جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:39 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

افتتاح المنطقة الخضراء مع انطلاق مؤتمر تغير المناخ بشرم الشيخ

مع بداية انطلاق فعاليات الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، التي تستضيفها مصر، بمدينة شرم الشيخ، افتتح د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وترافقه د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مع عدد من الوزراء، والمسئولين، المنطقة الخضراء، التي ستشهد العديد من الفعاليات والأنشطة على هامش انعقاد المؤتمر.

استهل رئيس الوزراء خلال الإفتتاح، كلمته بالترحيب بالحضور، مُعرباً عن سعادته بالمشاركة في افتتاح المنطقة الخضراء الخاصة بقمة تغير المناخ COP27، والتي ترأسها مصر في هذا العام، منوهاً على أن المنطقة الخضراء بدأ تنفيذها بالتعاون مع الوزراء المعنيين، حيث كان هناك حرص على تصميمها بأعلى مستوى ممكن، لكي تفوق مثيلاتها في المؤتمرات السابقة.

كما أوضح د. مصطفى مدبولي، أن المساحة المخصصة للمنطقة الخضراء في هذه القمة أكبر بكثير من أي قمم مناخية سابقة، مؤكداً أن ذلك يعكس رسالة مهمة من مصر، خاصة أن المنطقة الخضراء تعتبر غير رسمية، حيث يتواجد بها ممثلو المجتمع غير الرسمي، من جمعيات ومنظمات دولية وإقليمية ومحلية، وكذا الخبراء والأكاديميين، والشباب، وشركات القطاع الخاص، لذا كان الحرص على أن تكون المساحة المخصصة لهذه المنطقة أكبر بكثير من المؤتمرات السابقة، وبناء على الإقبال الشديد من جانب المؤسسات على التواجد والمشاركة في المنطقة الخضراء هذا العام، كان القرار بتوسعة المساحة التي كانت مخططة وزيادة نحو 12 ألف متر مربع لها، من أجل تلبية كافة الطلبات لكل من يحرص على التواجد وأن يكون له فعاليات في هذه المنطقة ويجد مساحة له.

وأشاد رئيس الوزراء، بمدى هذا الحرص الذي أصبح رسالة مهمة أيضاً من مصر بانها تتطلع للاستماع إلى الرأي الآخر، حيث أن كل المنظمات والأفراد والجهات التي لها صوت بخلاف الجانب الرسمي، سيكون لديهم الفرصة للتواجد بفعالية في هذا الحدث ضمن هذه المنطقة.

وأكد رئيس الوزراء، أن النسخة الـ 27 من مؤتمر الأطراف، تحمل شعار "مؤتمر التنفيذ"، وهو ما يؤكد الحرص على الانتقال من مرحلة التعهدات والوعود، إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، لافتاً إلى أن مصر تحرص على ذلك من خلال المنطقة الخضراء، وكافة الفعاليات التي ستتم بها لنستمع إلى أفكار ورؤى المجتمع غير الرسمي والشباب والمرأة وغيرهم، وإيجاد الحلول المبتكرة لكل موضوع يخص تحديات المناخ خلال الفترة القادمة.

ونوه د. مصطفى مدبولي على أن مصر تشعر بالفخر لكونها تمثل قارة أفريقيا في هذه القمة، لافتاً إلى أن هذه النسخة من المؤتمر ستشهد للمرة الأولى، تخصيص "يوم أفريقيا"، وسيوافق يوم 14 نوفمبر، الذي سيكون معنياً بأفكار الشباب الأفريقي وكل الكيانات التي تمثل القارة السمراء، لتكون فرصة لسماع صوتهم، وإرسال رسالة واضحة لكل أنحاء العالم مفادها أن القارة الأفريقية رغم أنها أقل القارات تأثيراً على ملف التغيرات المناخية بنسبة لا تتجاوز 4%، ولكنها هي واحدة من أكثر المناطق تعرضاً وتضرراً من التبعات السلبية للتغيرات المناخية، ولذا فتنظيم المؤتمر في قارة أفريقيا يُعد فرصة حقيقية لإرسال هذه الرسائل الواضحة لكل العالم، بأن القارة السمراء بحاجة إلى دعم كبير للغاية خلال المرحلة المقبلة من أجل التعامل مع تلك التغيرات المناخية.

وأشار د. مصطفى مدبولي، إلى أننا كنا حريصين كل الحرص كحكومة مصرية أن يتم تصميم المنطقة الخضراء على أعلى مستوى، حيث اتخذ التصميم شكل زهرة اللوتس التي تعتبر رمزاً للحضارة المصرية القديمة العريقة، كما أن كل المساحات التي تضمها هذه المنطقة مخصصة للفعاليات القائمة بأجندة القمة، بحيث نضمن أكثر تواجد ومشاركة على أعلى مستوى من المنظمات غير الرسمية.

وأعرب رئيس مجلس الوزراء، في ختام كلمته، مجدداً بخالص أمنياته بالتوفيق والنجاح لهذه القمة، وأن نخرج بنتائج يشعر بها المواطن في كل بقعة من بقاع العالم، وأن يكون لديه اليقين في أن الدول تتحرك بجدية للتعامل مع هذه القضية المحورية.

وأشارت د. ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إلى أن المنطقة الخضراء تم إقامتها في قلب الطبيعة، على شكل زهرة اللوتس، فهي مُحاطة بوفرة من الأشجار والأوراق والأزهار، وأن المباني بها تتكون من الأقمشة المستدامة المُعاد استخدامها، والخشب والفلين، إلى جانب ذلك، فإن التصميمات الداخلية الفنية بها تعرض كلاً من المواد المُعاد تدويرها، وتُظهر مواهب الشباب في هذا الصدد.

وأكدت وزيرة البيئة، أن المنطقة الخضراء ستستضيف أحداثًا جانبية كما هو الحال مع المنطقة الزرقاء، وذلك وفقًا للموضوعات المُعلنة الخاصة بكل يوم من الأيام الموضوعية، حيث ستقام الفعاليات الجانبية للمنطقة الخضراء داخل قاعتين، ويتم تخصيص كل يوم للترويج لموضوع معين لتعكس الأيام الموضوعية للمنطقة الزرقاء.

ولفتت الوزيرة، إلى أن الأيام الموضوعية للأحداث الجانبية، تتضمن أيام تعزيز التمويل، والعلوم، وتعزيز مشاركة الشباب والأجيال القادمة، وتعزيز "التخفيف" وإزالة الكربون، و"التكيف" والزراعة والمياه، والمرأة، وتعزيز الطاقة، والمجتمع المدني والعمل من أجل تمكين المناخ، والتنوع البيولوجي والحلول.

وأوضحت الوزيرة، أن المنطقة الخضراء، تتضمن منطقة المعرض، ومنطقة الخيام، التي تضم 5 خيام، الأولى مخصصة للقطاع الخاص والشركات سواء كانت وطنية أو دولية، والثانية مخصصة للأوساط الأكاديمية مثل الجامعات ومراكز الأبحاث، والمؤسسات المالية مثل البنوك ومؤسسات الاستثمار والتمويل"، والثالثة مخصصة للوزارات المصرية وأي جهات حكومية، والرابعة مخصصة للمنظمات غير الحكومية والجمعيات المدنية والشركات الناشئة ورجال الأعمال ومركز الابتكار، والخامسة مخصصة لشركاء التنمية والمنظمات الدولية، لافتة إلى أن العارضين سيعرضون أحدث مشاريعهم ذات الصلة بأجندة المناخ، بالإضافة إلى تشغيل الأنشطة التي من شأنها إشراك الجمهور وزوار المنطقة الخضراء بطريقة ديناميكية، كما تتضمن أيضاً، منطقة الأحداث الجانبية، التي تستضيف جلسات الأحداث الجانبية الخاصة بالأيام الموضوعية، هذا فضلاً عن منطقة الأطعمة والمشروبات، ومنطقة صناعة الأزياء المُستدامة، والتي تستضيف ما يسمى بمنطقة «Trend Area» حيث تعرض المنطقة الخاصة بالموضة ما تتمتع به صناعات الأزياء المستدامة المصرية من إمكانيات، وذلك سعياً لدعم المُصمم المحلي وعرض إبداعاته، وأخيراً منطقة المسرح، وهي أكثر الأماكن حيوية، حيث سيستضيف العروض الإبداعية، سواء كانت فنية أو ثقافية وعروض للأزياء والأفلام.

وجدير بالذكر، من خلال افتتاحه للمنطقة الخضراء، تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه، العديد من مكونات المنطقة، وأقسامها، مشيداً بحجم ما تم إنجازه من أعمال في هذا الصدد، وحرص على التعرف على ما تتضمنه المنطقة من معارض وأجنحة حكومية للوزارات والجهات الحكومية، في مقدمتها جناح مجلس الوزراء، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع له، وأجنحة وزارات الخارجية، ووزارة البيئة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والشباب والرياضة، والثقافة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتربية والتعليم، والكهرباء والطاقة المتجددة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتضامن الاجتماعي، والزراعة واستصلاح الأراضي، والأجنحة المخصصة للمجلس القومي للمرأة، وهيئة الاستثمار، والبريد المصري، وإتحاد الصناعات المصرية، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وهيئة الرعاية الصحية، وهيئة الدواء المصرية، وهيئة صك العملة.

كما حرص د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على زيارة عدد من أجنحة القطاع الخاص، ومنها قسم خاص بشركة مايكروسوفت، حيث استعرضوا إستراتيجة الشركة للاستثمار في مجالات الإستدامة، وإلتزاماتها نحو العالم في تقليل الإنبعاثات الكربونية، كما زار جناح شركة فودافون حيث تم عرض عدد من الحلول التي تقدمها الشركة للمساعدة في تحسين المناخ وتطوير الزراعة ودراسات تحسين التربة، وترشيد المياه، حيث أشاروا إلى تجربة نفذوها في حي الأنوار بشرم الشيخ، وتم تطبيقها بالفعل، وتتعلق بمراقبة تسريب المياه في الحي لمنع الهدر، وساهم ذلك في تقليل نسبة 25% من فاقد المياه، وأشاد رئيس الوزراء بهذه الفكرة داعياً إلى دراسة تعميمها في مدينة شرم الشيخ ثم باقي المحافظات.