ارتفاع ضغط الدم.. متى يكون مزمن وما مدى خطورته ؟
قياس ضغط الدم يعد من الأمور الهامة التي تقلل من الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة في المستقبل؛ لذا يجب معرفة متى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمن
فالحفاظ على معدل الضغط الطبيعي يجب أن يكون في أولي اهتماماتك، مع تجنب ارتفاعه المفاجئ المتسبب في مضاعفات ومخاطر تصل إلى الوفاة. لذا، ينصح دائماً باستشارة الطبيب متى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمن وغير قابل للسيطرة.
وهذا من أجل الوقاية من السكتات الدماغية -لا قدر الله- أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو الفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
قبل الدخول في تفاصيل أكثر حول ضغط الدم المزمن، يجب أولاً إدراك مفهوم "ضغط الدم" الذي يُعرف على أنه قوة ضغط الدم على جدران الشرايين الناتجة عن ضخ الدم من القلب إلى الأوعية الدموية.
وفي هذه العملية، يتم تسجيل قراءتين: الأولى تسمى "الضغط الانقباضي" أو الرقم العلوي وهو يشير إلى الضغط داخل الشرايين عندما يعمل القلب على ضخ الدم عبر الجسم.
أما القراءة الثانية تسمى "الضغط الانبساطي" أو الرقم السفلي وهو يشير إلى الضغط داخل الشرايين عندما يكون القلب في حالة راحة على أن يكون المعدل الطبيعي لضغط الدم هو 120/80 مم زئبقي. وفي حالة ارتفاع هذه الأرقام عن المألوف ولمدد طويلة، يصاب الإنسان بمرض فرط ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الدم المعروف بتعدد مستوياته.
يأتي مرض فرط ضغط الدم على مرحلتين هما:
ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى: يتراوح الرقم العلوي ما بين 130 و139، في حين الرقم السفلي يكون ما بين 80 و89 ملم زئبقي.
فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية: يكون الرقم العلوي 140 فأعلى، تزامناً مع ارتفاع الرقم السفلي ليزيد عن 90 ملم زئبقي.
وقد صرحت منظمة الصحة العالمية WHO أنه يمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى، بينما تدخل المرحلة الثانية ضمن المراحل الطارئة والخطيرة بما يحقق المسمى العلمي لمرض ارتفاع ضغط الدم بـ "القاتل الصامت".
أو بمعنى أدق، متى يكون ارتفاع ضغط الدم مزمن؟ صرحت منظمة الصحة العالمية WHO أنه يتم تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن على أنه المرحلة الثانية من مرض فرط ضغط الدم، إلا أنه يستمر لفترات طويلة دون السيطرة على معدلاته. كما أشارت إلى خطورة الإصابة بمثل هذا النوع من ارتفاع الضغط الدموي، نظراً لكونه أهم أسباب الوفاة والمرض في جميع أنحاء العالم.
فارتفاع ضغط الدم المزمن يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة ببعض الأمراض القاتلة منها: النوبات القلبية (أو أمراض القلب المزمنة)، السكتات الدماغية (أو جلطات الدماغ)، تلف الكلى (أو أمراض الكلى). وهذا ما يستدعي ضرورة المتابعة الدورية وعمل الفحوصات الطبية باستمرار من أجل التأكد من الصحة العامة وتفادي الوقوع ضحية مرض فرط ضغط الدم المعروف بعدم وجود أعراض صريحة وواضحة له.
التعرض للقلق والتوتر لفترات طويلة يعتبر أول اعراض ارتفاع الضغط الذي لا يمكن الاستهانة به، والذي قد يكون عَرض وقتي لا يسبب مخاطر تهدد الحياة. وعلى الجانب الآخر، قد يكون عرض قاتل يؤدي إلى الإصابة بفرط الضغط المزمن. وهذا إذا لم يتم علاجه سريعاً وبصورة سليمة قبل تفاقم المشكلة.
إليك بعض الأعراض الأخرى التي تشير إلى الإصابة بفرط ضغط الدم المزمن:
الذبحة الصدرية أو ضيق شديد في التنفس.
السكتة القلبية.
قصور القلب وعدم قدرة القلب على إمداد الجسم بالدم المحمل بالأكسجين اللازم لخلايا الجسم الحيوية.
عدم انتظام ضربات القلب التي قد تتسبب في الوفاة المفاجئة.
تلف الكلى أو الكبد.
مشاكل وتشويش في الرؤية.
لاختفائه خلال فترة زمنية قصيرة جداً تكاد تكون غير ملحوظة لدى الأشخاص.
عوامل تشكل خطراً على مريض الضغط المرتفع
وعند ظهور اعراض ارتفاع الضغط الدموي، يجب إدراك بعض عوامل الخطر التي تتسبب في زيادة معدل ضغط الدم بشكل مفاجئ وسريع، وهي:
1. عوامل خطر قابلة للتغيير
اتباع نظام غذائي غير صحي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة.
الإفراط في استهلاك الملح.
الإقلال من تناول الفواكه والخضروات الطازجة المفيدة.
التدخين المفرط.
تناول الكحوليات.
زيادة الوزن أو السمنة.
2. عوامل خطر غير قابلة للتغيير
تاريخ مرضي للعائلة.
تجاوز سن 65 عاماً.
الإصابة بأمراض مزمنة مثل: داء السكري، أمراض القلب، الكلى، وغيرها.
سواء كانت عوامل الخطر قابلة للتغيير أو غير قابلة، فإن متابعة معدلات الضغط ما بين الحين والآخر يعد من الأمور الضرورية جداً لتفادي الإصابة بمرض فرط/ارتفاع ضغط الدم. كذلك، معرفة معلومات أكثر حول الطرق الفعالة التي تساهم في خفض ضغط الدم وما هو المشروب الذي يخفض ضغط الدم، يعد من الأمور الجيدة أيضاً.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن جهود الدولة في توعية المواطن سَرعت من عملية الاكتشاف المبكر لمرض فرط ضغط الدم للعديد من المرضى. حيث جاوبت المنظمات الصحية العالمية على سؤال الكثير منا وهو "كيف أعرف أن ضغطي مرتفع بدون جهاز"، وقدمت لهم العديد من الطرق البديلة لقياس ضغط الدم والتي من بينها: القياس اليدوي والقياس باستخدام تطبيقات الهاتف.