مشروبات الطاقة + 18 .. الموت في ”علبة كانز”
تسبب زيادة ضربات القلب وقد يصل الأمر للوفاه المفاجئة
صفوت : تؤثر على الجهاز العصبي وتزيد كهرباء المخ
الأتربى : نسبة الكافيين بها تعادل 140 جراما من القهوة
شهدت السنوات الأخيرة استهلاكا متزايدا بين الشباب للمشروبات التي تسمى " بمشروبات الطاقة +18 " دون إدراك منهم أو من أسرهم أن تلك المشروبات قد تحمل لهم الموت المحقق.
ظهرت هذه المشروبات لأول مره عام 1977 في الولايات المتحدة الأمريكية ولاقت اقبالا كبيرا من المستهلكين مما أدى إلى اتساع الصناعة حتى وصلت إلى 500 علامة تجارية مختلفة.
قد يبدو الأمر طبيعي ولا داعي للقلق فهذه المشروبات تسوق على أنها مشروبات تستهدف رفع مستويات النشاط الذهني والجسدي من خلال مكوناتها التي تشبه المشروبات الغازية، فهي تحتوي على الكافيين و الجلوكوز والسكروز والفيتامينات مجموعة ب مثل " ب 1، ب 12، ب 6 " وبعض الأحماض الامينية إلا أن تركيز الكافيين فيه أعلى بكثير من المشروبات الغازية كما أنها تحتوي على مادة التورين والتي رغم فوائدها الصحية غير أن ضمها مع الكافيين المركز في منتج واحد لا يزال يحتاج للمزيد من الدراسات لمعرفة أثرها على صحة القلب والجهاز العصبي.
الغريب أن المصنعين لهذه المشروبات اكتفوا بوضع علامة +18 وطرحها في الأسواق بأسعار زهيده للغاية تصل لنحو 7 جنيهات للزجاجة الواحده، وهو امر يدعو لضرورة مراجعة تلك الشركات بعد ثبوت خطورة تلك المشروبات.
جرس إنذار
من جانبها حذرت إدارة عابدين التعليمية بالقاهرة من إقبال كثير من طلاب المدارس بالمرحلة الابتدائية والإعدادية على شراء مشروبات الطاقة المسجل عليها +18 سنة والممنوعة على من هم دون البالغين وذلك لتسببها في زيادة ضربات القلب و التي يمكن بدورها ان تتسبب في الوفاه المفاجئه لمتعاطيها.
وأرسلت إدارة عابدين التعليمية بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة خطابات رسمية إلى المدارس المختلفة التابعة لها ، لتحذرها من اتجاه طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية إلى شراء مشروبات الطاقة +18.
و انتشر خطاب الإدارة التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي مسببا حالة من الذعر عند أولياء الأمور من هذه المشروبات التي يمكن أن تحمل الموت لفلذات أكبادهم .
وفي سياق متصل كشف الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة وعلاج التدخين، عن خطورة تناول مشروبات الطاقة لمن هم أقل من 18 عامًا.
وقال استشاري الباطنة وعلاج التدخين، في تصريحات صحفية إن مشروب الطاقة شراب مسموح به وليس ممنوعًا؛ ولكن له خطورته الشديدة على الجسم، لأنه يؤثر على الجهاز العصبي، ونسبة السكر والكافيين به عالية جدًّا تعادل من 4 إلى 5 أكواب قهوة، وتعادل أيضًا عشر ملاعق سكر، قائلًا: "هذه النسب تزود كهرباء المخ وتصبح حملًا شديدًا على الجهاز العصبي".
وأضاف : في حال تناول تلك المشروبات باستمرار يعمل على زيادة الوزن، لافتًا إلى أن خطورة تناوله للأطفال لمَن هم أقل من 18 عامًا ستصبح في أنهم من المحتمل أن يصبحوا مدمنين، معلقًا: "ليس لديهم الوعي الكافي لفهم خطورة هذا الشراب على صحتهم".
واستكمل استشاري الباطنة وعلاج التدخين: "لو هنسمح بتناوله سيكون لمَن هم فوق الـ18 عامًا، ولكن مرة كل فترة، بهدف التركيز فقط؛ لأن هذا الشراب يساعد على التنبيه والتركيز لمَن لديهم مشكلات في التركيز".
وصرح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، إن هناك مراجعة لكافة منافذ بيع الحلوى في المدارس للتأكد من عدم احتوائها على أي منتجات ضارة بالطلاب، محذرا من مشروبات الطاقة لأنها لا تتناسب مع الفئات العمرية الأقل من 18 عاما، وزادت معدلات بيعها للطلاب بشكل يضر بصحتهم.
من جانبه كشف الدكتور عادل الإتربي أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، أن الهدف الرئيسي من مشروبات الطاقة المنتشرة في الأسواق هو رفع مستوى الانتباه والتركيز لمساعدة الطالب على الدراسة، لافتاً أيضاً إلى أن هناك فئة أخرى تتناولها قبيل ممارسة النشاط الرياضي.
وأكد أن مشروبات الطاقة تحتوي على مواد منبهة ومنشطة، مثل مادة الكافيين، موضحًا أن هناك مشروبات بها نسبة كافيين عالية ومشروبات أخرى الكافيين بها بشكل معتدل.
وتابع : بالنسبة لمشروب الطاقة المنتشر حاليا بين الطلاب فنسبة الكافيين به تعادل 140 غراما من القهوة، ولذلك فهي بالنسبة لطفل أو شاب أقل من 18 عاماً تعد ضارة جداً لصحته، فضلاً عن السكر المتواجد في هذا المشروب مما يشكل خطورة كبيرة.
واستكمل أن مادة الكافيين بشكل عام تؤدى إلى اضطراب في ضربات القلب وانقباض في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ارتفاع كبير وخطير في ضغط الدم ومن ثم الوفاة.
وفي سياق متصل أكدت اخصائية التغذية العلاجية الدكتورة منار محمد عبد اللطيف على اضرار مشروبات الطاقة +18 وقالت رغم أن هذه المشروبات صنعت للبالغين إلا أنهم ليسوا في مامن من أضرارها وذلك في حالة الاسراف في تناولها لأنها تعمل على زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم لدى الفرد مما يجعله عرضة للموت المفاجئ.
كما أنها تحتوي على نسبة سكر عالية جدا مما قد يؤدي إلي إصابة الفرد بمرض السكري، إضافة إلى السمنة المفرطه في حالة تناول أكثر من خمس مرات في الأسبوع الواحد
واستنكرت الدكتورة منار عمليات الترويج لمثل هذه المشروبات بين طلاب المدارس وتداولها على نطاق واسع على مستوى الجمهورية وبأسعار زهيده للغاية مما يسهل على الطلاب شرائها في المدرسة مما قد يؤدي بحياة الطلاب كما أنها يمكن أن تعرضهم لحالة من القلق والتوتر ويضعف من تحصيلهم الدراسي.
ونصحت الأهل بضرورة توفير بدائل مفيده لأولادهم متمثلة في العصائر الفريش التي تحتوي على السكر الطبيعي والفيتامينات، لافتة إلى أن تناول المكسرات يساعد كثيرا في زيادة التركيز لدي الفرد و ينشط الذاكرة وتعتبر بديلا صحيا لمشروبات الطاقة.