جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 05:35 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في الذكرى الثامنة لرحيلها.. أهم المحطات الفنية في حياة الشحرورة

تحل اليوم الذكرى الثامنة علي رحيل الفنانة اللبنانية صباح الشهيرةةبلقب الشحرورة، إلا أن اسمها الحقيقي هو جانيت جرجس الفغالي.

ولدت الشحرورة بتاريخ ١٠ نوفمبر عام ١٩٢٧وسط عائلة متواضعة في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان.

بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً.

ذهبت صباح إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم "جانيت الشحرورة' وحل مكانه إسم "صباح" في فيلم "القلب له واحد" عام 1945م، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عاما.

ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.

شاركت صباح في ما يقرب من ٨٧ فيلم بين مصرى ولبنانى، و٢٧ مسرحية لبنانية، إضافة إلي غناء ما يقرب من ٣٥٠٠ أغنية بين المصرية واللبنانية والأجنبية.

وتعد الشحرورة أول من قدمت الأغنية اللبنانية، التي تتميز بالرتم والإيقاع اللبناني الصرف، والذي لم يكن معروفاً من قبل، وذلك عن طريق أغنية "يا هويدا هويدلك" في أوائل الخمسينات، فكان للشحرورة الفضل في نشر المواويل والأغاني اللبنانية في كافة أرجاء الوطن العربي ومختلف دول العالم من خلال الأفلام التي قدمتها والحفلات.

وفي حفل الـ "أولمبيا" الشهير في باريس، قامت بترجمة أغاني الفولكلور اللبناني إلى اللغة الفرنسية، وقامت بتقديم الموال والأوف باللغة الفرنسية، فألهبت حماس الجماهير الفرنسية التي ذهلت بأداء وصوت "الصبوحة" الجباّر والقوي والفريد، كما جذبت أعينهم بأناقتها وشياكتها.

وقفت الشحرورة على أكبر المسارح العالمية ورفعت اسم لبنان عالياً في مختلف المحافل وبلدان العالم، ولعة أبرز المحطات العالمية لها كانت على "مسرح الأولمبيا" في باريس؛ الذي يعتبر من أهم وأعرق مسرح في فرنسا حتي اليوم، وذلك برفقة فرقة "روميو لحود الاستعراضية" في منتصف السبعينيات، وكانت الصبوحة أول مطربة لبنانية تقف على هذا المسرح وثاني مطربة عربية بعد أم كلثوم، وفي العام ذاته، تألقت علي مسرح "قصر الفنون" في "بروكسل"، أكبر مسارح العاصمة البلجيكية.

ومن المسارح العالمية التي وقفت عليها أيضاً، "مسرح بلايل" في باريس؛ وهي أول مطربة لبنانية وعربية تغني في هذا المسرح الضخم، وفي نفس العام وقفت على مسرح "باليه دي سبور" قصر الرياضة في باريس، ومسرح "بورت دو فرساي" الضخم الذي يتسع أيضًا لـ 8000 شخص.

حظيت الشحرورة في كل رحلاتها بتقدير وتكريم شعبي ورسمي كبيرين، والدليل حصولها على الكثير من الأوسمة والنياشين والدروع التكريمية، وكان لها علاقات وثيقة وقوية بكافة الملوك والرؤساء العرب.

تزوجت الفنانة صباح تسعة مرات وهما نجيب شماس والد ابنها الدكتور صباح شماس، وقضت معه خمس سنوات، وتزوجت من خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، قضت معه عدة أشهر وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلته لتطليقه منها، والزيجة الثالثة كانت من أنور منسي وهو عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا، وقضت معه أربع سنوات، ثم تزوجت من المذيع المصرى أحمد فراج وقضت معه ثلاث سنوات، ثم من الفنان رشدي أباظة، وقضت معه خمسة أشهر، والفنان يوسف شعبان واستمر الزواج شهر واحد، كما تزوجت من النائب يوسف حمود، وقضت معه سنتين، والفنان وسيم طبارة وقضت معه أربع سنوات، ثم كانت اخر زيجاتها من الفنان فادي لبنان وقضت معه سبع عشرة سنة.

وقد انتشرت شائعة بعد طلاقها من فادي لبنان أنها تريد الزواج بملك جمال لبنان "عمر محيو" وكان عمره 25 سنه ثم تبين إنها كانت تساعده على الدخول إلى المعترك الفني وأختلقت قصة الحب والزواج وحاولت مساعدته فنيًا.

وكانت صباح ترى أن أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم، وكانت تقول أنهم يسمونها "مدام بنك" لأنها تنفق المال من غير تفكير على من تحب ومعروف عنها حبها للجمال وللأزياء وكانت دائما تقول أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي لا أخسر جمالي وأناقتي.

توفيت الفنانة صباح في ٢٦ نوفمبر عام ٢٠١٤ عن عمر يناهز 87 عاماً وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تُشيَّع على أنغامها، وهذا ما تمَّ تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث أن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.