس كورونا في الصين يثير قلقا بالغا، لافتة إلى أن وتيرة انتشاره مؤخرا خطيرة.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت الإثنين الماضي إن تفشي فيروس كورونا سريع الانتشار في الصين قد أدى إلى التنبؤ بزيادة الوفيات المرتبطة بالوباء خلال العام المقبل، حيث توقعت عدة تحليلات أكثر من مليون حالة وفاة في بلد ظل حتى الآن تحت السيطرة إلى حد كبير على الفيروس التاجي.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع ذلك، يظل العديد من سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، عرضة للإصابة بالفيروس التاجي بسبب التعرض المحدود، وانخفاض معدلات التطعيم، وضعف الاستثمار في رعاية الطوارئ.

ونقلت الصحيفة عن تحليل أعده "معهد القياسات الصحية والتقييم"، وهو معهد عالمي لأبحاث الصحة بجامعة واشنطن بسياتل، أنه خلص إلى أن عدد الوفيات بسبب كورونا في الصين سيرتفع إلى أكثر من 322 ألفا بحلول أبريل المقبل، بينما خلص تحليل آخر إلى أن الصين ستشهد أكثر من مليون حالة وفاة خلال العام المقبل.

وأوضحت الصحيفة أنه في حال ثبتت صحة التحليل السابق، فإن هذا من شأنه أن يضع عدد المتوفين جراء الوباء في الصين على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، حيث توفي 1.1 مليون شخص منذ تفشي الجائحة قبل ثلاث سنوات.

ونقلت "واشنطن بوست" عن كريستوفر موراي، مدير "معهد القياسات الصحية والتقييم"، قوله: "مهما كانت الطريقة التي ننظر بها إلى الأمر، فمن المحتمل جدًا أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون صعبة للغاية بالنسبة للصين. السكان الأكثر عرضة للخطر في العالم هم أولئك الذين تجنبوا الكثير من انتقال العدوى ولديهم نقص في التطعيم".

وظهر فيروس كورونا لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019 وانتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم.

ولكن بعد التفشي الأولي، شرعت السلطات الصينية في استراتيجية متشددة لمنع انتقال العدوى، وإغلاق حدود البلاد، وعزل المرضى ومخالطيهم، وفي بعض الحالات إغلاق مدن بأكملها لمنع انتشار الوباء.

ونقلت الصحيفة عن خبراء صحة قولهم إنه مع ظهور متحورات جديدة للفيروس أكثر عدوى - بما في ذلك "أوميكرون" ومشتقاته - أصبحت الاستراتيجية الصينية أقل فاعلية، بينما أغضبت هذه السياسة السكان الذين شاهدوا بقية العالم ينفتح.

ونشرت الصحيفة نتائج دراسة منفصلة، أعدها باحثون في هونج كونج الأسبوع الماضي، أظهرت أن 684 شخصًا من كل مليون سيموتون إذا أعيد فتح البلاد دون حملة تطعيم واسعة النطاق وإجراءات أخرى. ويبلغ معدل التطعيم الرسمي لفيروس كورونا في الصين 90%، بما في ذلك جرعتان من اللقاحات المنتجة محليًا.