جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:13 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قبل المونديال.. قطر تفرض قيودا على تناول الكحول بالشوارع (تقرير)

يعد شرب البيرة أو الجعة جزءً من ثقافة كرة القدم (الغربية) بين مشجعي الساحرة المستديرة إذ يرون في أنها قد تساعد البعض منهم على الاسترخاء والهدوء قبل انطلاق صافرة المباريات فضلا عن إضفاء أجواء ودية بين المشجعين.

خلال منافسات كرة القدم، قد يشرب مشجعو الفريق الخاسر بعض البيرة للتخفيف من أحزانهم فيما تشرب جماهير الفريق المنتصر شمبانيا بعد الفوز وتعد هذه الأجواء أمرا شائعا في الدول الغربية.

ومع قرب انطلاق بطولة كاس العالم لكرة القدم في قطر في الفترة ما بين 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر، نشر موقع دويتش ويللا الألمانى D W تقريرا أشار فيه الى أن هذه البطولة ستكون الأولى على الإطلاق التي تُجرى في دولة ذات أغلبية مسلمة حيث تفرض السلطات القطرية قيودا حازمة ضد تناول الكحول وبيعها للمواطنين أو شربها علنا في الشوارع.

لكن الأمر مسموح به للمتواجدين على الأراضي القطرية من غير المسلمين لا سيما في الفنادق العالمية.

بيد أن ومع استضافة الدولة الخليجية لمونديال كرة القدم، قررت السلطات القطرية السماح بتقديم المشروبات الكحولية، لكن في أماكن ووفقا لشروط محددة.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقوم حاملو التذاكر بشراء البيرة التابعة لشركة "بدوايزر" الأمريكية، وهي من الرعاة الرئيسيين لكأس العالم، داخل محيط الملاعب سواء قبل انطلاق صفارات المباريات أو بعدها، لكن لا يجوز أخذ البيرة إلى الملاعب أو حملها إلى الشوارع.

ويمكن شراء بيرة "بدوايزر" في منطقة المشجعين الرئيسية في حديقة البدع وسط العاصمة الدوحة في المساء.

وفي مقابلة مع DW، قالت اللجنة العليا القطرية المشرفة على تنظيم البطولة إن "الكحول ليس جزءا من الثقافة القطرية، لكن كرم الضيافة هي جزء من الثقافة القطرية. المشجعون الذين يرغبون في شرب الكحول خلال كأس العالم في قطر سيتمكنون من ذلك".

ورغم ذلك، فسيكون الأمر في قطر خلال منافسات المونديال مختلفا عما كان عليه الوضع خلال بطولات كأس العالم السابقة حيث كان تجمع المشجعون في الساحات والميادين لشرب المشروبات الكحولية أمرا مألوفا قبل المباريات.

لكن يمكن خلق شعور مماثل بين مشجعي الساحرة المستديرة من محبي شرب البيرة، عند الوصول مبكرا إلى الملاعب حيث تتوافر فقط بيرة "بدوايزر" بالإضافة إلى ما تقدمه الشركة الأمريكية من بيرة خالية من الكحول بجوار مشروبات كوكاكولا- أحد الرعاة الرسميين الرئيسين للبطولة.

ورغم ذلك، تشعر بيلي براون، رئيس الرابطة المستقلة لمشجعي كرة القدم في أمريكا الشمالية، بالقلق من مخاطر شرب جماهير كرة القدم الكثير من الكحوليات داخل محيط الملعب قبل المباريات.

وفي مقابلة مع DW، قالت "كيف يمكن للأفراد شرب الكحوليات قبل ثلاث ساعات من إنطلاق المباراة في المنطقة المحددة لهم؟ أعتقد أن هذا الأمر سوف يثير قلقا. أتوقع أن يفكر هؤلاء في أن أمامهم فقط ثلاث ساعات لشرب الكحوليات، لذا قد نرى في الواقع محاولات لشرب الكحوليات خلال الساعات الثلاث أكثر مما سيكون عليه الأمر في حالة عدم وجود ساعات محددة".

وتتفق في هذا الرأي مارثا جينس، عضو في مجلس إدارة رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا ورئيسة إحدى روابط مشجعي كرة القدم في البرتغال.

وفي مقابلة مع DW، قالت "يتحتم قبول أن الكحوليات تعد جزءً من ثقافة كرة القدم وقد تأتي (القيود) بنتائج عكسية إذ أنه كلما جرت محاولة إحتواء الأفعال، فإن الأمر سينقلب عكسيا في حالة ما كان الأمر يتعلق بجزء ثقافي وفي حالة منع الناس من القيام به...إن هذا جزء من طبيعة البشر".

يشار إلى الفنادق في قطر قد تكون الخيار الأكثر أمانا لتناول الكحوليات، لكن الأسعار مرتفعة إذ ستتراوح ما بين 13 و 17 يورو مع بعض الخصومات خلال الأوقات المبكرة من المساء فيما يُعرف بـ "الساعات السعيدة" حيث تُقدم خلالها المشروبات الكحولية مقابل خصم كبير في السعر.

وعلى وقع القيود التي فرضتها قطر على الحكوليات، من المحتمل الا تشهد الدولة الخليجية مشاهد للمشجعين المشاغبين (الهوليغانز) الذين أثاروا أعمال شغب خلال بطولات كأس العالم السابقة وكانوا في حالة سكر فضلا عن أن عددا محدودا من مشجعي البلدان التي تشتهر بوجود الهوليغانز سوف يتمكنون من السفر إلى مونديال قطر مقارنة ببطولات كأس العالم السابقة.

ومع قرب انطلاق مونديال 2022، حاولت بعض الروابط الكروية في دول غربية تنبيه المشجعين الذين سوف يتواجدون في قطر خلال المونديال حيال ضوابط شرب الكحوليات.

فعلى سبيل المثال، وضع "اتحاد مشجعي كرة القدم في إنجلترا وويلز" إرشادات تفصيلية خاصة بشرب الكحوليات للمشجعين الراغبين في مشاهدة منافسات كأس العالم في قطر.

وتنص الإرشادات على التالي "لا تصطحب كحوليات أثناء دخول قطر ولا تشرب الكحول في الشوارع لتفادي القبض عليك أو ترحيلك. يوجد متجر واحد لبيع المشروبات الكحولية لكن لتناولها في أماكن أخرى مع ضوابط صارمة والأمر متاح فقط للمقيمين."

ورغم عدم قيام الفيفا بنشر أرقام دقيقة عن عدد المشجعين وجنسياتهم، لكن تعد الولايات المتحدة أكبر دولة خارج قطر اشترى مواطنيها تذاكر لمشاهدة مباريات كاس العالم، لكن البعض منهم رعايا دول أخرى يقيمون في أمريكا.

وفي هذا السياق، قالت بيلي براون، رئيس الرابطة المستقلة لمشجعي كرة القدم في أمريكا الشمالية والمقيمة حاليا في الولايات المتحدة، إنها تشعر "بخطورة شرب الكحوليات (في قطر) لغياب الشفافية ماذا سيحدث إذ جرى القبض على شخص وهو يمسك جعة أو جرى القبض عليه في حالة سكر في إحدى الأماكن العامة. أنا أرفض الأمور الرمادية ".

وحاولت اللجنة العليا المشرفة على مونديال قطر الترحيب بعشاق الساحرة المستديرة من محبي شرب الكحوليات، لكنها أوضحت الضوابط حيال ذلك.

وفي ذلك، قالت "يجب على المشجعين معرفة أن شرب الكحول خارج المناطق المخصصة محظور".