يوفنتوس الأكثر تتويجا بالبطولات يسجل أكبر عجز مالي بتاريخ الدوري الإيطالي
رغم احتفال نادي يوفنتوس الذي احتفل في الأول من نوفمبر الماضي بمرور 125 سنة على تأسيسه والذي يعتبر أنجح الأندية الإيطالية والأكثر تتويجًا بالبطولات وعددها 70 لقباً منها الدوري الإيطالي 36 مرة، إلا أنه يسجل أكبر رقم سلبي في تاريخ الدوري الإيطالي.
النادي المُحاط دائما بالجدل، بمواقف تاريخية إيجابية وأخرى سلبية وواجه مطبات كبيرة منها هبوطه للدرجة الثانية بعقوبة من رابطة الدوري الإيطالي موسم 2006 - 2007 بسبب تورطه وخمسة أندية أخرى فيما يسمى بفضيحة الدوري الإيطالي 2006 بالتلاعب في نتائج المباريات مقابل المال والمعروفة باسم "الكالتشيوبولي".
هذه الأيام يمر فريق السيدة العجوز في إيطاليا بأصعب موقف في تاريخه متمثلاً في تحقيق أكبر عجز مالي في تاريخ الدوري الإيطالي.
النادي العريق أبلغ رسميًا الجهات المختصة في بلاده عن خسارة قدرها 246.1 مليون دولار لموسم 2021-2022.
وقال الصحفي الإيطالي الشهير ماوريسيو بيستوتشي إن أزمة يوفنتوس خطيرة للغاية ليس بسبب العواقب الجنائية التي قد تؤثر على المدربين السابقين فحسب، ولكن أيضًا قد تتسبب بفقدان النادي لسمعته.
بيستوتشي، الذي يعمل في الإعلام الرياضي الإيطالي منذ 40 عامًا، أضاف أنه علاوة على ما سبق يمكن للجرائم العديدة التي اتُهم بها يوفنتوس أن تؤثر على الجانب الرياضي، حيث يمكن أن تؤدي العقوبات إلى فقدان الألقاب.
الخسائر الكبيرة التي تعرض لها يوفنتوس لها أسباب معروفة منها الآثار السلبية التي ضربت البلاد في جائحة كوفيد 19 والتي أدت لانخفاض إيرادات النادي، وعدم تحقيق الفريق للقب دوري الأبطال منذ عام 1996 سببّ خسائر مالية كبيرة زادت بعد خروجه من البطولة نفسها هذا الموسم على يد فياريال الإسباني.
ويؤثر عدم تحقيق النتائج الكبيرة والفوز بالألقاب بشكل كبير على شركات الدعاية التي تبتعد بكل تأكيد عن النادي في حال عدم تحقيقه الألقاب.
ويسعى المدعون العامون في إيطاليا إلى توجيه لوائح اتهام لمجموعة من المديرين التنفيذيين السابقين في يوفنتوس بسبب ما يوصف بسوء السلوك المالي الذي أدى إلى الخسائر الكبيرة، حيث يعتقد المدعون العامون أن يوفنتوس أخفى 209 ملايين دولار من الخسائر على مدى ثلاث سنوات.
وكان مجلس إدارة رابطة الدوري الإيطالي لكرة القدم قد استقال بالكامل، حيث تجرى تحقيقات معهم في شائعات لم تتأكد بتلقيهم عمولات من عمليات انتقالات اللاعبين ومن القروض البنكية بالإضافة إلى وجود أخطاء في الأرقام المالية المحتسبة في عمليات انتقالات اللاعبين.
وفي حال توصل المحققون إلى صحة هذه الشائعات سيتم توجيه تهم عدة للمسؤولين المستقيلين أبرزها التلاعب في السوق المالي.
من جهته، قال الصحفي الإيطالي ومقدم البرامج في قناة سبورت ميديا سيت، ساندرو ساباتيني في برنامجه التليفزيوني أن أندريا أنيللي غادر النادي بعد اتهامه بتزوير حساب النادي وعدم الإبلاغ عن تعاملاته المالية، وقد ارتكب ذلك لشعوره بالقوة المفرطة.
في المقابل، يرى مؤيدو النادي أن ما يحدث هو استهداف لرئيس النادي المستقيل أندريا أنيللي أحد أشهر رؤساء الأندية في تاريخ كرة القدم ومعه 12 مديرًا آخرين.
واستمر أنيللي عقدًا من الزمان رئيسا للنادي وفاز الفريق تحت قيادته بأكثر من 20 لقبًا وأهمها تتويجه بالدوري الإيطالي 9 مرات متتالية.
من جهته، أصدر نادي يوفنتوس بيانًا رسميًا ذكر فيه أن كل هذه الاتهامات ليس لها أي أساس من الصحة، مضيفًا أنه اتخذ إجراءات كبيرة لمواجهة هذه الاتهامات وغيرها من الاتهامات المتعلقة بسوء السلوك المالي والتلاعب.
وأوضح النادي في البيان أنه يخطط لإعادة مراجعة موارده المالية عن العام 2022 وعمليات انتقالات اللاعبين وحسابات كل عملية، وقام يوفنتوس بتعديل الميزانية السنوية في جمعيته العمومية لكنه ينتظر موافقة نهائية عليها من المساهمين.
وكما يقول المثل العربي الشهير "المصائب لا تأتي فُرادى"، يواجه يوفنتوس مطالب من رابطة الدوري الإسباني موجهة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بتوقيع عقوبات على نادي يوفنتوس بعد تغيير مجلس إدارة النادي على خلفية وجود خسائر مالية فادحة ومخالفات مالية.
وتأتي مطالب الإسبان ضمن الخطة التي سبق وأعلنها يويفا بضرورة تنظيم كل الدوريات الأوروبية ومعاقبة أي نادٍ مخالف لقواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الدولي للعبة والتي تقارن بين قيمة المصروفات والإيرادات للنادي سنويًا.
وعلى الفور استجاب الاتحاد الأوروبي وفتح تحقيقًا رسميًا في الحسابات المالية لنادي، عن طريق هيئة الرقابة المالية للأندية التي تتبعه بسبب ما وصفه في البيان بالانتهاكات المحتملة لترخيص النادي وقواعد اللعب المالي النظيف."
وكانت أسهم النادي الإيطالي قد تهاوت بنسبة 6 بالمئة عقب إعلان مجلس إدارته الاستقالة في 28 نوفمبر الماضي، لكنه تعافى مجددًا يوم الأول من ديسمبر بزيادة تبلغ 3 بالمئة، بحسب موقع Juventus Fc Spa.
وحول هذه المطالب، توقع ماوريسيو بيستوتشي أن يتم رفض الطلب الإسباني من قبل الاتحاد الأوروبي بتوقيع عقوبات على يوفنتوس، مضيفًا أن صورة الكرة الإيطالية مُعرضة بالفعل للخطر بشكل كبير ، وسيكون من الصعب استعادتها على المدى القصير.
يُصنف نادي يوفنتوس في المركز التاسع عالميًا من حيث القيمة المالية بمبلغ 3 مليارات و 450 مليون دولار حسب مجلة فوربس، وله دور كبير في صنع القرار في عالم كرة القدم الأوروبية.
وهبط الدخل المالي للنادي من 574 مليون يورو في موسم 2019 -2020 إلى 480 مليون يورو في موسم 2020- 2021 بسبب وباء كورونا.
وبلغ إجمالي أصول النادي في موسم 2019-2020 ملياراً و100 مليون يورو هبطت في الموسم التالي إلى 908 ملايين يورو.
تملك عائلة أنيللي الشهيرة 64 بالمئة من أصول النادي فيما يملك صندوق ليندسوا للاستثمارات في القطارات نسبة 12 بالمئة بينما يشارك مساهمون متنوعون في النسبة الباقية وهي 24 بالمئة.